هي أصبحت علامة تجارية الآن وجب أن تدرس في علم التسويق, ليس إشادة بقدراتهم وإنما تحقيقا لضعف القدرات المقابلة لهم, حين تقول داعش ويرد عليك أحدهم بل الدولة تعرف أن صاحب الرد منهم, هذه الموضة التي ظهرت مؤخرا وكلنا نعلم انها صناعة فارسية برعاية روسيا وإيران والصين خدمت مصالحهم جميعا, داعش حمت النظام العراقي القائم حاليا وأطالت في عمر النظام السوري الاسدي الفاشيستي, داعش أبعدت حيثيات الملف الايراني النووي عن الساحة كما جعلت من العدوان الصهيوني على الإنسانية في غزة امرا اعتياديا يدخل في نطاق حماية الذات, داعش أصبحت الفزاعة التي يراد ان يخوف بها عالمنا العربي والاسلامي.
منظومة دول الخليج ومصر والاردن حاليا على أعتاب الارهاب الداعشي لكنه ارهاب يستعمل للتهديد فقط, في المملكة وموقفها من الثورة السورية والعراقية واليمنية ودعمها اللامحدود للاشقاء العرب من لبنان ومصر والبحرين والاردن وعلاقتها القوية مع دول المغرب العربي الهادئ, كل هذا أصبح يشكل خطرا حقيقيا على مخططات وأجندات سوداء حبكت ويراد تنفيذها في المنطقة, لا يمكن لإيران الصفوية الفارسية ان يأتي عليها من يحكمها بفكر الخميني وهو يرى في المملكة دولة جوار او علاقات طبيعية, بل هم جبلوا على أن عدوهم الاول هو الوطن السعودي بكل مكوناته من قيادة وشعب وحلفاء واشقاء, لهذا ولكي يلعبوا معنا لعبة الترغيب والترهيب فإنهم اطلقوا كلابهم المسعورة في العراق والشام الدواعش الخوارج لكي يقولوا إن لم نكن قادرين على محاربتكم فسنخلق لكم من رحمكم من يحاربكم.
المشكلة ليست في مواجهة داعش عسكريا, طبعا هم فعليا يحتمون بالعراق والشام في بلاد طالها الدمار وتكاثرت فيها الصراعات والنزاعات وهذه هي البيئة الخصبة الافضل لتواجدهم ونموهم, الخطر الحقيقي في الفكر الذي بدأوا بترويجه وبثه وزرعه في عقول الناس والشباب خاصة منهم, حتى مع تلك المواجهة والتحليل والتفسير للعالم كله ان داعش صناعة ايرانية مجوسية لا علاقة لها بالاسلام وبكل الادلة والبراهين صوتا وصورة الا انه سمعت من هنا وهناك من يقول حسنا لعلهم فعلا كذلك لكن لعل الله يخلق منهم من يحسن ويصفي نيته فينقلب السحر على الساحر.
لا يمكن للباطل ان ينتج الا باطلا ولا يمكن لفكر بني على أساس الفساد والجهل ان ينتج الا فسادا ودمارا ومزيدا من الجهل, لكن يبقى لدينا سؤال إن وجود داعش في عقول العديد من الشباب الغائب عن الصورة الحقيقية هو سببه قوة الاعلام الداعشي ام فعليا ضعف إعلامنا المضاد له, أعلم جيدا اننا لو واجهناهم عسكريا سنقضي عليهم ولكن اتراهم يتركون الساحة ما بيننا وبينهم, أما فكريا فإنه واضح ان هناك خللا وضعفا كبيرا في التصدي لمعتقداتهم الضالة, والسبب هو اقتصارنا فقط على اللغة الدينية الشرعية في التعامل مع هذا الشباب الضائع التائه, واقول لغة دينية ولا اقصد فيها والعياذ بالله اصول ديننا وانما أقصد بها الشخوص الذين لم يطوروا من أنفسهم ومن طرق تفكيرهم لكي يستطيعوا مخاطبة وقود الفكر المنحرف الا وهو الشباب.
داعش في بيتنا إن لم نتمكن من تحصين بيتنا وبيوت جيراننا وجيرانهم, داعش ليست التنظيم بحد ذاته بل الفكر المنحرف الذي يظهر بين الفينة والاخرى, الحل لدينا لكن اعطونا الفرصة لنخاطبهم ونحاورهم قبل تحولهم, نخاطبهم بلغة الاي باد والاي فون والفيس بوك والانترنت, نحاورهم ونحن فينا ما فيهم الكثير, نحاورهم بلغة يفهموها جيدا, لا ننصحهم ولا نرشدهم ولا نأمر عليهم فقط نتحدث نسمعهم ونفهم حالهم والاهم أن نقنعهم قبل دعوشتهم إننا مثلكم كلنا في الهم شرق.