تمر ذكرى يومنا الوطني لهذا العام ونحن في احتفالية كبرى هي قدوم ضيوف الرحمن لمناسبة الحج.
وتتجلى مناسبتنا الوطنية بذكرى عزيزة على قلوب أبناء وطن أكبر هو المملكة العربية السعودية زرع سنبلته الأولى موحّد كيانها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وكانت مناسبة لم يسبق للتاريخ أن سجّل مثلاً لها في العصر الحديث، حيث تم توحيد هذه البلاد من شرقها وغربها وشمالها وجنوبها وتوحّدت قبائل الوطن الكبرى تحت راية التوحيد الدينية والوطنية.
وعاشت هذه البلاد لحظة تاريخية ذات العام 1351 هجرية حين تم الإعلان عن كيان موحّد باسم المملكة العربية السعودية.
لقد كان قيام الدولة السعودية الحديثة بمثابة تحول تاريخي لمجتمع قبلي متناحر وفوضى عارمة تسيطر عليها سطوة القوي على الضعيف وأمن مفقود وجهل متراكم كل ذلك كان قبل اللحظة التاريخية لقيام هذه الدولة في كيان واحد انتشر فيها بعد توحيدها التعليم والأمن والصحة للجميع، وعلا شأن كافة المناطق وحظيت التنمية بالنصيب الوافر من الاهتمام والرعاية.
ولم يكن الشأن الداخلي الهاجس الأوحد، بل تعدى ذلك خارطة الوطن فأصبحت المملكة بفضل الله ثم بسياستها واعتدالها في كافة القضايا العربية والإسلامية رائدة الحضور والتأثير والصف الواحد للأمة.
ومن ينظر بإنصاف لما تقوم به المملكة العربية السعودية تجاه كافة قضايا الأمة سيرى أنها قادرة على اتخاذ المواقف الثابتة ودعم التنمية وجمع كلمة الأشقاء العرب والمسلمين لمواجهة التحديات والأخطار.
وحين نعود في ذكرى يومنا الوطني فإننا نعيش نهضة غير عادية في كافة مجالات البناء والتنمية والتطور والازدها ر مقارنة بالمدة الزمنية القصيرة.
فمن جامعة واحدة ومجموعة مدارس ابتدائية إلى منظومة متكاملة من الجامعات الحكومية والأهلية تصل إلى أكثر من خمسين جامعة وكلية وعشرات الكليات التخصصية وآلاف المدارس في كافة المراحل للبنين والبنات. ونهضة شاملة في كافة مرافق الحياة بمعنى أكثر وضوحاً هي دولة عصرية ترعى القيم وتحافظ عليها وتتخذ من التعليم والمعرفة والحوار منهجاً للفكر والتربية والثقافة.
كم نفخر ونعتز بانتمائنا لتربة هذا الوطن الذي يحتوي الحرمين الشريفين قبلة المسلمين في أصقاع الدنيا ومهوى أفئدة البشر.
وأتشرّف بهذه المناسبة أن أرفع باسمي شخصياً ونيابة عن زملائي في قطاع الجوازات أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان والتهنئة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده وسمو وزير الداخلية يحفظهم الله جميعاً.
حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه وحماها من أيدي العابثين وسدد خطى قادتنا الأوفياء لدينهم ووطنهم وشعبهم النبيل
دام عزك ياوطن.
ودمت أبا متعب فخراً لشعبك
وعشت يا وطني مدى الدهر