كنت ممن تشرف بزيارة معرض إثراء المعرفة الذي أقامته شركة أرامكو بموقع المعارض بالرياض برفقة العائلة. وجاءت تلك الزيارة بدعوة كريمة من أحد المسؤولين بالمعرض. وكانت ساعات جميلة قضيتها برفقة الأسرة في أقسام المعرض، الذي بحق أسميه (ثقافي ومعرفي)؛ بحكم ما يستخلصه الزائر من الثقافة والمعرفة التي تحتويها أقسامه، وقبل ذلك الشباب والشابات الذين يتولون الشرح للزوار، ويطلعونهم على علوم مختلفة وابتكارات متنوعة. والأجمل من ذلك أنك تجد من يبتكرون ويتدربون من أبنائنا وبناتنا داخل المعرض، وأغلبهم من الزوار. ولعل ما لفت نظري بشيء من الإعجاب وجود ركن داخل المعرض، توقفت عنده كثيراً، هو تدريب الصغار على قيادة السيارات على شوارع وميادين مرسومة على الأرض. وهذا له فائدة كبيرة في زرع حب النظام، والتقيد به لدى الأطفال في قيادة السيارات إذا أصبحوا كباراً. وهذا هو ما ينقصنا، أن نعلّم الطفل منذ صغره؛ ليجني ذلك في كبره، بدلاً من أن نعلمه وهو كبير؛ فقد سبق أن تشكل الإنسان على ثقافة تستعصي على التغيير.
أعود للمعرض، فقد كان الشباب والشابات السعوديون هم من يتولون إدارة المعرض والشرح للزوار. وما أثلج صدورنا كذلك السواعد الوطنية المثقفة والمندفعة للعمل، ولاسيما إذا ما عرفنا أن بعضهم متطوع؛ فقد أعطى صورة ناصعة للشاب السعودي المندفع للعمل والإبداع متى أُعطي الفرصة. ومما يبرهن على نجاح المعرض تزايد الزائرين من الرجال والنساء، والزحام طيلة أيام المعرض، وعلى غير العادة من أنك عندما تدخل أي معرض يصيبك الملل عندما يطول بك التجوال في أقسامه، إلا أني وجدت ارتياحاً ورغبة في الاستمرار في التجوال والاستماع إلى شرح محتويات الأقسام؛ لأنها فعلاً كانت لافتة للانتباه ومغرية للعقل ومحفزة للمزيد من المعرفة.. فلا يصيبك الملل وأنت تتجول في أقسام متنوعة ومشوقة بديكور جميل.
شكراً لأرامكو ولمسؤوليها الذين أصابوا وأتقنوا في إنجاز وإبراز هذا المعرض التثقيفي والمعرفي لشرائح المجتمع كافة، ونتمنى على شركتنا العملاقة الإكثار وتكرار هذه التجربة الفريدة.