برئاسة معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي عُقد مؤتمر مكة المكرمة الخامس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بعنوان «الثقافة الإسلامية الأصالة والمعاصرة» جلسته الرابعة مساء أمس بحضور أصحاب الفضيلة والدعاة وأساتذة الجامعات ومسئولي المراكز الإسلامية الذين دعتهم الرابطة للمشاركة في المؤتمر وأداء فريضة الحج هذا العام.
وقد ناقش المشاركون في الجلسة الرابعة محور المؤتمر الرابع «نحو ثقافة واعية» التي ترأسها معالي الدكتور أسامة محمد حسن العبد رئيس جامعة الأزهر سابقاً في مصر أربعة بحوث في موضوع المحور، وهي كالآتي:
1 - قراءة في كلمات خادم الحرمين الشريفين وأثرها في بناء الثقافة الواعية لمعالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
2 - الاتصال الثقافي بين الشعوب والمجتمعات الإسلامية للدكتور أنور محمود زناتي الأستاذ في قسم التاريخ في جامعة عين شمس في مصر.
3 - التنوع الثقافي ووحدة الأمة المسلمة للدكتور عبد الستار بن إبراهيم الهيتي أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة البحرين.
4 - كيف نبني ثقافة واعية للدكتور أحمد محمود عيساوي الأستاذ بجامعة الحاج لخضر باتنة الجزائر.. وقد بين المشاركون في بحوثهم أن الشريعة الإسلامية وضعت لتحقيق المصالح للبشرية من خلال أوامرها وأحكامها، ومن ثم فهي صالحة لكل زمان ومكان.
وأكد الدكتور عبد الرحمن السديس أنه من توفيق الله تعالى على بلاد الحرمين الشريفين - أنها تعمل بشرع الله تعالى وتنفذ أحكامه وقد منَّ عليها سبحانه بولاة أمر تتابعوا في عقد وضّاء منذ أسسها الإمام الملك الصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - صاحب القرارات العظيمة، والمشاريع العملاقة الجسيمة، مضيفاً بالقول إن لخطب خادم الحرمين الشريفين وكلماته التي يلقيها في المناسبات المختلفة أثراً باقياً وصدى خالداً لما يتمتع به - حفظه الله - من رؤية ثاقبة للأمور وفحواها، واستشراف للمشهد العالمي الذي يموج بالخلافات والأزمات وقراءة واعية للمتغيرات والمستجدات.
وأبان الشيخ السديس في بحثه الذي تضمن قراءة جادة في أهم مضامين كلمات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - علّها تكون نبراساً لشباب أمتنا لبناء ثقافة واعية ترتكز على أسس وأفكار حقيقية، واقعية بعيداً عن الأفكار المنحرفة، والآراء الشاذة والأقوال الضالة المضلة.
كما ناقش الباحثون في جلستهم هذه الكيفية السليمة في بناء الثقافة الواعية، قائلين إننا نجد أنفسنا في موضع المتسائلين مجدداً: فهل نحن راضون عن موروثنا الثقافي رضا كاملاً أو بعض الرضا، وهل نحن مقتنعون بواقعنا الثقافي السائد اليوم، وكيف سنتعامل مع منظوماتنا الثقافية الموروثة؟.. كل هذا ينطلق أساساً من ضبط مفهوم الثقافة كمصطلح معرفي نظري وسلوكي تطبيقي نتجه من خلاله لرسم صورة المنهج الثقافي الذي نراه صالحاً.