بثلاثية فاز وانتصر.. لكنه لم يتأهل.. لعب شوطا.. والشوط الآخر يقام غداً على أرض المنافس.. النتيجة مريحة ولكنها ليست مؤهلة.. فكما سجل ثلاثة أهداف في 10 دقائق.. بإمكان المنافس أن يسجل مثلها وأكثر خلال 90 دقيقة.
كرة القدم مجنونة.. في معظم أوقاتها لا تنحاز إلا للمبدعين.. والمبدعون يفرضون عليها الانصياع والطاعة.. والإبداع لا يأتي إلا من خلال الهدوء والتركيز والتحضير العالي.. ولذلك على الهلاليين أن يبدعوا متى أرادوا أن تكون مباراتهم مع العين في إياب نصف نهائي دوري أبطال آسيا مباراة سهلة نتيجة وأداء.
العين ليس لديه ما يخسره.. فهو خسر بثلاثية.. ولذلك سينزل للمباراة وهو كالمحارب الذي فقد كل شيء.. يريد الانتصار فقط.. وأن لم ينتصر فالموت لديه أهون من الحياة.. هكذا هي المباراة.. مباراة موت أو حياة بالنسبة للعين.. وهي كذلك للهلال.
العين يمتلك ثلاثة لاعبين من أمهر لاعبي كرة القدم ..جيان وعموري وستوتيش.. هذا الثلاثي لا بد من الحذر منه ومراقبته مراقبة لصيقة حتى لا يتحرك بأريحية.. فمتى أرتاح أعطى وقدم.. ومتى أعطى وقدم سيكون العين أخطر.. وسيكون الهلال في خطر.. ولذلك يجب أن يكون الدور الأساسي لمحوري الارتكاز سعود كريري وبينتلي تغطية هذا الثلاثي بشكل كبير.. ويجب على كواك وديغاو التركيز والانتباه لتحركات هذا الثلاثي الخطير.. وفي المقابل العين يشتكي من ضعف العمق الدفاعي.. فهو هش ومن السهل اختراقه.. ومع المرتدات الهلالية قد تنتهي المباراة لصالح الزعيم الآسيوي.
في المقابل.. الهلال في هذه المرحلة لا ينقصه إلا التوفيق.. أما كفريق فقد وصل لمرحلة متقدمة من الأداء والتجانس.. دفاعه متميز.. ومحاوره في القمة.. ووسطه مبدع.. وهجومه مشع.. ولكن هنالك مباريات تحتاج إلى التركيز والحضور الذهني والنفسي أكثر من الفني.. ولعل مباراة الأزرق السعودي مع عين الإمارات تحتاج للتركيز العالي.. والانتباه الدائم.. فـ(الغفوة) و(السرحان) و(الأخطاء) البسيطة خاصة على مستوى الدفاع قد تكلف الهلال الشيء الكثير.
ختاما.. أنقل لكم رسالة هذا المشجع الهلالي الوفي والمخلص الذي حملني هذه الأمانة لأنقلها.. حيث قال: الهلال انتصر بثلاثية ولكن ما زال التأهل لم يحسم والحسم في يد لاعبي الهلال الذين يجب عليهم أن يتذكروا مباراة الغرافة القطري , وفي المقابل عليهم أن لا يخافوا.. فالخوف لم يكتب في قاموس الزعماء.. والهلال بهيبته وشموخه وعنفوانه وتاريخه المرصع بالذهب وعلى مر التاريخ لا يخاف من أحد مهما كان اسمه.. ومع ذلك فالحذر و»ليس الخوف» مطلب, فالفريق المقابل فريق يستحق الاحترام لتاريخه الكبير ولعطائه الفني».