أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أن ما تنعم به بلادنا من نعمة الإسلام والأمن والأمان جاء بفضل من الله ثم بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من خلال هذه العقيدة السمحة، وهذه الرسالة التي حملتها هذه الأرض الطاهرة والذي نعيش بها ونفخر بعيشنا فوقها تحمل الكثير من كرامات العرب وتقاليد الإسلام وعاداته الحكيمة. جاء ذلك عقب رعايته مساء أول أمس احتفال وزارة الثقافة والإعلام باليوم الوطني (84) بمركز الملك فهد الثقافي (الأيام الثقافية).
ومضى سموه قائلاً: نحمد الله ونشكره على ما نحن فيه من خير وعطاء وأمن وأمان وازدهار لهذا الوطن ممثلة بحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد.
ورفع سموه أسمى آيات الشكر والتقدير والتهنئة لهذا الوطن،وقال بكل عز وفخر كل عام نعيش هذه الفرحة والذكرى الغالية وأن نقدّم كل شيء نحو هذا الوطن الغالي والآمال كبيرة بإذن الله في شباب هذا الوطن ورجالاته للمزيد من البذل لهذا الوطن. وأشاد سمو الأمير تركي بن عبدالله بالاحتفالية المميزة التي أقامتها وزارة الثقافة والإعلام من خلال هذه الفقرات المعبرة نحو المواطنة الصادقة، وعبّر سموه عن امتنانه لمبادرة وزارة الثقافة والإعلام في تكريم المرحوم بإذن الله معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وهو دكتورنا وأستاذنا الذي يستحق من الجميع كل الثناء لهذا الفقيد الغالي بعطاءاته الكثيرة وإنجازاته المقدرة من خلال المناصب والمسؤوليات التي أسندت إليه رحمه الله، وما خلفه من إرث عظيم وعطاءات أدبية وثقافية، حيث حصل لي الشرف بالاطلاع على بعض منها، والوطن لن ينسى أبناءه الذين قدّموا خدمات جليلة وعظيمة، هؤلاء البررة الذين أفادوا بعقولهم وأفكارهم وبأرواحهم وبعملهم وعلمهم وبسهرهم ليل نهار وبدفاعهم عن وطنهم وبتحليقهم فوق أراضيه وحمايته لن ينساهم الوطن إن شاء الله ونحن جميعاً كأبناء وطن واحد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه متوحدون ومستعدون للواجب متى ما طلبتم منا، رحم الله معالي الوزير الدكتور عبدالعزيز الخويطر وأدخله فسيح جناته.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر الحفل معالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر ومعالي رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض بن كمال نجم ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان وعدد من مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام.
وفور وصول سموه قام بقص الشريط إيذاناً بافتتاح المعرض المصاحب، حيث تجول في المعرض الذي يضم ركناً عن تاريخ التعليم في المملكة، ومراحل تطوره بإدخال التقنيات التعليمية الحديثة، كما اطلع سموه على مجموعة من الصور التي شارك بها مجموعة من الفنانين السعوديين الذين عبّروا فيها عن احتفائهم بهذه المناسبة بطريقتهم الفنية.
كما تجوّل سموه في جناح وكالة الأنباء السعودية (واس) المشارك في هذه المناسبة، واطلع على ما يحويه الجناح من صور عن ملوك المملكة ولقاءاتهم الدولية والمحلية، بالإضافة إلى الصور التي تبرز المواقع السياحية والتراثية في المملكة.
ووقف سمو أمير منطقة الرياض على الصور المشاركة في مسابقة (الوطن.. بعيون أبنائه) وسلَّم جوائز المراكز الأولى للفائزين في المسابقة الوطنية، واستمع سموه إلى شرح عن الصور وما تعبّر عنه من ولاء لهذا الوطن واستذكار رجالاته الأمنية وأبنائه الأوفياء.
وتسلّم الأمير تركي بن عبدالله درعاً تذكارياً من راعي المسابقة الوطنية ناصر بن فنيسان السيحاني، كما اطلع سموه على عملات قديمة وطوابع، والتقى بكبار الهواة في جمع الطوابع.
بعد ذلك توجه الأمير تركي بن عبدالله إلى القاعة الرئيسية وبعد أن أخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسية عزف السلام الملكي.
بدء الحفل الخطابي
وبعد أن بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم ألقى معالي الدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام كلمة الوزارة بهذه المناسبة أكّد فيها أن اليوم الوطني ذكرى وتذكير بما حققه المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه وأدخله فسيح جناته- ودوره الكبير العظيم في تأسيس هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية، مبيناً معاليه أن المملكة تصنف إعلامياً ضمن الدول الحديثة بقدراتها على تبادل المعلومات بثاً ونشراً صوتاً وصورة، وثقافياً تشهد نماء ونهوضا ظهرت للعالم الدولي من خلال الأيام الثقافية والمبادرات الدولية في تأسيس فهم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
ومضى معاليه قائلاً: إنها مناسبة لترسيخ التآخي والتآزر بين أهل هذه البلاد وتحتفي وزارة الثقافة والإعلام بقطاعيها الإعلامي والثقافي والمؤسسات الثقافية الأخرى مثل الأندية الأدبية والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمجموعة من البرامج الإعلامية والفعاليات الثقافية المتنوّعة في كثير من مدن المملكة.
واعتبر معاليه أن الاحتفاء باليوم الوطني هو تذكير بما أنعم الله على هذه البلاد بأمن ورخاء بعد فرقة وتشتت وهي مناسبة للتذكير بما حباها الله من نعم كثيرة فهي بلاد الحرمين الشريفين مكة المكرمة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أنعم عليها من قيادة حكيمة تصنع الخير وتحبه. بدأ من الباني المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وبعده أبناؤه حتى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل المرحلة وصاحب المبادرات الخيّرة داخل المملكة وخارجها إعلامياً تصنّف المملكة العربية السعودية ضمن الدول التي دخلت مجتمع الإعلام الحديث بتقنياته العالية وقدراته على تبادل المعلومات بثاً ونشراً وصوتاً وصورةً ومكتوباً في ظل كم عالمي هائل متدفق من المرئي والمسموع والمطبوع وأجيال من الأقمار الصناعية تتجدد كل عام مما أعطى الإعلام السعودي بكل قنواته مسموعاً ومرئياً وإلكترونياً خيارات واسعة ومتعدّدة.
وأبرز معاليه العناية والرعاية المستديمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعناية المتواصلة كذلك من ولي عهده وولي ولي العهد والحكومة الرشيدة ثقافياً والنماء الثقافي والنهوض بالمؤسسات الثقافية على اختلاف مشاربها في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد توسع عطاؤها وانتشرت فعالياتها في الداخل والخارج، وفي هذا الأسبوع تنظّم وزارة الثقافة والإعلام أسبوعاً ثقافياً في جمهورية ألمانيا الاتحادية برعاية وزيري الثقافة في كل من البلدين، مشيراً إلى أن الثقافة قد نالت من خادم الحرمين الشريفين دعماً متواصلاً فله بصمات ومبادرات جميلة رسخ فيها الحوار الوطني الداخلي وحوار المذاهب وعالمياً كان لمبادراته العظيمة بتأسيس قيم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات مما أكسب هذه المبادرات صدى مدوّياً في العالم وأسست المملكة العربية السعودية بمشاركة مع النمسا وإسبانيا مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار في «فيينا» تحت مظلة الأمم المتحدة ومضى معاليه في كلمته قائلاً: إن هذه البلاد حينما تحتضن ذكرى اليوم الوطني فإنها تستذكر رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمحاربة الغلو والتطرف والتصدي للإرهاب وترسيخ مبدأ الإسلام النقي الصافي والحقيقي وانتهاج الوسطية والاعتدال في الطرح والمعالجة ضمن منظومة قيمية أخلاقية وإنسانية تحكم حركة وحراك كل عمل إعلامي.
تكريم د. الخويطر رحمه الله
وتناول معاليه في كلمته تكريم معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء - رحمه الله- هذه الشخصية الوطنية السعودية التي خدمت في أكثر من موقع وكان لها بصمات في أكثر من مجال وبالذات في المجال الثقافي.
فيلم وثائقي عن الدكتور الخويطر
بعد ذلك شاهد الجميع فيلماً وثائقياً عن معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر، حيث تحدث فيه عدد من المسؤولين والأدباء والمفكرين وتناولوا مسيرته وعطاءاته، ومن بين هؤلاء المتحدثين في الفيلم معالي الشيخ عبدالله النعيم، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي والأستاذ الأديب والإعلامي حمد القاضي والدكتور عبدالعزيز الثنيان وكيل وزارة التربية والتعليم سابقاً ليستمر هذا الفيلم في سرد مزايا وصفات هذا الإنسان العظيم.
تكريم د. الخويطر
بعد ذلك تفضَّل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بتسليم الدرع التذكاري لمعالي الفقيد د. عبدالعزيز الخويطر تسلّمه ابنه محمد بن عبدالعزيز الخويطر وسط عاصفة مدوّية من التصفيق والارتياح لهذه المبادرة الطيبة نحو هذا الرجل رحمه الله.
قصيدة للدكتورة المطيري
بعد ذلك ألقت الدكتورة هند المطيري قصيدة رائعة ومعبرة صاحبها حُسن الإلقاء والإعداد وروعة الكلمات الجميلة والمشوّقة.
أمجاد الوطن
بعد ذلك شاهد الجميع مسرحية أمجاد الوطن كتبتها الأستاذة أمجاد العمري وكانت هذه المسرحية جميلة ورسمت البهجة والسرور على محيا الحضور. أعقب ذلك قصيدة شعرية ثم أوبريت للأستاذ تركي الشريف، وكان المؤدون في غاية الإبداع والتألق، بعد ذلك غادر صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله المكان مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.