نظم برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحج هذا العام 1435هـ، عدداً من الزيارات لضيوف خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- لمصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
وتجول الحجاج في أقسام مصنع كسوة الكعبة، ومنها قسم الحزام وقسم خياطة الثوب وقسم المصبغة وقسم الطباعة وقسم النسيج الآلي، وقسم النسيج اليدوي وقسم المختبر، واستمعوا إلى شرح مفصل عن تاريخ صناعة الكسوة والمواد الخام المستخدمة في صناعتها، وشاهدوا نماذج وصوراً تحكي مراحل صناعة ثوب الكعبة المشرفة.
وقد أجاب المسؤولون في المصنع التابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن تساؤلات الحجاج التي تركزت في تاريخ صناعة الكسوة وبداية إنشاء مصنع كسوة الكعبة ومراحل تطوره حتى وصل إلى هذا المستوى من التقدم.
وأوضح المسؤولون أن كسوة الكعبة مصنوعة من أجود أنواع الحرير الخالص المستورد، وهي مطرزة بخيوط ذهبية وفضية، ويتم تغيير القماش مرة واحدة في العام في احتفال خاص، مشيرين إلى أنه يستخدم في ثوب الكعبة أجود أنواع الخيوط من الحرير، التي تجلب من سويسرا وإيطاليا، فضلاً عن مواضع الذهب والفضة التي يتم استخدامها للتطريز، حيث تصل حزم الحرير الخام إلى مصنع الكسوة، ويتم غسلها ثلاث مرات لإزالة طبقة الشمع عنها.
وأضافوا أن تكلفة صناعة كسوة الكعبة المشرفة تقدر بأكثر من 22 مليون ريال سنوياً، وتستهلك نحو 700 كيلو جرام من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود، و120 كيلو جراماً من أسلاك الفضة والذهب، مبطنة من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين.
وأشاروا إلى أن الكسوة تشتمل على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ومكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية، ومطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام.
وأكدوا أن كسوة الكعبة صارت صناعة ذات تقاليد عريقة في المملكة العربية السعودية، وتصنع من عقود طويلة بإشراف حكومي سعودي، وبأيد وطنية، بعد أن كانت تهدى لقرون طويلة من مصر واليمن، مشيرين إلى أن الكسوة لم تكن بهذا الهندام والاهتمام إلا حينما أصبحت في كنف العهد السعودي، حيث رصعت بالذهب والفضة، وجلبت لها خيوط الحياكة من سويسرا، حتى أضحت أغلى ثوب في العالم.
وقد أشاد الزائرون بالتجهيزات العملاقة المتطورة التي احتوى عليها مصنع كسوة الكعبة التي تدل على الرعاية الكريمة التي يحظى بها بيت الله الحرام من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، مبدين إعجابهم بما شاهدوه في المصنع من دقة في صوب صناعة كسوة الكعبة مهوى أفئدة المسلمين في كل أنحاء العالم.