منذ أن وفق الله تعالى؛ الإمام المؤسس، والملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- والمملكة العربية السعودية تتمتع بفضل الله وتوفيقه، بنعمة الأمن الوارف، والاستقرار المتواصل، والازدهار المضطرد، والتطور الشامل؛ يتوج ذلك تحكيم للشريعة الإسلامية، وتلاحم وثيق بين القيادة والشعب. ولاشك أن ذلك كله لم يتحقق إلا بتوفيق الله تعالى، ثم بالسياسات الحكيمة التي انتهجها قادة هذه البلاد منذ عهد الأمام المؤسس - يرحمه الله - وحتى العهد الميمون الزاهر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء المستشار المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين - حفظهم الله- . وفي كل عام؛ تحتفل قيادة المملكة، وشعبها الوفي، باليوم الوطني؛ الذي هو في الأصل رمز الوحدة والتلاحم، وانطلاقة للبلاد نحو تحقيق المنجزات الحضارية في مختلف الميادين. وهو في ذات الوقت؛ مناسبة غالية، نستلهم فيها ذكريات التأسيس، والوحدة، والتوحيد، لهذا الكيان الشامخ. كما نستعرض في هذه الذكرى العطرة؛ مسيرة تنموية، شاملة، ومتوازنة، وإصلاحاً، ورقياً مدهشاً، في السياسة، والاقتصاد، والصحة، والتعليم، والزراعة، والصناعة، والتجارة، والأصعدة كافة. وقد سجلت قيادة المملكة؛ خلال هذه السنوات الماضية، حضوراً إقليمياً، وعربياً، وإسلامياً، بل وعالمياً جيداً، وصنعت مكانة راسخة لبلادنا بين كافة دول العالم. وبالأمس القريب كان الاجتماع بين القيادات العربية والعالمية على أرض المملكة ، في مدينة جدة؛ لتحقيق استقرار العالم العربي والإسلامي والصديق. كما نستلهم في ذكرى اليوم الوطني؛ التلاحم الوثيق بين القيادة والشعب، والتفاف المواطنين والمواطنات حول قيادتهم، والتي تحرص كل الحرص على توفير احتياجاتهم، وتحقيق تطلعاتهم وأمنياتهم، والحفاظ على أمنهم، وهي مناسبة لتعميق الولاء والوفاء. في السياق ذاته؛ نشهد أيضاً اهتمام قادة هذه البلاد الطاهرة، منذ عهد الإمام المؤسس - يرحمه الله - وحتى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله - برعاية الحرمين الشريفين، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، وقاصديها من حجاج ومعتمرين ووار. والدولة - حرسها الله - بكافة مواردها، وطاقاتها، ومقوماتها، وكوادرها كافة؛ تضع ضمن أولوياتها القصوى توفير الرعاية الشاملة والمتكاملة لوفود الرحمن، والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم، حتى يتمكنوا من أداء نسكهم في يسر وسهولة وأمن واطمئنان. وقد سجلت في هذا الميدان الرحب، نجاحات رائعة، وقدمت خدمات متكاملة؛ أسهمت بفضل الله تعالى في تحقيق ما يصبوا إليه ضيوف الرحمن من أداء فريضتهم براحة وأمان. وأرفع أطيب التهاني وأجملها، لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء المستشار المبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين - يحفظهم الله - والأسرة المالكة، والشعب السعوي النبيل، بيوم الوطن. راجياً من الله تعالى أن يحفظ بلادنا، ويديم عليها نعمة الأمن، والإيمان، والاستقرار، والازدهار .