بحضور سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ افتتح معالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار أمس ندوة الحج الكبرى تحت عنوان ( تعظيم شعائر الحج .. ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) بحضور نخبة من كبار العلماء والمفكرين والأدباء من قيادي الرأي في المملكة والعالم الإسلامي وذلك بقاعة الذكرى الخالدة في مكة المكرمة .
وبدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم
وألقى الأمين العام لندوة الحج الكبرى الدكتور هشام بن عبد الله العباس كلمة رحب فيها بالمشاركين في الندوة التي تعد ملتقى لعلماء ومفكري الأمة الإسلامية حيث يجتمعون بما يشكل منظومة معززة بالعلم والمعرفة ومكللة بالرأي السديد والفكر الرشيد موضحا أن موضوع الندوة تعظيم شعائر الله جاء ليكون عنوانا رئيسا لهذا العام بحكم أن ذلك من مقاصد الشريعة الاسلامية السمحة من أداء النسك كما أن هذا الاختيار يأتي متزامنا مع الدعوات المطروحة لتجنب ما يخل بهذا التعظيم وبخاصة ما يمس أو يعكر صفو الأمن والسلامة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أو يلحق الضرر بضيوف الرحمن لأن الأمن والسلامة مطلب شرعي أساس في كل شعيرة من شعائر الحج و الإخلال بهذا الجانب يعد من أبرز ضروب الإلحاد في الحرم .عقب ذلك ألقى معالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار كلمة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لضيوف الندوة مؤكدا أن هذا الاجتماع يجدد ويحيي سنة درج عليها السلف الصالح الذين اتخذوا من موسم الحج فرصة نفيسة لالتقاء العلماء من سائر أقطار العالم الإسلامي مشارقه ومغاربه للتدارس والتباحث وتبادل المعلومات والمعارف ونشرها، لافتا النظر إلى أن ندوة الحج الكبرى التي ترعاها وتنظمها سنويا وزارة الحج بناء على التوجيهات السامية لتؤكد الحرص على استمرار وانتظام هذا التوجيه الطيب .
ورأى الدكتور بندر حجار إن تثقيف الحجاج وتوعيتهم في بلدانهم قبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة يسهم بصورة فعالة في تلافي الأخطاء المحتملة فلأخطاء التي قد يقع فيها بعض الحجاج تزيد من المشاق والمتاعب لكل الأطراف معبرا عن أمله أن تعود توصيات ونتائج ندوة الحج الكبرى بفائدة عظيمة على أعمال الحج وخدمة حجاج بيت الله الحرام سائلا الله تعالى المزيد من التوفيق والنجاح لأعمال الندوة وأن يجعل الجميع ممن يعظم شعائر الله ويحكم كتابه وسنة رسوله بوسطية واعتدال.
إثر ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز عبدالله آل الشيخ كلمة أكد فيها إن تعظيم شعائر الحج تدل على تعظيم المسلم لربه ولأوامره واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى وان شعائر الله هي في العموم مناسك الحج وتعظيم تلك الشعائر هي الحج الصحيح الذي أمرنا الله به عز وجل فيجب تعظيم البيت الحرام ذلك أنه يحرم فعل المعاصي فيه كإيذاء المسلمين والإلحاد فيه وبيت الله مكان للأمن كما أخبر الله عز وجل (من دخله كان آمنا ).
وأوضح سماحته أن تعظيم البيت الحرام والإكثار من الأعمال الصالحة فيه والبعد عن ما يعكر صفوه والإكثار من الإعمال تيسر على الطائفيين والركع الساجدين وما تلك المشروعات الجبارة والتوسعات العملاقة في المسجد الحرام وتوسعة المطاف إلا دليل واضح وشاهد على تعظيم البيت الحرام مشددا على أنه يجب على كل مسلم ان يعظم كل مشعر يقف فيه في عرفات ومنى ومزدلفة وأن تعظيم المشعر يكون بالوقوف فيه لأداء النسك واحترامها والإخلاص لله عز وجل والبعد عن الجدال ذلك أن الحج لا جدال فيه فهو وسيلة القلوب واجتماع الكلمة وتبصير المسلمين بأمور دينهم على الوجه الأكمل والصحيح.
وخاطب سماحة علماء الأمة الإسلامية وفقهائها وباحثيها بأن يثروا جانب تعظيم شعائر الحج في أطروحاتهم والتي يجب أن تصب في إن تعظيم تلك الشعائر هو إتقان فعلها وأدائها على أكمل وجه ومعرفة إسرار تلك الشعائر وحقوقها وبيان الفوائد الكثيرة الخيرة التي تجتنى من ذلك التعظيم. وأشار سماحته إلى أن العالم الإسلامي يمر بحالات وفترات حرجة أدت إلى قتل الناس وإخراجهم من ديارهم وتشريدهم وكل ذلك بسبب الفرقة والتشتت وأنه علينا أن نأخذ بأسباب الخير والرجوع إلى الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لعل الله ينجينا من هذه الفتن وهذا الواقع المؤلم داعيا إلى الاهتمام بالشباب وتبصيرهم وبيان الحق له وإبعادهم عن كل ما يشدهم إلى الجماعات المتطرفة التي خالفت شرع الله بسفك الدماء والاعتداء على الأعراض وترميل النساء وقتل الأطفال.
حضر الحفل معالي عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام و المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس.
.بعد ذلك بدأ البرنامج العلمي لندوة الحج الكبرى حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور عبدالرحمن المدخلي تطرق من خلالها لموضوع ( تعظيم شعائر الحج .. الكيفيات والمقاصد والوسائل )بمشاركة عميد معهد إسلام المعرفة بجامعة الجزيرة بجمهورية السودان الدكتور محمد بابكر العوض عبدالله و»شعائر الله بين الالتزام والانتهاك» للأستاذ بجامعة جزر القمر نور الدين محمد باشا «المنافع المادية الحاصلة في تعظيم شعائر الله في الحج للفرد والمجتمع» للأستاذ بجامعة الجزيرة بجمهورية السودان الدكتور الزين عبدالله يوسف أحمد .
وخصصت الجلسة العلمية الثانية لـ«شعيرة الحرم وصيده وشجره .. كيفية الأداء ومفهوم التعظيم وصوره فيها» لرئيس قسم الوثائق بمعهد أحمد بابا للدراسات العليا والبحوث بمالي الدكتور دريسا تراوري و»شعيرة الطواف والحجر الأسود كيفية الأداء ومفهوم التعظيم وصوره فيها // لمدير الشؤون التعليمية بمعهد بلال الإسلامي وداعية إسلامي بأوغندا ياسين عبدالرحمن سالي و»شعيرة مقام إبراهيم عليه السلام .. كيفية الأداء ومفهوم التعظيم وصوره فيها // لأستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بالمملكة المغربية الدكتور ميمون عبدالسلام باريش و»شعيرة حجر الكعبة .. كيفية الأداء ومفهوم التعظيم وصوره فيها // للمستشارة البحثية بجامعه قطر الدكتورة أفيجا حيداروفا وترأسها المهندس مروان الفاعوري .
وتصدرت «شعيرة زمزم.. كيفية الأداء ومفهوم التعظيم وصوره فيها» الجلسة العلمية الثالثة بمشاركة الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بقسم الفقه وأصوله بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور ماجد محمد أبورخية و»شعيرة عرفات – الدعاء .. كيفية الأداء ومفهوم التعظيم وصوره فيها» للأستاذ المشارك بالمعهد العالي لأصول الدين بجامعة الزيتونة بتونس الدكتور علي محسن شابير و»شعيرة مزدلفة .. كيفية الأداء ومفهوم التعظيم وصوره فيها» لرئيس الفيدرالية للمنظمات الإسلامية رئيس مجلس الديانات السويسري للحوار الديني في سويسرا الدكتور هشام ميرز و»شعيرة منى ورمي الجمار.. مفهوم التعظيم وصوره فيها» لأستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الأول بالمغرب الدكتورة نزيهة أمعاريج وترأس هذه الجلسة الدكتور عبدالله دمفو .
فيما سلطت المحاضرة الرئيسة الضوء على جهود المملكة في تعظيم شعائر الحج ورعايتها والتي يقدمها معالي عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد .
وتم مناقشة عبر الجلسة العلمية الرابعة أثر تعظيم شعائر الله في الحج في أداء الحج والمناسك من يسر وسكينة ورقي حضاري بمشاركة «حقوق الحجاج وواجب تكريمهم وبيان ما لهم وما عليهم» لأستاذ الحضارة العربية والإسلامية بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بالكويت الدكتور صلاح الدين سليم أرقة دان و»الدليل إلى المؤلفات الفقهية في شعائر المناسك» لأستاذ التعليم العالي بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر الدكتور نصيره دهينه و»رصد بعض المؤلفات الفقهية التي كتبها الفقهاء والعلماء في شعائر المناسك مع بيان الجوانب الاجتهادية المهمة» لرئيس مجلس إدارة جامعة العلوم الإسلامية بالعيون المدير العام للمحظرة النموذجية للدراسات العليا وتكوين العلماء بموريتانيا الدكتور محمد فضل محمد الأمين وترأس هذه الجلسة معالي الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية .
وخصصت المحاضرة الرئيسة الثانية لتعظيم الشعائر في مراحل الحج مفهومه ومظاهره وأسبابه» حيث تحدث فيها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.
وتضمنت الجلسة العلمية الخامسة المحافظة على أمن وسلامة الشعائر والمشاعر بمشاركة نائب عميد الكلية بالجامعة الحكومية بطازجستان الدكتور عبدالشكور إسماعيلوف و»النأي بمشاعر الحج وشعائره عن أن تكون مسرحاً للفتن وميداناً للأغراض الشخصية والصراعات المذهبية وما ينتج عن إثارتها في هذه المناسبة العظيمة «لأستاذ اللغة العربية بأكاديمية الدراسات الإسلامية بجامعة ملايا بماليزيا الدكتور آدم بمبا وإمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس دائرة القرآن في كليه القرآن والدراسات الإسلامية بجامعه القدس بفلسطين الدكتور محمد سليم مصطفى و«حماية ونظافة مواضع شعائر الحج» للأستاذ الجامعي في الكلية الإفريقية للدراسات الإسلامية بداكار بالسنغال الدكتور سرين إلمان أنجاي و»التوعية بأهمية احترام الأنظمة المتعلقة بالحج وإظهار أن الالتزام بها هو من تعظيم شعائر الله في الحج ومشاعره» لعميد كليه الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر الدكتور عبدالحكيم يوسف الخليفي وترأس الجلسة الدكتور أحمد خالد بابكر عضو مجلس علماء السودان .فيما قدم المحاضرة الرئيسة الثالثة معالي الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ .