شهدت العاصمة الألمانية برلين حفل افتتاح الأسبوع الثقافي السعودي المتزامن مع ذكرى مناسبة اليوم الوطني الرابع والثمانين وذلك بحضور ورعاية كريمة من كل من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبد العزيز وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجيَّة ومعالي الأستاذ الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي سفير خادم الحرمين الشريفين بجمهورية ألمانيا الاتحادية ومعالي الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام ومعالي السيد شتيفين شتاينلاين وزير الدَّولة الألماني للشؤون الثقافية ومعالي السيد كلاوس فوفراي عمدة برلين وسعادة الدكتور عبد العزيز بن صالح بن سلمة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي، وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدوليَّة المكلف وسعادة الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحميضي الملحق الثقافي بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وبدئ الحفل المعدُّ بهذه المناسبة بكلمة لوزير الثقافة الألماني السيد شتيفن هنأ فيها المملكة باليوم الوطني، متمنيًّا لها ولشعبها دوام الاستقرار والازدهار مشيدًا بما يراه في مركز السوني سنتر من جهد ثقافي جبار مؤكِّدًا أن القرية التراثية ستكشف للمواطن الألماني جوانب كثيرة عن المملكة العربيَّة السعوديَّة التي ارتبطت بألمانيا بعلاقات مميزة عريقة، ومن ثمَّ ألقى معالي وزير الإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة كلمة جاء فيها: من الشرق الحضارة والتاريخ والشعر والأدب والفنون، من أرض الجزيرة العربيَّة، من المملكة العربيَّة السعوديَّة بلاد الحرمين الشريفين ومنطلق الرسالة الإسلاميَّة التي تدعو إلى السلام والتسامح والحوار واحترام الآخر ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب والتطرف من أرض الشعر والشعراء «امرؤ القيس وعمر بن أبي ربيعة وجرير والفرزدق وطرفة بن العبد وحمزة شحاته» وغيرهم وغيرهم.. من بلاد الفنون العربيَّة الأصيلة وأرض الفروسية والمكونات الطبيعيَّة المتنوعة والمناخات المختلفة والتضاريس المتكاملة جئنا هنا.. إلى الجمهورية الألمانية الاتحادية حيث معرض فرانكفورت الدولي والمتاحف المتنوعة «متحف شتيدل..Staedel الذي يعد من أبرز المتاحف في العالم وكذلك متحف الهندسة المعمارية ومتحف النحوت القديمة في فرانكفورت ومتحف الفن الحديث الذي يعد واحدًا من أجمل متاحف الفن الحديث في العالم. جئنا إلى موطن الصناعات، بلد الفكر والثقافة، أرض الشعراء والفنونالفلاسفة، أرض المفكرين، أرض بيتهوفن وغوته وغونتر غراس وايمانويل كانت وفريدريك نيتشة.. جئنا محملين بحضارة الشرق وفنونه، بسماحة الإسلام وقيمه، بتقاليد العرب وعاداتهم التي تحث على التعاون والمحبة والكرم والوفاء.. جئنا إلى بلاد قادة الفكر الإنساني وأثرت البشرية حيث شارك الفلاسفة الألمان في تشكيل الوعي الفلسفي لدى الأمم كما كان للموسيقى الألمانية دورها الأكبر في تنمية الذائقة الإنسانيَّة للموسيقى وكان الشعراء والروائيون الألمان في مقدمة الشعراء والروائيين في العالم، رأى -أيَّده الله- أهمية عقد لقاءٍ للحوار بين اتباع الأديان والثقافات للنظر في التحدِّيات والقضايا التي تهم العالم والسعي لوضع خطة عمل شاملة لمعالجة المشكلات وتنسيق مفاهيم ومبادئ التسامح والتعايش وتعميق ثقافة الحوار بين الأمم.. ودائمًا ما يدين فكرة الصدام بين الحضارات ويتطلَّع إلى أن يحترم كل طرف فيه الطرف الآخر ويحترم مقدساته وعقائده وهويته حتَّى يعيش الإنسان في أمن وسلام واستقرار.
وقال: نؤكد على أن زيارتنا وإقامة هذه الأيام الثقافية في دولة تميزت بالإبداع في كلِّ مناحي الحياة تأتي لتوثيق العلاقات الثقافية بين بلدينا والسعي إلى تبادل ثقافي وعلمي والاستفادة من التجربة الثقافية والفكرية التي تتميز بها ألمانيا، مؤكِّدًا على القواسم المشتركة بين البلدين والمتمثلة في قيم العدل والتسامح والسلام والمحافظة على الاستقرار ونشر العلم والمعرفة والثقافة والفنون بما يتوافق وروح العصر وفق ضوابط إنسانيَّة تسعى إلى البناء وتبادل الخبرات والاستفادة من المنجزات الحضارية والإنسانيَّة والثقافية، تلا ذلك كلمة معالي عمدة برلين السيد كلاوس وصف فيها أن ما يجري الآن إنما لقاء الأصالة الشرقية بالغربية لتتمازج فتكون منه حراكًا ثقافيًا فريدًا يستفيد من عبقه الجميع منوهًا بما تزخر به المملكة العربيَّة السعوديَّة من ثقافات وحضارات يعود تاريخه إلى ما قبل ستة آلاف سنة معبرًا عن سعادته بأن برلين كان لها الحظوة في إقامة المعارض والفعاليات السعوديَّة حيث كان آخرها معرض روائع الآثار ببرلين الذي أبهر العالم أجمع، ومن ثمَّ انطلقت فعاليات الحفل حيث أدَّى مجموعة من طلبة أكاديمية الملك فهد في برلين أوبريتًا غنائيًا بعنوان (حبي يا بلادي) قدمت بعد ذلك الفرق الشعبية مختلف الرقصات بدأتها بالعرضة النجدية التي شارك فيها الحضور بعد ذلك توجه الحضور للقرية التراثية حيث تَمَّ قص شريط الافتتاح ايذانًا بانطلاقها حيث تجوَّل المسؤولون في أروقة القرية التي احتوت على تسعة أقسام حيث خصص للخط العربي جناح خاص والحرف اليدوية والأكلات الشعبية ومعرض للوحات التشكيلية وآخر للصور الفوتوغرافية وللملبوسات التراثية كما تجوَّل الحضور على أجنحة الجهات الحكوميَّة والخاصَّة السعوديَّة المشاركة، بعد ذلك تفضَّل الحضور لحفل العشاء الذي عرض فيه الشيف العالمي قسطنطين كعكته المصنوعة من التمر وذلك بمناسبة اليوم الوطني السعودي، كما جرى في حفل العشاء من الجهات المشاركة والداعمة، إِذْ كرّم كل من صاحب السمو الأمير خالد بن سعود مساعد وزير الخارجيَّة ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة وممثلي شركات أرامكو وسابك من قبل معالي السفير شبكشي.