في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام تحل الذكرى السنوية ليومنا المجيد (اليوم الوطني) لبلادنا الذي يُوافق أول الميزان.هذا اليوم التاريخي يُذكّر الأجيال بما صنعه الرواد الأوائل بقيادة باني هذه الأمة وصانع مجدها وموحد كيانها الملك عبد العزيز - رحمه الله -.
أكثر من ثمانية عقود منذ تأسيس المملكة العربية السعودية إلى يومنا هذا، وقد تحولت المملكة في هذه الحقبة القصيرة في عمر الزمن إلى وطن عصري يسابق الزمن، وقد تكون المملكة بما حباها الله من قيادة حكيمة وخيرات وفيرة من أسرع بلاد الدنيا نمواً وتطوراً ونهضة عمرانية واقتصادية في كافة المجالات.أقول، وبحكم التخصص في عالم «الاقتصاد» وكأحد المنتسبين له حققت المملكة العربية السعودية (طفرة) هائلة شملت كافة القطاعات التعليمية والصحية والتجارية والعمرانية.والمملكة الآن قد تكون الأولى إن لم تكن الأولى في إنشاء الطرق والجسور العملاقة وشبكة الأنفاق وإنشاء المطارات والجامعات ودور التعليم والمنشآت الصحية بين دول العالم وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط.المملكة شبه (القارة) والتي كانت في يوم من الأيام قرى متناثرة وهجر عديدة تحوّلت بعزيمة الرجال المخلصين إلى قارة ولكن من نوع آخر.. قارة بما تملكه من تطور في كافة المجالات ومدن عظيمة وقرى تحولت إلى شبه مدن بما وصلت إليه من نماء وتطور في البناء الحديث والشوارع والميادين الفسيحة والخدمات العامة من كهرباء وماء واتصالات وغيرها، بل إن الجامعات وصلتها أما المطارات فأصبحت واجهة حضارية تشرف أي سعودي أمام زوار المملكة من القارات الخمس وحجاج وعمار بيت الله الحرام.أما لو تحدثت في هذا اليوم الغالي، وفي هذه المناسبة السعيدة عما شهدته المشاعر المقدسة في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة من توسعة شاملة وتطور كبير، فإنني سوف أحتاج إلى مجلدات لوصف ما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لهذه المشاعر خدمة لأبناء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
أقول إن بلادنا شهدت وما زالت تشهد وستظل بحول الله تشهد المزيد من النماء والتطور في السنوات القادمة وستكون - إن شاء الله - وعما قريب البلد الأول في العالم من حيث رغد العيش لمواطنيها، ومن حيث التطور الشامل في مناحي الحياة وستسبق بلداناً لها قرون كثيرة، لكننا بفضل الله ومنّته اختصرنا السباق إلى عقود قليلة، بل سنصل إلى الأمتار الأخيرة ونتفوق عليهم ونتجاوزهم بسلاح العلم والمعرفة والإخلاص وحب الوطن، متسلحين بديننا الإسلامي الحنيف وسماحة شريعتنا وحكمة قادتنا المخلصين، مهنئاً كل سعودي وسعودية بهذا الوطن هذه الذكرى الخالدة، وأدام الله على الجميع نعمة الأمن والأمان والخير الوفير لهذا البلد الخالد.