وقَّع معالي مدير جامعة سلمان بن عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن العاصمي وسعادة رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) الأستاذ خالد بن حمد المالك بحضور وكيل جامعة سلمان بن عبدالعزيز للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الحامد والدكتور عبدالرحمن الخضيري وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية والدكتور عبدالله الجمعة وكيل الجامعة وعدد من عمداء الكليات، صباح يوم الأحد الماضي، اتفاقية إنشاء كرسي صحيفة (الجزيرة) للإعلام والتنمية، وذلك في احتفالية شهدتها أورقة جامعة سلمان بمحافظة الخرج، وقد استقبل معالي مدير الجامعة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة والوفد المرافق له في مكتبه بحضور وكلاء جامعة سلمان وعدد من العمداء؛ حيث رحب معالي مدير الجامعة برئيس التحرير والوفد المرافق معبراً عن سعادته بهذا اليوم الذي توقع جامعة سلمان رابع كراسيها البحثية ويعد كرسي الجزيرة من الكراسي الداعمة للإعلام وتنميته وسط بيئة أكاديمية تنمو معها كوادر وطنية ناشئة ببيئة عمل نشطة.
وبوجود في جامعة سلمان بن عبدالعزيز عشرون كلية يُدرس فيها مختلف التخصصات الصحية والهندسية والإنسانية تمتد من محافظة الخرج مروراً بالدلم وحوطة بني تميم والأفلاج والسليل وانتهاءً بمحافظة وادي الدواسر التي تضم سبع كليات ويقدر عدد طلابها وطالباتها بـ7000 طالب وطالبة و3500 طالب وطالبة بالأفلاج.
ولازالت جامعة سلمان نشطة في مشاريعها التنموية لبناء بنية تحتية قوية تتمثل في توسعها في إنشاء الكثير من المباني الخاصة بالكليات للطلاب والطالبات.
كما أن الجامعة تحرص على استقطاب المتميزين من أعضاء هيئة التدريس الذين يحملون مؤهلات عالية وتحرص الجامعة كذلك على ابتعاث منسوبيها إلى أعرق الجامعات العالمية لتمكينهم من امتلاك مهارات البحث العلمية وزيادة مخزونهم العلمي والمعرفي.
وفي مداخلة من قبل الأستاذ الدكتور الحامد أكد انه تم استقطاب ما يقارب الـ 200 معيد كما تم ابتعاث ما يقارب الـ 500 مبتعث يدرسون في جامعات تعد من الجامعات المصنفة الأفضل على مستوى العالم بناءً على معايير التصنيف العالمية.
وفي الإطار ذاته ذكر الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير أن ما سمعته الآن يُثلج الصدر ويعتز به الوطن والمواطن أن يسمع بإمكانات تعليمية واعدة ويتطلع إلى مخرجات تفوق التصور وتباهي بها جامعات كبرى سواء في المملكة أو خارجها من طلاب استمدوا علمهم من تحت سقف جامعات سعودية ومنها جامعة سلمان بن عبدالعزيز لمفخرة كبيرة.
ومن هنا لعلي أجد نفسي والكثير لا يعلمون عن تلك الأرقام والمهمات العملية والعلمية التي تُنجز من خلف أسوار الجامعات وذلك يعود لضيق القنوات الخاصة بالتواصل ونشر كل ما يمكن أن يحقق المفخرة للجميع في إنجازات علمية جديدة متطورة تفوق كل التوقعات وتنافس كبرى الجامعات لهو عمل يستحق أن يكتب وينشر في وسائل الإعلام.
ومن منطلق هذا، فإن الجزيرة تسعى وعبر كراسيها إلى تفعيل دور الإعلام وتنميته في جميع الوسائل الإعلامية وتطويرها لما يحقق الفائدة للمجتمع لكافة فئاته.
تلى ذلك جولة ميدانية للاطلاع على بعض المشاريع في الحرم الجامعي، منها سكن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وكذلك بعض الكليات والمرافق الخاصة بالجامعة تخللها شرح وافٍ من مدير الجامعة والموعد المتوقع لاستلام بعض المشاريع الجاري تنفيذها، عقب تلك الجولة تمت زيارة إلى كلية العلوم التطبيقية المنتقلة حديثاً إلى مبناها الجديد في حرم الجامعة، يرافق الأستاذ خالد المالك في تلك الجولة معالي مدير جامعة سلمان بن عبدالعزيز ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات، حيث استمع الوفد إلى شرح مفصل عن كلية العلوم الطبية التطبيقية من عميدها الدكتور عبدالوهاب أبو درمان وأبرز التخصصات التي تتضمنها الكلية والخدمات التي تقدمها وأبرز الخطط المستقبلية للكلية، وقام رئيس التحرير والوفد المرافق بزيارة إلى معامل الكلية وأبرز تجهيزاتها التقنية التي تضاهي في جودتها أبرز الجامعات العالمية، وتم الاطلاع كذلك على القاعات الدراسية والاجتماعات وقاعات ورش العمل، كما التقى سعادته بمنسوبي الكلية من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، وقد أبدى الوفد الزائر خلال تجولهم في أرجاء الكلية إعجابهم بالأجهزة الطبية الحديثة التي يتدرب عليها الطلاب وحضر سعادته بعض المحاضرات واطلع على أبرز طرق التدريس الحديثة التي يستخدمها أعضاء هيئة التدريس في العملية التعليمية، واستمع لبعض الطلاب الذين عبروا عن سعادتهم بما يجدونه من اهتمام من معالي مدير الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء التدريس وما يتوافر لديهم من متطلبات التعلم الحديثة.
كما اطلع على بعض التجارب الحية في المجال الطبي، وشرح عن تلك التجارب وأبرز ما تم التوصل إليه من نتائج علمية من خلالها
كما زار سعادته كرسي الشيخ عبدالله بن زيد بن غنيم - رحمه الله - لأبحاث التداوي بالطب النبوي في كلية الصيدلة، وقام عميد الكلية الدكتور خالد الخرفي باطلاع الوفد على آخر ما توصل إليه الكرسي من خلال تجارب عديدة وبحوث علمية قدمت خاصة لهذا الكرسي بجهود ومتابعة من قبل معالي مدير الجامعة لتحقيق الهدف المرسوم لهذا الكرسي.
ومن ضمن جولته على أرجاء الجامعة زار كلية الطب، وكان في استقبالهم عميد الكلية الدكتور عبدالرحمن الذياب ووكلاء الكلية وأعضاء هيئة التدريس، وحضر بعض الدروس العملية في تلك القاعات برفقة معالي مدير الجامعة ووكلائها وقد صرح معالي الدكتور عبدالرحمن العاصمي أن الجامعة بصدد إنشاء مدينة طبية مماثلة لهذا الصرح الكبير من المشاريع الضخمة يرافقها مدينتان أخريان لتصبح 3 مدن جامعية.
وفي بداية الزيارة شاهد الحضور فيلماً وثائقياً يتخلله شرح عن أبرز الخدمات الالكترونية التي تقدمها عمادة تقنية المعلومات والتعليم عن بعد لأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب التي ساعدت على سرعة انجاز العمل وتجويده والتقليص من الإجراءات الإدارية، بعد ذلك تم الاستماع إلى شرح حول على مركز البيانات في العمادة.
وقبيل التوقيع على اتفاقية كرسي صحيفة الجزيرة للإعلام والتنمية ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي كلمة قال فيها:
جامعة سلمان بن عبدالعزيز قامة علمية تمتد آفاقها لتتفاعل مع الكثير من المؤسسات الوطنية في سبيل خدمة المجتمع، وتفعيل المناشط التي تعود بالخير والفائدة على الجميع. وانطلاقاً من ذلك أود أن أعرب عن سروري بالزيارة الكريمة التي قام بها الأخ العزيز الأستاذ خالد المالك للجامعة مع صحبه الكرام من مؤسسة الجزيرة للصحافة للطباعة والنشر، والتي توجت والحمد لله بتدشين (كرسي الجزيرة)، وهي خطوة إيجابية بناءة تفصح عن جانب من العلاقة الجيدة بين الجامعة وصحيفة الجزيرة في المجال الإعلامي، وتفتح المجال واسعاً أمام تنامي النشاط البحثي الإعلامي وتعمّقه، كما أنها تنم عن وعي عالٍ لدى المؤسسات الوطنية لتوسيع دائرة الشراكة المجتمعية، والاستفادة من الخبرات الإمكانات بين بعضها البعض، وهو جانب من الأهداف السامية لتلك العطاءات السخية والدعم الكريم الذي تحظى الجامعات كافةً وسائر مؤسسات الوطن من لدن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، حفظهم الله.
وأود التنويه في هذا الكلمة إلى أن الخطة الإستراتيجية لجامعة سلمان بن عبدالعزيز تعنى بالجودة والإتقان وتجعلهما من أولوياتها، وتعمل جاهدة على أن تكون كافة الفعاليات والجهود الصادرة عنها مصطبغة بذلك وشاملة لكافة المجالات العلمية والبحثية بما في ذلك المجال الإعلامي، حرصاً منها على أن تحقق المنافسة عموماً، وفي مجال إثراء البحث الإعلامي على وجه التحديد، ولا يخفى ما في ذلك من فوائد وثمار إيجابية تعود بالخير والفائدة على أبناء مجتمعنا.
ختاماً أكرر شكري الجزيل لصحيفة الجزيرة ومبادرتها الكريمة بإنشاء الكرسي، راجياً لهم دوام التوفيق والسداد، ولجامعتنا مزيداً من التألق والازدهار.
ثم كلمة من رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ/ خالد بن حمد المالك، جاء فيها:
نسعد اليوم؛ إذ نوقع (كرسي صحيفة الجزيرة للإعلام والتنمية) في جامعة الأمير سلمان؛ لنكون بذلك شركاء مع هذه الجامعة (ضمن آخرين) في خدمة شبابنا ووطننا، وهي فرصة لنا لنقدم تقديرنا الكبير لمعالي مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن العاصمي، الذي استجاب لطلبنا المتناغم مع رغبة معاليه، والمتوافق أيضا مع توجه الجامعة من خلال أعضاء مجلسها في إشراك القطاع الخاص والأفراد في خدمة هذه المؤسسة التعليمية الكبيرة.
ولعله من المصادفات الجميلة أن ألتقي لأول مرة بمعالي مدير الجامعة أخي الدكتور عبدالرحمن العاصمي في واشنطن، وأن يتركز حديثنا آنذاك على فرص التعاون بين صحيفة الجزيرة وجامعة الأمير سلمان، ومن ضمنها هذا الكرسي الذي سيتم التوقيع على إطلاق فعالياته ابتداء من اليوم، وكنت على يقين منذ ذلك اللقاء الذي مضى عليه ما يقرب من ثلاث سنوات أن معالي مدير جامعة الأمير سلمان قد وضع هذا الكرسي ضمن اهتماماته وأجندته، عطفا على ما لمسته من معاليه من اهتمام بالكراسي البحثية، وما سمعته من حماس يغلب الجانب العلمي والأكاديمي على الاجتهادات التي لا تدوم.
هذا الكرسي سيسمح لمنسوبي الجامعة من أساتذة وأجهزة إدارية وطلاب وطالبات بالاطلاع يوميا على صحيفة الجزيرة، وسوف تتوسع الصحيفة في نشر أخبار الجامعة، وتمكين أكاديمييها من المشاركة بالكتابة لمن لديه الموهبة والرغبة في ذلك، وسيكون من مسؤوليات الكرسي نشر إعلانات دون مقابل عن كل نشاط يكون ضمن فعاليات الكرسي من ورش عمل وندوات ومحاضرات وغيرها، وستهتم صحيفة الجزيرة بكل الدراسات والأبحاث التي يكون منطلقها كرسي صحيفة الجزيرة، وسوف تشجع كل مبادرة تتقدم بها الجامعة، بما في ذلك إتاحة الفرصة لطلابها وطالباتها لأخذ دورات تدريبية في صحيفة الجزيرة، تشمل كل التفاصيل عن دورة العمل الصحفي، ضمن النشاطات التي تندرج ضمن اهتمامات الكرسي.
إن صحيفة الجزيرة هي الصحيفة الوحيدة التي لها كراسي بحثية في جامعاتنا. وقد بادرنا إلى هذه الشراكة لثقتنا بأن الجامعات، بطلابها وأساتذتها وجوها الأكاديمي، إنما تمثل لنا مصدر إلهام نحو العمل الصحفي الأفضل. ولهذا - ومن باب التذكير - سيكون كرسي صحيفة الجزيرة في جامعة الأمير سلمان هو الكرسي رقم (12)؛ إذ إن للجزيرة كراسي في كل من جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فيصل وجامعة الملك خالد وجامعة الملك فهد للبترول وجامعة طيبة وجامعة الأميرة نورة وجامعة القصيم وجامعة حائل وجامعة جيزان وجامعة المجمعة.
اسمحوا لي في نهاية هذه الكلمة أن أحيي أخي معالي الدكتور عبدالرحمن العاصمي وأعضاء مجلس الجامعة وكل من أسهم في إنجاز هذه الشراكة من منسوبي الجامعة؛ إذ إن إضافة جامعة الأمير سلمان بالخرج إلى منظومة كراسي الجزيرة في الجامعات مفخرة نعتد بها، وستكون نتائجها محققة لأهداف الجامعة وصحيفة الجزيرة - إن شاء الله -.
وفي كلمة له بهذه المناسبة تحت عنوان: الجزيرة وسلمان... أعلام وتنمية..
قال أ.د. عبدالعزيز بن عبدالله الحامد وكيل جامعة سلمان بن عبدالعزيز للدراسات العليا والبحث العلمي:
تنطلق جامعة سلمان بن عبدالعزيز إلى تحقيق رؤيتها المستقبلية بخطى ثابتة والتي تسعى إلى الريادة في التعليم والشراكة المجتمعية، وتتبنى الجامعة مبادرات نوعية متنوعة لتحقيق رؤيتها المستقبلية من خلال خطة إستراتيجية بعيدة المدى توازن بين مهام الجامعة الأساسية المتمثلة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع والشراكة المجتمعية، كما تتيح الجامعة الفرصة لجميع شركائها بالمساهمة في تحقيق هذه الرؤية.
وتحرص جامعة سلمان على المساهمة الفاعلة في تنمية البيئة المحلية وأن تكون محركا رئيس لتعزيز البيئة المحلية ونقل المجتمع المحلي نقلة نوعية وربطه بالمجتمعات المحلية الأخرى وبالمجتمع الخارجي من خلال علاقات الجامعة المحلية والدولية وما تملكه الجامعة من إمكانات بشرية وتقنية.
وفي سعي الجامعة لتنمية البيئة المحلية، إتاحة الجامعة الفرصة للغيورين من المواطنين من رجال الأعمال بالمساهمة والمشاركة في هذا الشأن من خلال إنشاء كراسي بحثية متخصصة مثل كرسي الشيخ عبدالعزيز الداعج للتنمية المحلية وبرنامج غيث لريادة الأعمال بتمويل من رجل الأعمال صالح الردادي، وفي يوم الأحد الماضي السادس والعشرين من شهر ذي القعدة وقعت الجامعة شراكة جديدة مع مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر ممثلة في صحيفة الجزيرة من خلال دعم وتمويل كرسي صحيفة الجزيرة للإعلام والتنمية ليكمل منظومة نشاط الجامعة في مشروع التنمية بمفهومها الشامل والتنمية المحلية على وجه الخصوص، وتأتي هذه المبادرة من صحيفة الجزيرة لتعزز الدور الإيجابي لمؤسسات القطاع الخاص في بناء جسور التواصل مع القطاع الأكاديمي وتحقيق التكامل المنشود بين هذه القطاعات الهامة.
لا شك أن الإعلام يمثل أداة فاعلة ومؤثرة في تشكيل الرأي العام وتسليط الضوء على الكثير من المشاكل التي تنتشر في المجتمع وتحفيز فئات المجتمع المختلفة ومتخذي القرار في تحديد التوجهات العامة والسياسات الملائمة لحل الكثير من القضايا على كل المستويات، وإنشاء كرسي متخصص في الإعلام والتنمية سيساهم بمشيئة الله في تعزيز شراكة المجتمع مع الجامعة، والاستثمار الأمثل للموارد البشرية والتجهيزات والموارد البحثية في الجامعة، وإجراء الدراسات والبحوث المتخصصة وتعزيز النشر النوعي لمنسوبي الجامعة.
إن شراكة الجامعة مع صرح إعلامي كبير مثل مؤسسة الجزيرة سيعود بالفائدة والمنفعة للجانبين وسيوفر قناة هامة للتواصل مع المجتمع وإيصال رسالة الجامعة للمجتمع بشكل أوسع، لما تحظى به صحيفة الجزيرة من انتشار واسع ومصداقية عالية وثقة كبيرة من المواطن السعودي، كما أن صحيفة الجزيرة تعتبر واحدة من الرواد في تمويل كراسي البحث العلمي في الجامعات السعودية وتمتلك خبرة طويلة في هذا المجال.
وبهذه المناسبة أقدم الشكر الجزيل للمؤسسة والصحيفة على ثقتها بإمكانات جامعة سلمان بن عبدالعزيز ودعمها لمبادرات الجامعة وأن يستمر هذا التعاون المثمر والشراكة الفاعلة لخدمة المجتمع والتنمية المجتمعية المنشودة.
فيما رحب د. عبدالرحمن بن إبراهيم الخضيري..وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية بكرسي صحيفة الجزيرة للإعلام والتنمية في جامعة سلمان بن عبدالعزيز وقال في كلمة له:
العالم اليوم في سباق متسارع للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تكفل التقدم والقوة والتطور والرفاهية للإنسان، وتضمن له التفوق على غيره. إذ إن كل تقدم وتطور مرهون بالقوة العلمية القادرة على استلهام الماضي وتحليل الحاضر واستقراء المستقبل، وبهذا نستطيع أن نتجاوز الأخطاء الماضية ونعالج الأخطاء الحالية وتفادي الأخطاء المستقبلية.
إن مقولة (الذي يملك المعلومة يملك القوة) مقولة دقيقة جدا، ولها تجليات كثيرة تبرز بوضوح في عصرنا الراهن، وتبرز بوضوح في كل أزمة تمر بها أمة من الأمم! بل إن أزمات اقتصادية، وسياسية، وفكرية، اتفق المحللون لها بأن نقص المعلومات كان من أهم أسباب عدم تلافيها أو تخفيف أضرارها.
إذ إن البحث والتقصي الدقيق يفتح أفقا واسعة أمام الإنسان لكي يحلق في عالم الإبداع والإتقان، وبقدر قوة المعرفة ودقتها تكون قوة التنفيذ والإبداع والإتقان. إننا عندما نعود لتاريخ الحضارات البشرية نجد أن كل أمة تطورت وتقدمت بمقدار ما لديها من باحثين، ومثقفين، ومهتمين بالاطلاع والتدقيق في المسائل العلمية.
أما في العصر الحاضر فقد بلغ التنافس الدولي في ميدان البحث والتطوير أشده، وذلك في ظل ما فرضته العولمة، والقدرة التنافسية بين الدول المتقدمة في المجالات الاقتصادية، وزيادة عدد السكان، وتقلص المصادر الطبيعية للثروة، وتفجر الأزمات الاقتصادية، وتراكم الديون، وذلك في سبيل خلق موارد اقتصادية متجددة وغير قابلة للنضوب قوامها العلم والمعرفة.
من هذا المنطلق نجد أن كلاً من كندا وفرنسا واليابان تسابق الزمن في العمل على تعزيز مكانة برامج كراسي البحث، وذلك باعتبارها إحدى أهم الوسائل المتاحة للمحافظة على صدارتها في مجال البحث والتطوير. كما أن كلاً من الهند والصين وماليزيا وكوريا قد حذت الحذو نفسه في مجال الاهتمام بإنشاء ورعاية برامج كراسي البحث، وذلك لضمان حصتها في المشاركة في الإنتاج البحثي والمعرفي العالمي، والإلمام بأدوات التقنية الحديثة لتعزيز برامجها الصناعية وتبوّؤ مكانة مرموقة في مضمار التنافس العلمي العالمي.
إن عظمة الأمم تبرز في قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية التي تتحدى الصعاب. والبحث العلمي ميدان خصب ودعامة أساسية لاقتصاد الدول وتطورها.
من هنا نقف على جانب مشرق جميل في النهضة العظيمة التي تشهدها المملكة العربية السعودية خلال العهد الزاهر في مجال التَّعليم عمومًا والبحث العلمي خصوصًا والتي هيأت المناخ المناسب لبيئة بحثية نشطة، حيث دعمت مؤسسات التعليم العالي وهي الجهة الأساسية في مجال البحث العلمي ودعم الباحثين وتطوير مراكز البحوث وكراسي البحث العلمي.
إن النسبة العظمى من ميزانيات البحث العلمي لدينا تموّل من الدولة -حفظها الله-، في حين أن نسبة التمويل الحكومي لميزانيات البحث العلمي في اليابان مثلاً تقل عن (18 في المئة)، وفي كندا (30 في المئة)، وفي الولايات المتحدة (35 في المئة)، ولعل تجربة جامعتنا الفتية جامعة سلمان بن عبدالعزيز في برنامج الكراسي كانت بداية موفقة لتلقي الدعم غير الحكومي لصالح البحث العلمي، ونحن على أمل أن يكون مستقبل هذه التجربة أكثر نجاحًا واتساعًا، إذ إن وطننا الغالي يضم جهات مباركة من رجال الأعمال والمؤسسات والشركات التي ستكون رافداً مباركا لدعم الكراسي البحثية.
واليوم تتشرف جامعة سلمان بن عبدالعزيز بمؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر التي أسعدتنا بدعم كرسي بحثي جديد هو (كرسي الجزيرة للإعلام والتنمية في جامعة سلمان بن عبدالعزيز).
كلي تفاؤل وأمل بأن يكون لهذا الكرسي تأثيره الجميل في دعم الباحثين في مجال الإعلام والتنمية. وأن تكون فاتحة خير لكراسي بحثية أخرى في هذا المجال مع مؤسسات أخرى من مؤسسات وطننا المعطاء.
شاكرا لمؤسسة الجزيرة هذه الخطوة المباركة التي تشرفنا بها للعمل يدا بيد في خدمة البحث العلمي. وسائلاً المولى الكريم أن يبارك خطواتنا بقيادة معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي ومؤازرة الزملاء الكرام في الجامعة. وتشجيع معالي وزير التعليم العالي وتوجيهاته السديدة، وأن يوفقنا جميعا لما يحقق الأهداف السامية النبيلة التي تصبو لها حكومتنا الرشيدة بقيادة قائد مسيرة النهضة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد.
وقال وكيل جامعة سلمان بهذه المناسبة، الدكتور عبد الله الجمعة:
جامعة سلمان بن عبد العزيز جامعة فتية شابة، تسابق الزمن لتحجز لها مقعدا متميزاً بين كبريات الجامعات المحلية والإقليمية؛ لأجل ذلك فقد نثرت كنانتها، وعجمت عيدانها، وركّبت أسنتها في سهامها؛ لترمي بها في كل حقل واتجاه، ومن تلك الحقول حقل كراسي البحث العلمي إيمانا منها بقيمة الشراكة المجتمعية، وسعيا لتعزيز شراكتها مع المجتمع من خلال إتاحة الفرصة لأصحاب المبادرات الوطنية من أفراد ومؤسسات وشركات وبنوك لرعاية برامج الكراسي البحثية؛ وذلك لتحقيق قفزة نوعية نحو التميز والإبداع والريادة، وتدعيم دور الجامعة الرائد في مجال البحوث العلمية، بحيث تقوم بتقديم البحوث والدراسات العلمية في التخصص المطلوب، ولتحقيق ذلك فقد نفذت عددا من الكراسي البحثية في مجالات العلوم والصيدلة, واستشعارا منها لأهمية الإعلام في قيادة التنمية أنشأت كرسي الجزيرة للإعلام والتنمية الذي ترعاه مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر التي تصدر عنها صحيفة (الجزيرة ) اليومية، وهي مؤسسة رائدة في مجالها لا تحتاج منا لكثير تعريف، وقد وُقّع عقد الكرسي قبل أيام قليلة بحمد الله وعونه وتوفيقه، ورسمت أهدافه في الإسهام في تفعيل دور الجامعة في الإبداع والابتكار والبحث والتطوير لدعم الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة؛ لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع الحاضن، والاستثمار الأمثل للموارد البشرية في الجامعة من المتخصصين في جميع مجالات المعرفة المختلفة, والاستخدام الأفضل للمنشآت والتجهيزات والموارد البحثية الأخرى المخصصة من قبل الجامعة والمجتمع، بما في ذلك من استقطاب للباحثين والعقول المبدعة والكفاءات المتميزة محليا ودوليا، وتحقيق الاستفادة القصوى من خبراتهم من خلال دعم برامج الاتصال العلمي لأعضاء هيئة التدريس، وبرامج تأهيل وتدريب مختلف الكفاءات الوطنية عبر البحث العلمي في مجال الكرسي, وتشجيع الطلبة على استثمار معارفهم المتميزة، فضلا عن إجراء البحوث والدراسات المتعمقة وتدعيم حركة النشر العلمي ولا سيما في الدوريات المتخصصة ذات السمعة العالمية من خلال التأليف وترجمة الكتب الرائدة في مجال الكرسي المعني, والمشاركة في الإنتاج البحثي الوطني والعالمي في مجالي التنمية والإعلام، والإلمام بالتكنولوجيا الحديثة وتحقيق أرضية مساندة لبرامج التنمية الوطنية، وتوفير فرص حقيقية للتميز البحثي والإبداع التطبيقي في مجالي الإعلام والتنمية، واستحداث مساراتجديدة في البحث التطبيقي في المجال ذاته في ضوء النظريات الجديدة، وخدمة اللغة العربية كركيزة من ركائز الهوية العربية الإسلامية، ودعم المحتوى الرقمي، فضلا عن إعداد البرامج التدريبية المتخصصة وتنفيذها, وتنظيم الفعاليات والبرامج العلمية التي تحقق هدف الكرسي مثل المؤتمرات، والندوات، وحلقات النقاش، فضلا عن تشجيع العمل المشترك والتكامل في مجالات البحث العلمي في مجال الكرسي بين الجامعة بوحداتها المختلفة من خلال فريق البحث العلمي مع المؤسسات البحثية خارج الجامعة بما يخدم أغراض الإعلام والتنمية، وربط مخرجات البحث العلمي في مجال الإعلام والتنمية بحاجات المجتمع من خلال بيئة تعتمد الشراكة الفاعلة بين الجامعة والمجتمع، هذا كله بالإضافة إلى الخدمات الاستشارية المتخصصة في مجال الكرسي المعني، وأعني بها الاستشارات في مجالي الإعلام والتمنية، وهذا جهد مقدر لمؤسسة الجزيرة في أن تتبنى كرسيا علميا بجامعة سلمان بن عبد العزيز لإجراء بحوث ودراسات في مجال الإعلام والتنمية، فقد أصبح الإعلام هو القائد الفعلي للتنمية، ولا تستطيع التنمية أن تتمدد بغير إعلام، فالتنمية بلا إعلام يجلي أركانها، ويرسم معالمها هي عمل باهت خافت، ومؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر هذا بالطبع مجالها وهي ستبدع فيه بإذن الله، نسأل الله أن يبارك في مسعاها، وأن يحقق ما ترنو إليه من أهداف.