قضى صقر الجزيرة ومؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل عقودا طويلة من عمره لتأسيس هذا الوطن الكريم من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله، وفي جهاده المستمر لتأسيس هذا الوطن تعامل رحمه الله مع كل بلدان وقبائل وأسر وعوائل هذا الوطن الكبير عرفهم وعرفوه وأحبهم وأحبوه.
وقد وفقه الله لما يحمله من صدق وعدل ومحبة لشعبه ورحمة بالصغير والكبير وانه يقف من جميع أبناء هذه البلاد مسافة واحدة.
دراسة سيرة ومسيرة الملك عبد العزيز في توحيد هذه البلاد مادة ثرية بكل أشكال التضحية والبطولة والوفاء والكرم.
ونحن في كل عام نحتفل بيوم الوطن السعيد ونستذكر سيرة المؤسس والرجال الكبار الذي ساهموا معه في شرف تأسيس هذا الوطن نجدها فرصة عظيمة ليعرف الجيل الجديد من الأبناء كيف كنا وكيف أصبحنا، وكيف كان الوطن في بداياته، وكيف أصبح الآن في مصاف دول العالم المتقدمة في العلم والأمن والسياسة.
ولعلي أذكر مثالا واحدا على الدروس التي تتجدد عند سيرة المؤسس، وهي أنه من أوائل من حذر من التشدد والتطرف، وكان في صف واحد مع أهل العلم من التحذير من التطرف والتشدد باسم الدين.
نذكر ذلك ونحن نجد هبة العالم بأسره اليوم ضد التطرف والمتطرفين.
وحين نرى تميز الوطن والمواطن اليوم نقول: كل ذلك بفضل الله ثم بفضل جهود عبد العزيز ورجاله رحمهم الله جميعا، وجعل ما قدموه في صالح أعمالهم.
حفظ الله هذا الوطن ورحم جيل المؤسسين، وأمد في عمر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد، وحفظ وطننا من كافة الشرور.