وسط كرنفال شعبي عريض مميّز شهدته حديقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز مساء أمس الأول الثلاثاء احتفاءً بذكرى اليوم الوطني المجيد، امتزجت خلاله مشاعر الانتماء الصادق للوطن والولاء المخلص للقيادة, وحظي بقدر كبير من الاهتمام من حيث التجهيز المتكامل والتنظيم المتقن الذي كان للبلدية وإدارة التعليم النصيب الأوفرفي ذلك، وتشرّف برعاية هذا الاحتفاء المشرف العام على تنظيمه سعادة محافظ الدوادمي الأستاذ مرّان بن قويد وبحضور وكيل المحافظة الأستاذ عبدالله العشري وجمع غفير من المسؤولين المدنيين والعسكريين وأعضاء هيئات التدريس بالكليات والتعليم العام، ورجال الحسبة ورؤساء المراكز والمعرفين، ووجوه المجتمع وأعيانه ورجال المال والأعمال ورجالات الصحافة والإعلام والأهالي وعدد من الجاليات، وسط تواجد أمني ودعوي، حيث اشتملت فقراته على القرآن الكريمر رتّله الأستاذ محمد الكرشمي، ثم ألقى راعي الحفل رئيس اللجنة العليا المنظّمة محافظ الدوادمي الأستاذ مران بن قويد كلمة ضافية جاء فيها:
«إنّ الاحتفاء باليوم الوطني ليس شعارات وعبارات نردّدها هنا وهناك وإنما هي شعور وإحساس واحتفاء بواقع ملموس بفضل الله: وحدة بعد فرقة، ومحبّة بغد حروب وتناحر، أمن بعد خوف، علم ومعرفة بعد أميّة وجهل وضلالة، تحوّل من مجتمع بدائي لا يملك من مقومات الحياة شيئاً إلى دولة عصريّة آخذة بالقرآن الكريم والسنّة النبوية منهجاً ودستوراً، آخذة بأسباب القوّة والمنعة والفخر والاعتزاز، مواكبةً التطور والمتغيّرات مع الحفاظ على الثوابت والقيم الاجتماعية، مسخّرة كافة إمكانياتها لخدمة المواطن وتحقيق آماله وتطلعاته حتى وصلنا إلى مانحن فيه بفضل الله وكرمه».. وتساءل ابن قويد: هذا التحوّل في حياتنا ألا يستحقّ منا -بعد شكر الله سبحانه- الاحتفاء به؟.. نعم نحتفي باليوم الوطني ونشكر الله على ما أنعم به علينا من نعم (فبالشكر تدوم النعم) وأردف حريّ بكل سعودي أن يقف وقفة فخر واعتزاز بما أنجزه الموحّد الباني الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ورجاله المخلصون وأبناؤه البررة من بعده وبما وصل إليه الوطن من تقدّم مستمر خلال تلك الفترة القصيرة في أعمار الأمم أصبحنا فيها بمصافّ الدول المتقدمة».
تلا ذلك قصيدة شعرية تحاكي هذه المناسبة للشاعر سعود الحافي لفتت أنظار الحضور, ثم أوبريت يا موطني من إعداد إدارة التعليم، فقصيدة وطنية بعنوان سيرة بطل للشاعر خلف بن حصيبان نالت كذلك إعجاب الحاضرين، بعدها تفضّل مساعد مدير التعليم الأستاذ عبدالله السبيعي بالسحب على الجوائز المقدمة من بعض الشركات والمؤسسات التجارية بالمحافظة، فعرض مرئي للحملة الوطنية الشاملة (وطننا أمانة)، بعدها شيلات شعرية معبّرة عن الوطن للشاعر عبدالعزيز البيز نالت استحسان الجمهور، ليأتي بعد ذلك دور صنوف العرضة السعودية والتي أبدع فيها المحافظ وشارك فيها الكثير من الحضور لما تشتمله من معاني حماسية، ثم إطلاق الألعاب النارية بأشكالها وألوانها المختلفة، حيث كان تفاعلاً مشهوداً وإعداداً مشرّفاً واحتفاءً بهيجاً معبّراً بجلاء عن أصدق مشاعر الانتماء للوطن، التقت خلاله (الجزيرة) مسؤولين وأكاديميين ومواطنين كثر وألسنهم لاهجة لله حامد وشاكرة، وداعية المولى القدير لمن كان سبباً في تلك النعماء التي يعيشها الوطن منذ تأسيس كيانه وحتى وقتنا الحاضرالزاهر، فقد تحدث مدير التربية والتعليم الأستاذ عبدالعزيز المسند قائلاً: إن ذكرى اليوم الوطني في عامه الرابع والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- أعزّ وأغلى ذكرى تتكرر علينا كل عام، فهي غالية على قلب كل مواطن يستظل بمظلة هذا الكيان الشامخ ويعيش في رغد وفي دوحة آمنة مطمئنة يتذكر من خلال هذه المناسبة ملحمة الكفاح ومسيرة البناء التي بدأها المؤسس وواصلها أبناؤه البررة من بعده.
وبحمد الله تأتي علينا الذكرى هذا العام ونحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ننعم في خيرات كثيرة وفي أمن وارف ومنجزات لا تحصى على كافة الأصعدة وقد حظي التعليم بنصيب كبير من هذه التنمية الكبيرة، والدعم اللامحدود الذي سيقطف ثمراته أبناء وبنات الوطن الذين هم عماد المستقبل وبناة غده المشرق، كيف لا والتربية والتعليم في وطننا قد حظيت بجزء كبير من ميزانية الدولة إيماناً منها في أن الاستثمار في العقول هو أفضل أنواع الاستثمار وآكدها في النجاح، ولا يسعني في الختام إلاّ الدعاء لقيادتنا الرشيدة بالتوفيق والسداد ولهذا الوطن بالخير والنماء والازدهار.
من جهته تحدث فضيلة نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن المشرف على المكتب التعاوني للدعوة إمام وخطيب الجامع الكبير في حي القدس بالدوادمي الشيخ محمد بن علي العيد فقال فضيلته: نعلم أن الإسلام دعا إلى المودة والمحبة والإخاء والصفاء، والسلام والسلم، والأمن والإيمان والطمأنينة والسكينة، والتعاضد والتكافل والتكامل، دعا الإسلام إلى البناء والخير والنماء، كما أن الإسلام نهى عن الفساد والإفساد والتفريط والإفراط، نهى عن الغلوّ والإجحاف، يعني لنا هذا اليوم الوطني تاريخ مجيد وعمل حميد سطّر التلاحم والتعاضد والتآلف والأخلاق العالية، دعا إلى هذه المثل والأخلاق، يعني قيام دولة ودعوة وتوحيد للرب المعبود، وتعاضد وتكاتف بين الرعيّة والراعي، وبين الحاكم والمحكوم، يعني تأسيس عظيم لدولة عظيمة, أسّسها من علم الله منه صدق نيّته وطيب سريرته، ألا وهو الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وجعل جنات النعيم مثواه، وسار على خطاه أبناؤه البررة -رحمهم الله- حتى وصلنا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- لما يحبه سبحانه ويرضاه.
أما رئيس بلدية محافظة الدوادمي المهندس عبدالعزيز العبدان فقال: تأتي ذكرى اليوم الوطني للمملكة لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام والمحفور في ذاكرة التاريخ المنقوش وفي فكر ووجدان كل مواطن سعودي، كيف لا وهو اليوم الذي وحّد فيه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- شتات هذا الكيان العظيم، وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل، وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة الخالدة والوقفة العظيمة لتعي فيها الأجيال قصةّ أمانة قيادة، ووفاء شعب، ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقادة بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكاً بعقيدته ثابتاً على دينه، إن اليوم الوطني مناسبة عزيزة نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة.
فيما تحدّث الدكتور عبدالله بن سعد اليحيى رئيس المجلس البلدي بالدوادمي فقال: في هذا اليوم الأغرّ المبارك ينبغي أن نتذكر موحّد وباني هذا الكيان العظيم الواسع المترامي الأطراف جلالة -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز الذي أرسى قواعد هذه المملكة الفتية وجمع شتاتها تحت راية التوحيد بعد أن كانت شعوباً وقبائل متناحرة,ً وبسط الأمن والعدل في ربوع الوطن، وهيّأ سبل العيش الكريم الذي ظهرت آثاره واضحة جليّة، ولا نملك إلاّ الدعاء له ولأبنائه الملوك الذين واصلوا مسيرته من بعده، بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان ويسكنهم فسيح الجنان, وأن يوفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث شهد عهده نقلة تطويرية نوعية متسارعة في مختلف المجالات والاتجاهات.
عميد كلية التربية بالدوادمي الدكتور فلاح العجرفي تحدث عن مشاعره قائلاً : لقد منّ المولى عزّ وجل على هذا البلد الآمن المقدس وشعبه الوفي نعماً كثيرة من أهمها نعمة الأمن الذي لا يضاهيه أيّ نعمة كما قال عليه الصلاة والسلام (نعمتان مجحودتان الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان) وقال صلى الله عليه وسلم (من بات آمناً في سربه يملك قوت ليلته فكأنما حيزت له الدنيا).. وأردف العجرفي: عندما تعود بنا ذاكرة التأريخ قبل أربعة وثمانين عاماً يتضح لنا أنّ وطننا عانى من افتقاد الأمن ردحاً من الزمن وما صاحبه من مقومات حياتية بئيسة، جهل وجوع وفقر وفوضى وقتل ونهب وتخلّف وبدع، إلى أن هيأ الله له المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- فاستطاع بتوفيق الله ثم بشجاعته وعزيمته وصدق نيتّه ونقاء سريرته ونافذ بصيرته, وبعد خوض معارك وملاحم بطولية يسانده في ذلك نفر من رجاله المخلصين أن يحقق الانتصار بعد اثنين وثلاثين عاماً من الكفاح والنضال رغم بدائية العدّة والعتاد، فوحّد أجزاء البلاد وجمع كلمة العباد تحت راية الإسلام الخفاقة مؤسساً دولة راشدة دستورها القرآن والسنة فانتشر الأمن ودارت عجلة البناء والتطور في أرجاء الوطن.
من جانبه تحدث الدكتور نادر بن بهار العضياني وكيل كلية المجتمع بالدوادمي للشئون الأكاديمية عن هذه المناسبة بقوله: في مثل هذا اليوم المبارك جمع الله الأمّة بعد فرقة، وأغناها بعد فقر، وأعزها بعد ذل، وآمنها بعد خوف، وما ذاك إلاّ بتوفيق من الله ثم بجهود الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، حيث كانت هذه البلاد تعيش قبله مرحلة خطيرة من الشرك، فلقد ظهرت وسائله وانتشرت، فعبدوا الأصنام، وطافوا بالقبور واستغاثوا بالأموات وتبركوا بالأشجار والأحجار واعتقدوا أنها تنفع وتضر من دون الله عز وجل، وأمام هذه الشركيات العظيمة التي كانت كفيلة بأن تعصف بالأمة لكونها تتعلق بالأصل الأول من أصول هذا الدين العظيم -التوحيد والعقيدة- أدرك الملك عبدالعزيز خطورة هذا الأمر واضعاً نصب عينيه أنه لا عز ولا رفعة لهذه البلاد إلا بالدين محققاً بذلك قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}.. وأضاف العضياني أننا نتذكر بذلك مآثر الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مؤسس هذا الكيان الراسخ الذي أسس قواعده على كتاب الله وسنّة نبيّه عليه الصلاة والسلام، لندعو الله له بأن يجزيه خير الجزاء بما حقّق من إنجازات تأريخية يصعب المقام لحصرها، وواصل أبناؤه الملوك نهجه المبارك من بعده -رحمهم الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله- الزاخر بالعطاء المتدفق والتطوّرالمتسارع أمدّ الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.
وفي نهاية المطاف تحدث رجلا الأعمال الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الراشد، والأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم الصالح فقالا: لاشك أن ذكرى يوم توحيد الوطن الغالي وجمع كلمته تحت راية الإسلام، وبسط الأمن في أرجائه بعد الخوف، وحقن الدماء بعد الاقتتال والتناحر، والتكاتف بعد الفرقة، ونشر العلم بعد الجهل، والرخاء بعد الجوع وشظف العيش، وتأسيس دولة فتيّة عصرية على منهج الكتاب والسنّة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- حقيق أن ذلك الإنجاز التاريخي الذي حقّقه هذا المليك الاستثنائي -طيب الله ثره-، يستحقّ بحق الوقفة والتأمل لاستشعار تلك المفاهيم التأريخية وتكريسها في نفوس الأجيال.. وأضافا: إن ما نعيشه من أمن وأمان واستقرار ورخاء وازدهار يستحق منا الشكر للمنعم سبحانه، والدعاء الخاص لمن كانوا سبباً في تحقيقه.. ولفتا إلى أهمية الأمن في الحياة، مؤكدين على أخذ العظة والاعتبار بما يجري حولنا من التقلبات والفتن والفرقة التي عصفت بعض البلدان وعانت منها شعوبها، مما يزيدنا ذلك التفافاً حول ولاة أمرنا وفقهم الله، سائلان الله تعالى أن يديم على وطننا نعمة الأمن والرخاء والاستقرار في ظل قياداتنا الراشدة الحكيمة.