تعجز الكلمات أن تعبّر عن إحساس الفقد الأليم , ونعلم أنّ المصاب جلل لكن رحمة ربي أوسع وألطف في فقيدنا القائد معالي الفريق الركن زميم بن جويبر السواط - رحمه الله -، لقد أفضى معاليه إلى ربه وهو مرابط في مكتبه يخطط ويتابع من أجل أمن وسلامة حدود هذا البلد الكريم. ونحسبه والله حسبه أنه من الشهداء المرابطين. لقد كانت لشخصيته - رحمه الله - هيبة.. ولتجارب القيادة في حياته خبرة وحنكة.. ولمحافظته على تعاليم دينه وفي مقدمتها صلاته توفيق وفراسة.. لم تخدعه نشوة الألقاب ولم تغيره أعلى الرتب، بقي كما هو في تواضعه وعفة لسانه وطهارة سريرته ونظافة يده, حتى انتقل إلى جوار ربه بنفس مطمئنة راضية مرضية بإذن الله. وهذه قصيدة رثاء في معاليه - رحمه الله - نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته ومغفرته.
تبكي لهول رحيلك الأيامُ
وتئنُ من فرطِ الأسى أقوامُ
وإذا أتى خبرُ الرزيةِ عاصفاً
ومفاجئاً عمَ الضياءَ ظلامُ
ويزيدُ من ألمِ الفراقِ وجرحِهِ
في النفسِ أن الراحلينَ كرامُ
يا من حرصتَ لكي ينالَ حقوقَهم
حرّاسُ حدِكَ.. والنظامُ نظامُ
وتركتَ دنيانا وأنتَ مرابطٌ
تحمي بلادَكَ.. والرباطُ وسامُ
قد نلتَ خاتمةَ الشهيدِ وفضلهِ
وأتاكَ معْ حسنِ الثناءِ ختامُ
سنظلُ نذكُركم ونذكُرُ عَهدكم
حتى توارىَ في الثرى أجسامُ
هذا شريطُ الذكرياتِ يمرُ بي
وكأن أعواماً مضتْ أحلامُ
كم مرةٍ فيها تقومُ بجولةٍ
تطوي الحدودَ جنوبُها والشامُ
فإذا أتى وقتُ الصلاةِ وذكرُها
صفَ الرفاقُ لها وأنتَ إمامُ
لا زالَ في أُذني حديثُ رفاقِكم
متعجبينَ هل الفريقُ ينامُ؟
حتى أتى يومُ الرحيلِ وصُوِبت
يا سيدي قدراً إليكَ سهامُ
ونعيتَ نفسَك حينها بوصيةٍ
توصي وهاجسُكَ الكبيرُ زمامُ
سلطانُ يابن أخي وفلذةَ كبدهِ
البرُ حظٌ.. والعقوقُ حرامُ
هذا أخي يحتاجُ منكَ رعاية ً
أنعم عليه ويأتكَ الإنعامُ
وإذا أتى خبرٌ عظيمٌ مفزعٌ
أخفوه حتى لا يزيدُ سقامُ
هذا حديثُ مودعٍ أفضى به
للصالحين كأنه إلهام
ندعوك يا ربي بواسعِ رحمةٍ
تغشاهُ دوماً والمقامُ مقامُ
وإلى جميعِ ذويهِ حسنَ عزائِنا
وعليك يا قبرَ البقيعِ سلامُ