إن السعودة هي فكرة وطنية طيبة وعملية ستحقق بإذن الله تعالى أهدافها الاجتماعية والوطنية الهامة إذا تم تطبيقها كما يجب دون تأخر أو اتباع طرق وهمية لا تنفع ولا تجدي، ليس كل من لديه منشأة أو شركة تعمل لتقديم خدمات كثيرة للوطن وتستثمر لصالحها تحرص بصدق وجد لتحقيق أهداف السعودة الحقيقية؟! لذا كان لزاماً أن تشمل هذه السعودة أموراً كثيرة هامة سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام خاصة فيما يتعلّق بالنواحي الاجتماعية والتعليمية والصحية، وغيرها من المجالات الهامة الأخرى، بشرط أن يكون هذا المواطن الذي يشغل هذه الوظيفة أو تلك في مكانه المناسب، فكما يُقال: (الرجل المناسب في المكان المناسب)..., وصحيح بأن أخانا المقيم في بلده الثاني هو أيضاً يُشاركنا في بلادنا ويُقدّم خدماته الجليله وتعاونه المثمر الطيب، ولا ننس مشاركته لنا في البناء والتنمية جزاه الله خيراً أياً كان موقعه..., إلا أن المقصود بالسعودة الوهمية هنا هو: الإيهام بأنه يوجد سعوديون في هذا القطاع كالشركات الخاصة، ولكن في حقيقة الأمر وبعد التحقق والتثبت يتضح الأمر بخلاف ذلك، وهذا يكون تمويهاً أو خداعاً على الجهة المسؤولة عن السعودة ومتابعتها..., كما يحدث إذا قدّم أحدهم على وظيفة في إحدى الشركات ثم يأخذون اسمه وبياناته ويعدونه بالاتصال عليه فيما بعد.
لكن لا يحدث شيء من ذلك، وينتظر هذا الشخص اتصالهم ووظيفته التي تقدّم إليها وأمّلوه بها! وفي نفس الوقت يكون قد تم تسجيل اسمه وبياناته لدى الجهة المسؤولة عن السعودة على أنه موظف في تلك الشركة، وحقيقة الأمر أنه غير موظف بالفعل في تلك الشركة!! وقد يكتشف هذا الأمر الوهمي هو نفسه أو الجهة المسؤولة فيما بعد، ولكن بعد مرور وقت طويل...!! في هذه الحالة تحدث السعودة الوهمية غير الحقيقية... إنه ليسعدنا أن يحتل المواطن السعودي مكانه ومكانته المناسبة له ويأخذ نصيبه في بناء الوطن، إذ إننا نفخر بأن نرى الطبيب السعودي والموظف السعودي ومدير الشركة الكبيرة السعودي والمقاول السعودي والممرض السعودي، وأن نُشاهد ذلك في كافة مناحي ومجالات الحياة الأخرى، هذا ما نصبو إليه ونسعى إليه دائماً خاصة إذا جاءت هذه السعودة الوطنية وفق ضوابط وإجراءات صحيحة وحقيقية دون أن تكون على الورق وليست على الواقع المأمول والمنتظر من الجميع.. لنتعاون جميعاً كلاً من مكانه على تحقيق السعودة الصحيحة المرجوة بإذن الله تعالى، والله هو المعين والموفق جلَّ وعلا...