كلنا جميعاً يعرف ويدرك ما أصاب التعليم لدينا على كافة مراحله الابتدائي والمتوسط والثانوي من شوائب، كان أهمها ضعف مراحله وضعف خريجي هذه المراحل، وتغلغل بعض الأفكار المتطرفة الدينية المتشددة لدى الطلاب، وذلك لانصراف بعض المعلمين في بث هذه الأمور للطلاب على حساب جودة المادة الدراسية، ومما ساهم في ذلك الجو العام التعليمي الذي تجاوب مع هذه الأفكار سواءً في الوزارة أو إدارات التعليم أو المدارس، فأصبح هذا الأمر توجهاً لقادته الذين وجدوا تسهيلات لبث أفكارهم، فتم استثمار بعض الحصص والبرامج الترفيهية لهذا الغرض، وألغيت الرياضة والحفلات المدرسية وسخرت لهذه الغاية، وبعد أن طفح الكيل وظهرت الأمور على واقعها صعب حلها، لأنّ التركة ثقيلة وتغيير الوضع ليس بالأمر الهين، وصرنا بدلاً من أن نخرّج شباباً للتعليم الجامعي في كافة تخصصاته، صرنا نعاني من شباب تخرّج بمستوى ضعيف أغلبهم لا يجتاز اختبار القياس ولا غرابه فمنهم من نجح بالدف والمساعدة، والمشكلة ليست هذه بل ظهور أعداد منهم تحمل فكراً متشدداً يقلبه يمنة ويسرة اكتسب الأهمية لديه وصرفه عن التفكير بجدية في مستقبله الدراسي، ولاشك في أنه يتم صقل هذا الفكر عن طريق رفقاء السّوء ووسائل التواصل المغرضة.
وهنا أقول مهما وضعت الوزارة من برامج واحترازات وإجراءات لتعديل الوضع، وإرجاع التعليم من اختطافه كما يقول البعض، أنا أعتقد لن يتم السيطرة على الوضع كما يجب، لأنّ الفكر موجود وهناك من يرعاه، ويغض الطرف عنه أو عن بعضه، وذلك من قِبل بعض مديري التعليم والقيادات التربوية والمدارس، ومع إيماننا بجهود سمو الوزير لتحسين التعليم والقضاء على هذه الظواهر التي أفسدت التعليم، وصرفته عن أهدافه السامية واستغلته سوء استغلال.
أقترح أن تقوم الوزارة بتكليف أو ترشيح مديري التعليم أو مديري التوجيه التربوي أو مديري المدارس أو مدرسي المواد الدينية وإن تطلب أو تتأكد من صفحاتهم الأمنية والفكرية، وإنهم من الوسطيين ولا مانع من استعانة الوزارة بالأجهزة الأمنية، كالأمارة والمحافظة والمباحث العامة لنضمن كوادر جادة سليمة الفكر هدفها التعليم لا نشر الفكر المتشدد أو التغاضي عنه. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.