اطلعت على رسمة كاريكاتورية للأخت منال في زاوية الكاريكاتير، حيث صوّرت الحقيبة المدرسية الثقيلة، وتعليقاً على الكاريكاتور أقول:
مشكلة المقررات الدراسية أزلية، ولكن لا يمكن لوزارة التربية والتعليم تقليص المقررات أو تقليل كمية ورق المقررات على حساب التعلُّم، والحل كما ذكرته سابقاً « الملازم الورقية « بدلاً عن المقررات، بحيث لا يتعدّى وزن ما يحمله الطلاب صحيفة يومية، وهذه تحتاج لجهود أخرى في مجال تأليف المقررات، والتربية والتعليم لا تهدأ أبداً عن التطوير، ولذا من يزعجه طلب التطوير، لن يطور شيئاً.
أيضاً لي تعليق على النظام الفصلي، كالتالي:
قرأت وسمعت الكثير عن هذا النظام الفصلي، ومن خلال اطلاعي على نظام التعليم الثانوي في نظامه الفصلي، أحاول بكل ما أستطيع مشاركة الآخرين، ومشاركتي اليوم عن ما يمكن وصفه بخماسية التعلُّم.
«التقويم من أجل التعلُّم» هذا هو شعار النظام الفصلي في التعليم الثانوي، وكان من الواجب أن يكون شعاراً لكل المراحل الدراسية، ولكن هناك تقصير في توضيح دور التقويم في التعلُّم من خلال النظام الثانوي الفصلي الجديد، فيما يبدو لي.
لا يزال النظام بحاجة لمزيد من الاهتمام والإجابة على استفسارات الميدان التربوي حول النظام، وكمشاركة مني في توضيح تطلّعات الوزارة أقول : « خماسية التعلُّم في تقويم الطالب» أهم ما يجب التركيز عليه.
خمسة عناوين مهمة في لائحة تنظيم التعليم الفصلي وهي «قيادة وتحفيز ودعم ورعاية وتقويم التعلُّم».
القيادة تبدأ من دور الهيئة المدرسية في كل مدرسة، وتحفيز التعلُّم كذلك، وتبدو مشاركة مؤسسات المجتمع الأخرى أحد الأهداف المهمة في النظام الفصلي، لتحقيق تطلّعات الوزارة نحو التعلُّم، ولكن لم تعتمد تلك الجهات بعد، وأيضاً للمدرسة دور بارز في تحفيز التعلُّم، من خلال إبراز مشروعات الطلاب ونشر بحوثهم المميزة ، وإقامة المعارض الداخلية للطلاب وغير الطلاب، لتكون مشاركتهم أهم عنصر في تحفيز التعلُّم.
كل ما ذكرته آنفاً لم يأخذ حقه من التنظير وطلب التنفيذ، ولكن فيما يبدو يدخل تحت إطار «أبدع تكرم» كما تفضل سمو وزير التربية والتعليم، أما اكتشاف الطلاب المتفوقين تفوقاً غير عادي، إضافة للطلاب الموهوبين، فهو تحت إطار دعم التعلُّم، وتأتي رعاية التعلُّم في إطار واجبات المعلم والإرشاد الطلابي.
أما تقويم التعلُّم، أو بالأصح تقييم وتقويم التعلُّم فذلك هو دور المعلم، ولكن ليس هو المحطة النهائية، فاستمرار التقويم والتقييم لتعلُّم الطالب يجعل قيادة وتحفيز ودعم ورعاية التعلُّم في محاور مهمة في مجال التعلُّم، تتطلّب جهداً مميزاً، وتنظيماً دقيقاً، من خلال أدوات لا تغيب عن الميدان التربوي، ولكن لتكن ميسّرة وفي متناول يد المعلم، وبما يحقق ملكية المعلم.
لا شك بأنّ وزارة التربية والتعليم بذلت جهداً مميزاً في هندسة النظام الفصلي لتأكيد تعلُّم الطالب؛ حيث نصوص النظام تؤكد على خماسية التعلُّم، ولكن إبراز هذه الخماسية ضرورة، لسبب واحد، وهو كثرة المتطلبات، بينما إذا قلنا « خماسية التعلُّم» خلصنا إلى حفظ الأركان المهمة في هذه الخماسية، مما يعجل ويسهل تحقيق أهداف خماسية التعلُّم.
«خماسية التعلُّم» كمصطلح ومفهوم، وأفصح عنه اليوم كمعلم، يتطلب تقديم خطاب تربوي وآخر إعلامي، لتأكيد آلية العمل لتحقيق كل عنصر من عناصر خماسية التعلم.
نصت لائحة التعليم الثانوي الفصلي على تلك الخماسية، ولكن الجهد يجب مضاعفته وإبرازه، وفي اللائحة إشارة إلى برنامج « تشارك المدارس»، ولكنه لم يكن في إطار يحفز على تشارك المدارس نحو التعلُّم، أو لم يكن بارزاً.
تعميم وزير التربية والتعليم، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وفّقه الله لكلِّ خير، حول تعريف الطلاب والمعلمين والمدارس بتعديل لائحة التقويم في التعليم الثانوي والمراحل الأخرى، يُعَد محطة الانطلاق الأولى، لإبراز تشارك المدارس في تقديم أهم الأفكار في إشهار أنظمة النظام الفصلي، ثم استمرار التشارك نحو التعلُّم، من خلال «تقديم الأفكار العملية».
العمل التعليمي والتربوي عمل شاق، ويتطلب من الجميع تقديم نماذج عملية، لتؤكد دائماً على اختصار المفردات والمصطلحات، من أجل تحقيق متطلباتها بجودة عالية، ولذا فتشارك المدارس مهم جداً، ولكن يحتاج إلى آلية بارزة، وهذا ما ننتظره من وزارة التربية والتعليم.
ولعل الميدان التربوي يقدم تجاربه في هذا المجال، ولا يمكن لنا جميعاً تجاهل دور التطوير الشامل للمناهج، لتحقيق التعلُّم، فهو أهم خطوات قيادة التعلُّم، وفّق الله الجميع لكل خير.