لقد سعدت كثيراً العام الماضي بأن كنت أحد المدعوين لحضور مهرجان الخيل بمدينة الجديدة بالمغرب الشقيق والحضور والمشاركة في ندوة (منظمة الجواد العربي) بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير(عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود صاحب مربط (عذبة) للخيول العربية ورئيس منظمة الجواد العربي، ويسعدني بمناسبة اليوم الوطني الـ(84) للمملكة أن ألقي الضوء على ذلك المعرض وأركز على خيول المؤسس والموحد للمملكة الملك عبدالعزيز تغمده الله برحمته، وكذلك خيول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وقد شاركت في المهرجان مجموعة كبيرة من الدول العربية والأوروبية، كما أقيم المهرجان تحت اسم (معرض الفرس بالجديدة) اعتباراً من 2 - 6 أكتوبر 2013م، وقد شرف افتتاح المعرض وما صاحبه من فعاليات ومنتديات - صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المغرب، وقد تخلل ذلك المهرجان الكبير فعاليات متعددة من أهمها عرض جمال الخيل، والقفز على الحواجز، وندوة منظمة الجواد العربي، التي عقدت صباح يوم الخميس 3 أكتوبر الماضي بقاعة المحاضرات تحت عنوان (البصراء بالخيل العربي) والتي ألقاها سعادة د. عبدالعزيز بن عبيد الله القرشي من المملكة العربية السعودية وأدار الندوة سعادة المستشار والمتخصص في الخيل د. محمد مشموم من المغرب، ومن الجميل أن د. القرشي في نهاية المحاضرة قام بتوزيع وتوقيع مجموعة من كتابه الذي ألفه عن الخيل بعنوان (قانون صفات الخيل العربية) والذي سطر صاحب السمو الملكي رئيس منظمة الجواد العربي كلمة في أول الكتاب المذكور موضحاً سموه قدرة المؤلف على تسليط الضوء على صفات الخيل العربية من خلال البحث والتحليل في بطون وثنايا التراث العربي الأصيل والرجوع لما قاله العلماء العرب الذين برزوا في التركيز على تلك الصفات الجميلة والدقيقة لأصائل الخيل العربي أمثال أبي عبيدة والأصمعي اللذين أبدعا في تدوين ما ذكرناه عن الخيل، كما أشاد سموه باقتراح المؤلف وضع قوانين مرتبطة بتراثنا العربي في مجال الخيل مثل (قانون الركوب والزينة) و(قانون العِتق) - كما صاحب المهرجان المذكور معارض متعددة اشتملت على لوحات فنية جميلة ومعلومات مكتوبة توضح جمال وأوصاف الخيل بجانب مجموعة من النماذج والمجسمات الجميلة وهيكل كامل لعظام الخيل ومجموعات متعددة من الهدايا والتحف المحلاة بصورالخيل،كما قام فريق من الفرسان المغاربة بركوب الخيلإطلاق النار بالبارود فقط والخيول مسرعة، ويسمى هذا الاستعراض (توبريدا) وقد حَضَرت مجموعة غفيرة من الجماهير ومن محبي الخيل في كل أيام المهرجان وخاصة ما كان منها في عطلة الأسبوع، وأغلب الحضور هم من الإخوة والأخوات المغاربة ومن طلبة المدارس، والإخوة المغاربة سجل لهم التاريخ أمجادا كبيرة في المعارك والفتوحات التي قام بها القادة المغاربة - على صهوات الخيل بتحقيق الانتصارات المعروفة في كتب التاريخ، وفي الأيام الأخيرة من المهرجان أُعلنت نتائج البطولة الدولية للخيول العربية، وكذلك بطولة مربي الخيول المغاربة التي أدارتها منظمة الجواد العربي وأعلنت النتائج في حينها في جريدة (الرياض).
وقبل أن تنطوي هذه الصفحة عن الخيل هذا المخلوق الرائع أود الإشارة إلى الجهود الموفقة والدعم المعنوي والمادي الذي يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود في مجال الخيل سواءً (مربط عذبة) أو (منظمة الجواد العربي) أضف لذلك الفعاليات التي تتم محلياً وإقليمياً ودولياً وما يترتب على ذلك من نقل الخيل ورعايتها وتوفر القوى العاملة من سواس ومشرفين، ولا غرو فاهتمام آل سعود سجله التاريخ فالإمام الزعيم سعود بن عبدالعزيز في الدولة السعودية الأولى اقتنى الخيل العتاق ولديه منها ما يزيد على (1400) فرس، وفي الدولة السعودية الثانية اعتنى الإمام فيصل بن تركي بالخيل الأصيلة واعتنى بها كثيراً، وأمر بأن يوضع كتاب عن أخبار الخيل الأصيلة يسمى (سهيل في ذكر الخيل) وله تواصل مع كثير من أصحاب الخيول المشهورين في كثير من البلدان والحديث يطول، كما أن المؤسس الموحد للمملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي قضى أكثر من (32) سنة منها (20) سنة في الحروب و(12) سنة في التنظيم الإداري كل هذا لتوحيد المملكة، واحتاج للخيل وخاصة الأصيلة منها لاستخدامها في معاركه لتأسيس المملكة، وكان لديه نحو ألف من الأفراس ترعى في أنحاء مختلفة من الصحراء منها (200) اختصها بالعناية الخاصة وكان يهدي منها لكبار الشخصيات العربية والدولية حتى انتشرت سلالات خيل عربية أصيلة في كثير من الدول، وأشهر جياد الملك عبدالعزيز (منيفه) التي كان يمتطيها في أغلب حروبه وفرس آخر يسمى (الصويتية)، كما يشرفني أن ألقي الضوء على اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بالخيل، فقد عرف أيده الله بمحبته الطويلة للفروسية، والتراث العربي والإسلامي وخاصة الخيل، فقد حرص بسبب حبه للخيل على زيارة كثير من الدول - قبل أن يتسلم مقاليد الحكم - لانتقاء أحسن الخيل وأنشأ مربطاً متميزاً بالجنادرية يضم مجموعة كبيرة من أصائل الخيل ووفر لها كل عناصر العناية والمتابعة لأصولها وأنسابها حتى أصبح المربط من أهم مرابط الخيل على مستوى الشرق الأوسط واهتمام الملك عبدالله - يحفظه الله - بالخيل والفروسية والتراث يحتاج لمقالة مستقلة، ومن أشهر مرابط الخيل بالمملكة بعد أن تحدثنا عن مربط الجنادرية وعذبة - نتحدث الآن عن المرابط التابعة لأصحاب السمو الملكي الأمراء هي:
1 - مربط البويبيات: لصاحبها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود تغمده الله برحمته.
2 - مربط الخالدية: لصاحبه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان آل سعود.
3 - مربط المحمدية: لصاحبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز.
ولحسن الحظ بدأت تظهر مجموعة من المرابط الصغيرة لمجموعة من السعوديين من محبي الخيل من رجال الأعمال وغيرهم من المواطنين القادرين على اقتناء ما أمكن من الخيل وهم منتشرون في المدن الرئيسة بالمملكة، كل ذلك يبشر بالخير ويدل على زيادة محبي الفروسية والخيل بصفة عامة، نسأل الله تعالى أن يبارك لكل أصحاب تلكم المرابط ويزيدهم من فضله الذين حرصوا على العناية بالخيل ونشر ثقافتها ومحبتها بين الناس ونأمل أن تكون هناك نواد للفروسية وركوب الخيل ليرتادها الشباب للتعلم والتدرب على الفروسية وركوب الخيل لأهمية الفروسية في بناء الشخصية والرجولة واللياقة البدنية، كما يجب أن تهتم تلكم النوادي المقترحة بتخريج مجموعات من محبي الفروسية وركوب الخيل بجانب تخرج مجموعات من المعلمين والمدربين وسياس الخيل وغيرهم ممن تحتاجهم مرابط الخيل، كما أود أن يدعى إلى مهرجانات الخيل التي تقام محلياً مجموعات من طلبة المدارس وخاصة القسم الثانوي وطلبة الجامعات، كما أقترح أن تدرس الفروسية وركوب الخيل في المدارس الثانوية والجامعات وألا تتم أي استعراضات رسمية أو وطنية وخاصة العسكرية إلا بوجود كوكبة من الخيل المختارة في مقدمة الاستعراض. وقبل نهاية المقال أود أن أشيد بالجهود والإشراف والمتابعة لكل فعاليات مهرجانات الخيل الذي يشارك فيها مربط عذبة أو لها علاقة بمنظمة الجواد العربي - سعادة الدكتور سالم البراق نائب سمو الرئيس التنفيذي لمربط عذبة.
وبالله التوفيق.