على الرغم من إعلان جماعة «الحوثيين» أنها ستسلم المؤسسات والمرافق التي اقتحمتها لسلطات الدولة، وأنها ستخلي مسلحيها من شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث ما زال المسلحون الحوثيون يسطرون على المؤسسات الحكومية والمعسكرات وينتشرون بكثافة في شوارع وأزقة المدينة، ويقومون بعمليات تفتيش بشكل متواصل للسيارات والمواطنين الذين باتوا يعيشون أوضاعاً صعبة وهم يتعرضون لمضايقات لم يعرفونها من قبل.
في حين يشكو كثير من القيادات السياسية والحزبية وضباط في الجيش والأمن من اقتحام مليشيات الحوثيين لمنازلهم ونهبها والسيطرة عليها.
وقد عبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن حزنه لما آلت إليه الأمور في البلاد وبخاصة في العاصمة صنعاء، بعد سيطرة الحوثيين عليها.
وفي خطاب حمل معه نبرة الحزن على الواقع الذي وصلت إليه الأوضاع في اليمن، وحمل في الوقت نفسه وروح الأمل في المستقبل، انتقد الرئيس هادي ما تعرضت له صنعاء من عمليات نهب وتخريب واسعة.
وتساءل الرئيس اليمني في خطابه بمناسبة عيد ثورة «26 سبتمبر» عن «ما إذا كانت مكافحةُ الفساد وبناء الدولةِ تتّمُ بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة، فكيف يمُكِنُ أنَّ يكون الفسادُ والتخَريبُ. وهل من يريدُ بناء الدولة المدنية الحديثة أن ينتَهكَ حرمات البيوت وأنّ يُهاجمَ مؤسسات الدولة بغيةَ نهبِها وإضعاف علاقتها وصلتها بالشعب!».
وقال :»لا يمكنُ أن نقَبلَ بإضعاف مؤسسات الدولة بل وتدميرها معنوياً ومادياً».
وتحدث الرئيس هادي إلى من قال إنهم يثأرون من الوطن، في إشارة إلى التطورات الأخيرة التي كان أبرزها سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وقال: «إننا خُذّلنا من قبلِ من لم يَعرفوا أبداً في الوطنِ سوى مصالحِهم، ولم تتطهّر أرواحُهم باسمِ اليمن، فأكَلوا من كبدّه الطرية، وثأَروا منهُ معتقدين أنهم يثأرونَ لأنفسهم، فتخلّوا عن مسؤولياتهم، وتَبرأوا من التزاماتهم، وستكشفُ لنا ولكم الأيامُ يوماً بعدَ يومٍ ما حدث».
وأضاف الرئيس اليمني: «لَقد أرادت بعضُ القوى التي تخَلطُ بينَ المنطقِ الثوريّ والدافعِ الثأريّ أن تربحَ حتى لو كان ثمنُ مكاسبِها سقوطُ اليمنِ في دوامةِ الفُوضى والتشظيّ».
واعتبر الرئيس اليمني أن اتفاقيةَ السلّم والشراكة وثيقةٌ مُتكاملةٌ، والتعَاملُ بانتقائيةٍ معَها وبما يناسبُ أهواءَ طرف دونَ الأهواءِ الأخرى يشكّلُ بذرة لعدم نجاحها وخروجها عن الإجماع الوطني.
موضحاً أن المدَخل الحقيقيّ والشرعيّ لتطبيق هذه الاتفاقية هو الاعترافُ بالسيادة الكاملة للدولة على كافة أراضيها ومناطقها، وفي مقدمة ذلكَ عاصمُتها صنعاء وتسليمُ كافة المؤسسات والأسلحة المنهوبة.
إلى ذلك، اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، أن اتفاق «السلم والشراكة» الذي وقعته الأطراف اليمنية أفضل طريقة للتجاوب مع التحديات الجديدة على الساحة اليمنية.
وقال ابن عمر في حوار مع قناة «روسيا اليوم»، إن الوضع في اليمن معقد والعديد من المناطق خارج سيطرة الدولة، وأن «الحوثيين المسلحين احتلوا مرافق حيوية ومؤسسات، سيما المطار».
وأشار إلى أنه تم نهب مخازن الدولة من الأسلحة، من بينها أسلحة ثقيلة.
وأكد أن دور الأمم المتحدة في اليمن هو دور داعم للعملية السياسية والمساعدة على حل الخلافات العميقة وانعدام الثقة بين الأطراف السياسية في البلاد.