اللغة العربية لغة الدين والقرآن والتراث العلمي التليد المتنوع والممتد في عمق الزمن أكثر من ستة عشر قرناً لم تضق طوال هذه المدة بتدوينه ولم تعجز لكثرته، كان لها مواقف انتصار في حضارة العصر العباسي وفي حضارة الأندلس، وعبرت التخوم مع حركة القتوح الإسلامية فكانت اللغة المتقدمة المختارة وغنيت عبر تاريخها بفيض زاخر من المفردات والمصطلحات.
ولقد كان العام 1433هـ عام انتصار اللغة العربية عبر مواقع ومحاور ومؤتمرات، ومن ذلك المؤتمر الدولي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في 19-5-1433هـ بعنوان (اللغة العربية ومواكبة العصر) وكانت له فعاليات وقرارات وندوات وكتب وبحوث، وكذلك المؤتمر الدولي للغة العربية بالتعاون مع اليونسكو والمنبثق في بيروت في شهر مارس 2012م وكذلك ندوة مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية في الرياض 1-6-1433هـ وكذلك مؤتمر اللغة العربية في مدينة الدوحة في قطر كما أصدرت بعض المجلات العلمية أعداداً خاصة وملفات خاصة باللغة العربية كمجلة الهلال في عدد شهر مايو 2012م بعنوان أزمة اللغة العربية وهوية الوطن؛ يتضمن المزيد من الخطوات للنهوض باللغة العربية وعن أصالتها وعراقتها والتي هي من أوسع لغات العالم من حيث التراكيب والمفردات والمشتقات والصوتيات، كما سبق أن أقرت الأمم المتحدة بأن اللغة العربية لغة رسمية ضمن حزمات اللغات الحية التي تتقدمها الإنجليزية، واعتبر ذلك إنصافاً للغة العربية ومكانتها باعتبارها لغة التخاطب والعلم والقانون وكل أشكال المعرفة الإنسانية، وكذلك اعتمدت منظمة اليونسكو منذ أيام قراراً جماعياً بإدراج يوم 18 من ديسمبر في أجندتها السنوية الثابتة يوماً عالمياً للاحتفال باللغة العربية، وقد جاء في المذكرة التوضيحية لمشروع القرار أن اللغة العربية هي أكثر لغات المجموعة السامية استخداماً وإحدى أكثر اللغات انتشاراً وعدداً حيث يتحدث بها أكثر من 420 مليون نسمة.
كل ذلك يجعلنا نتفاءل بمستقبل وضاء مشرق للغة العربية وتعزيز وجودها في العالم ودورها التاريخي والريادي في الحضارة العربية والإسلامية وعلى وزارات التربية والتعليم في العالم العربي الاهتمام والتوجه لإطلاق مزيد من المبادرات لغرس حب اللغة العربية وتنمية الاعتزاز بها في نفوس الناشئة وتذوقها.
إنها لغة سامية فلا نتساهل في حقها حتى تبقى حيوية ويتجدد شبابها على مدى الأيام وسيكون التوفيق مقروناً بناصيتها إن شاء الله.