وطني عادت الذكرى بنا تعطر المكان وتملئ أصداء الزمان فتعال نروي قصص المجد الخالدة بعبق التاريخ على الأجيال القادمين في عصر النهضة والإزدهار ليكملو مسيرة ابائهم الأبطال بعنفوان الشباب الطامح وعزم الرجال، وطني الرائع لا يشبهك أحد، أنت كالنجم المضيء المتلألئ في الأفق، أنت كالبدر في كبد السماءُ، أنت كالشمس في العلو والرفعة والضياء، أنت كالنهر دفاقاً بشلالات العطاء، فيك أطهر بقاع الأرض وأقدس الأرجاء، فيك بيت الله والكعبة الغراء.. فيك طيبة وهجرة المؤمنين الأوفياء فيك يزهو أبنائك بتباهي وكبرياء، فيك الشموخ والأصالة والوفاء، فيك العروبة ومنبع الشرفاء، يا موطني حانت الذكرى فتضامن الشعب بحب وصدق وولاء وفداء، يا موطني سنلتقي في موكب الذكرى الجديدة بين عهدين.. عهد سابق بالنصر مجيد. وعهد زاهر مضيء سعيد، سنلتقي يا وطني مع بزوغ فجر جديد بالعلم والإيمان والجهد والبذل بنهج قويم ومسلك رشيد، بحاضر مشرق وعيش رغيد، وبعد أزمنة تمربنا تأتي أجيال متعاقبة على مر السنين تذود عنك في كل المحن ليعلو اسمك وننشد نشيدك في ذكرى يوم الوطن وستبقى بإذن الله دائماً شامخاً فوق أعالي القمم...
* * *
وطني تناجيك القلوب بترانيم الحب وأصداء العشق في دوحة غناء من كل طير مغرد في فضاءات السماء في صباحك العذب في عبق المساء، وطني هل تسمع همسات الحب والحان الحداء ... وطني لك منا كل إعزاز ونصر وجهاد وفداء، والتحام قلوب شعبك بالوحدة وتضامن الأيادي بالبناء وابتهال ودعاء أن يديم الله الأمن فيك ويحميك من كل بلاء، وأن تعلو بمواقف الحق ذرا السناء وتمنع كيد المعتدين الأشقياء وأن تظل جميلاً كما أنت بأصغر تفاصيل الأشياء برمالك ونخلك وروعة الصحراء. وأن تملأ نفحات الذكرى عبق الأرجاء، لتشرق شمس الغد الواعد بالصبح المستنير وتعيدلنا قصص الأولين الأوفياء.
* * *
وطني مهبط الوحي منبع الإسلام.. وطني المآذن ومنائر السلام.. وطني نور التوحيد في حالك الظلام.. وطني البطولة وشهامات الكرام.. وطني أمان العاشقين لرباه الطاهر في تضحية ونضال.. وطني تعرفه المروءة وأزمات الأيام.. وطني زهرات أينعت رحيق حب وجمال.. وطني أجتمعت فيه أعظم الخصال.. شموخ العروبة وعزة وكبرياء الإسلام.. وطني أشرق فيه نور الرسالة ومضى النبي محمد الموحد عليه الصلاة والسلام.. أزال الشرك والضلال وهدم الأصنام.. وأقام العدل بركائز الإسلام.. ومحق الظلم والفساد والطغيان.. وطني أعتلى بدين الله وأعتنى جاهداً بكرامة الإنسان.. فيه ارتكزت العقيدة نهجاً بارقاً بنور الحق والإيمان، توحدت يا وطني بمسلك متين بأسس وأركان ومضى الجمع الكبير تحت لواء دين الله سبحانه يرفع بيارق النصر خفاقة في يوم ذكرى الوطن المجيد في كل عام.