اقتحم صباح أمس الثلاثاء المئات من المتطرفين اليهود ساحات المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة، بحراسة شرطية مشددة.
وأفاد حراس المسجد الأقصى بأن نحو 217 يهودياً متطرفاً اقتحموا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، وقاموا بجولة حتى ساحة المسجد المرواني، وعادوا للخروج من باب السلسلة.
وأضاف الحراس بأن أحد المستوطنين قام بأداء طقوسه التلمودية بالقرب من المصلى المراوني، وخلال ذلك مزق ملابسه - وهي ضمن الطقوس الدينية الخاصة. وكانت الجماعات اليهودية المتطرفة قد دعت لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال الفترة من (28-9-2014 حتى 2-10-2014)، التي يطلق عليها حسب المعتقدات اليهودية «أيام التوبة»، وهي تأتي بعد رأس السنة العبرية حتى عيد الغفران التوراتي. ويعتقد اليهود أن هذه الأيام هي أيام إصدار الحكم الإلهي، فهي أيام توبة ومحاسبة للنفس اليهودية. وفي سابقة خطيرة استولت جمعية العاد الاستيطانية الإسرائيلية صباح أمس الثلاثاء على 23 شقة سكنية لمقدسيين في حي وادي وحارة بيضون ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بزعم ملكية المستوطنين لها.
وأوضح مركز معلومات وادي حلوة في بيان صدر عنه أن قوات الاحتلال برفقة مستوطني جمعية العاد الاستيطانية اقتحموا عند الساعة 1:30 فجراً بلدة سلوان، وبعد الانتشار الواسع في أحيائها وحاراتها شرعوا بالاستيلاء على المنازل الخالية من سكانها، باستثناء أحد المنازل الذي أُخلي منه سكانه عنوة.
وأضاف المركز بأن المنازل التي تم الاستيلاء عليها تتضمن (10 بنايات وشقق سكنية منفردة)، من بينها بنايات بـ 5 طوابق و4 طوابق.
ولفت مركز معلومات وادي حلوة إلى أن مواجهات اندلعت صباح أمس في أحد المنازل التي تم الاستيلاء عليها بعد طرد المستوطنين منها، وقام حراس المستوطنين بإطلاق الرصاص الحي لتفريق السكان المقدسيين.
وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان الناشط المقدسي فخري أبو دياب: «إن المستوطنين اقتحموا المنازل التي كانت خالية باستثناء أحد المنازل التي تم دهمها عنوة والاعتداء على من فيها».
وأضاف أبو دياب بأن عدداً كبيراً من المواطنين المقدسيين أصيب خلال مواجهات صاحبت عملية الاستيلاء على المنازل، وتم نقل بعضهم للمستشفيات للعلاج.
من جهة أخرى، أدانت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية أمس بشدة استيلاء المستوطنين اليهود على بنايات وشقق سكنية في حي وادي حلوة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، بدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: «إن العدوان الإسرائيلي السافر على القدس والمسجد الأقصى لا يترك أي خيار أمام القيادة الفلسطينية سوى التوجه إلى المنظمات الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها وإجبارها على وقف الاستيطان».