قبل أيام قلائل ودعنا في محافظة شقراء أقدم مهندس للسيارات في المحافظة عاش بهدوء ومات بهدوء هو الأخ العزيز عبدالله بن بادي بن عكشان العتيبي وهو أقدم مهندس للسيارات على مختلف أنواعها وأول من افتتح ورشة للسيارات منذ حوالي خمسين سنة كان شاباً يافعاً مقبلاً على الحياة تحمّل المسؤولية في سن مبكرة وعمل في تجارة القطاع الخاص ويعتبر لعقود مضت أكبر خبير في السيارات يرجع له البعض في هذا المجال، وبالإضافة لذلك كان شاعراً يجيد مختلف أغراض الشعر.. أمتاز رحمه الله بإجادة سرد القصص والشعر ولديه روح مرحة تضيف على مجلسه الأنس والمحبة لمرتاديه، كان كريماً ومعطاءً رغم أنه ليس تاجراً ولكنه كرم النفس الذي يجعل عليه أبا بادي وقبل أن يصيبه المرض الذي أقعده كان على صلة بأقاربه وأصدقائه هو صاحب المبادرات، يحترم الكبير ويعطف على الصغير.. فمنحه الله نفساً رضية وقبولاً لدى الآخرين وكانت علاقته الطيبة مع أهل شقراء عموماً؛ زرته مرة بعد مرضه فكان دائم الابتسامة يسأل عن كل من يعرفه لم يعفه المرض وتقدم السن عن هذه الخصال الطيبة إنه الخلق الطيب والصفات الحسنة التي وهبها الله للأتقياء والأسوياء من خلقه.
وقد رزقه الله بأبناء قاموا على خدمته ورعايته وخصصوا له جلسة يومية ليلتقي بزائريه ولإضفاء السرور عليه فجزاهم الله خيراً على هذا العمل الطيب؛ فهو تقرب إلى الله وبر بوالدهم الذي كافح في هذه الحياة فحصد نتائج هذا الكفاح. ولعل كثرة المصلين وتزاحم المعزين على دفنه ومنزله للتعزية يترجم حجم المحبة له -رحمه الله-.
إن قصة كفاح المهندس وهو ما أحب أن أسميه به لأنه فعلاً كان في وقته مهندساً لا يشق له غبار حتى في الدوائر الحكومية كانوا يستعينون به لإصلاح سياراتهم، إنها تدل على التصميم والركض في هذه الحياة بكل عزيمة واصرار لتحقيق المستقبل والعيش الكريم.
رحم الله المهندس الإنسان البشوش الطيب عبدالله بن عكشان وجعل قبره روضة من رياض الجنة.. وتعازينا لأبنائه بادي وفهد وخالد وأخواتهم وأبناء أخيه مقبل بن عكشان وكافة أسرته وجماعته المقطة وأخواله من السياحين.
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).