لاحظنا وشاهدنا هذي الأيام ظهور الكثير من مقاطع مصوره لمعلمين في مدارس وللأسف الشديد أيضاً معلمي تحفيظ القرآن الكريم وكتاب الله منهم براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب .
وهنا يطلق على هؤلاء معلمي ومحفظي كتاب الله.. كيف ذلك وهم يتنافسون بل ويتفاخرون على أشد أنواع التعذيب والتعنيف النفسي والجسدي بحق أطفال صغار لا حول لهم ولا قوة ولا جرم اقترفه هؤلاء الصغار.
والأدهى والأمر ما تناقلته وسائل التواصل من قيام أحد المعلمين في إحدى المدارس بوضع صورة لفتاة وسؤال هؤلاء الصغار ما رأيكم فيها وهم في السن السادسة والسابعة وقد أجاب أحد هؤلاء الصغار بـ (يا زينها زيناه) ببراءة الطفل وبالعامية والقصد من هذا السؤال ليس تلقائيا وإنما لغرس تفكيره المتطرف على هؤلاء الأبرياء .
وظهر أيضاً مقطع آخر لأحد المعلمين وهو يمزق كتاباً مدرسياً به صورة لفتاة ويأمرهم بتمزيقه ورميه على الأرض والسير عليه بالإقدام .
وهنا أرجع إلى الوراء في حقبة التسعينات وأتساءل من هم الذين سمموا عقول صغارنا وشبابنا أجزم أنه حصل في ذلك الوقت ما يحصل حالياً بل وأشد لأن أمور هؤلاء المتطرفين كانت تدار بالخفاء ولم يكن هناك وسائل إعلامية لفضحهم حيث إنهم انتشروا وبأعداد كبيرة في السلك التعليمي بجميع مراحله الأولية والجامعية وأيضاً بعض أو غالبية الأئمة وخطباء الجوامع وأعضاء الدعوة . وهؤلاء يكفرون غيرهم حيث إن لم تكن معهم فإنك ضدهم وخير مثال على ذلك ما حصل من تفجيرات والتي وجهت لرجال الأمن ولم تقتصر على غير المسلمين وذلك ما لا يقره ديننا الحنيف فأخلاق الإسلام ابتعدوا عنها لأن من غرس فيهم هذا الفكر هم دواعشنا السابقون.
وديننا دين السلام يحفظ النفس والمال والعرض والعقل والدين ولغير المسلمين وهنا فقد ورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه مرت عليه جنازة فوقف لها وقال أصحابه هذي ليهودي فقال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أو ليس هذه نفس وهذه أخلاق الإسلام السمح.
وعندما نرى هؤلاء في مواقع الإعلام حالياً ليس لأنهم الوحيدون أو أن ظهورهم في هذا الوقت فدواعشنا سبقت داعش بل هم امتداد لهذا الفكر المنحرف ولكن حالياً ومن خلال وسائل الاتصال والإعلام أصبح هذا الأمر خطيرا جداً وذلك لسرعة التواصل والتأثير بل وتبادل الخبرات والأفكار التكفيرية المنحرفة والأدهى ما نجده في هذه المواقع من سهولة في تصنيع القنابل والمتفجرات .
ومن هنا فلابد من إيقاف هؤلاء المعلمين والتحقيق معهم ، حيث إنهم يقومون بتوجيه هؤلاء الصغار على الآيات التي يرغبون فيها وعلى الأحاديث في غير معناها فيجب تدارك هذه الأمور قبل تفشيها لاسيما أن هؤلاء المتورطين في الخلايا الإجرامية وعلى رأسها داعش تم تجنيدهم فكرياً بفكر متوافق مع دواعشنا في السابق وأعني هنا القاعدة وهذا أمر بالغ الخطورة .
حالياً أصبح الشباب مهيئين لأي محرض لما يسمى بجهادهم هم وليس بجهاد الإسلام الصحيح وتأتي مواقع التواصل للتحريض وهي تلقى تأثيراً كبيرا جداً لأن هناك الكثير من دواعشنا في المدارس والجامعات وحلقات القرآن الكريم والأنشطة الخيرية والدعوية .
إن منظري هذا التفكير المتطرف لم يستطيعوا الوصول واستغلال وسائل الاتصال الإعلامية (الصحف - التلفزيون - الإذاعة) ومن هنا ركزت جهودها على الإعلام الشبكي وذلك لأنه سريع وأيضاً أكثر تأثيراً حيث أشارت بعض الإحصاءات تجاوز عدد المتصفحين 87 مليون مستخدم من الوطن العربي وهذا يسهل الكثير للاتصال والتواصل والتجنيد بل والتدريب وأشارت أيضاً بعض الإحصاءات إلى أن الفئة العمرية بين (15- 29) يمثلون 70 / 100 من المستخدمين العرب لمواقع التواصل .
ومن هنا لا بد من أخذ الحيطة والحذر فالدواعش لا زالوا يعيشون بيننا وفي مواقع بالغة الأهمية في التربية والتعليم والجامعات والمؤسسات الدعوية والخيرية وهؤلاء تأثيرهم بالغ الخطورة لاسيما أنهم يتعاملون مع صغار السن في المدارس ومع الشباب في الجامعات .
ومن خلال ما تقدم فيجب وقف هؤلاء والتحقيق معهم ومناصحتهم فإن رجعوا عن أفكارهم وإلا يتم إحالتهم للقضاء بتهمة التحريض لهذه الأفكار السامة والتي ما أنزل الله بها من سلطان والتي شوهت صورة ديننا الحنيف الذي ينبذ هذه الأفكار ويحرم القتل بغير وجه حق ، وأخيراً لابد من القضاء على أساس داعش ، والله الهادي إلى سواء السبيل.