يصادف يوم الثلاثاء الأول من الميزان الثامن والعشرون من شهر ذي القعدة من العام ألف وأربعة ومائة وخمسة وثلاثين للهجرة الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر من العام ألفين وأربعة عشرة للميلاد اليوم الوطني المجيد (الرابع والثمانون) للمملكة العربية السعودية الذي أعلن فيه جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- اسم المملكة العربية السعودية دولة مستقلة لها كيانها ومكانتها بعد أن قام بتوحيدها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله هو والرجال المخلصون الذين كانوا معه بفضل من الله سبحانه وتعالى وتوفيقه.
لقد استطاع الملك المؤسس من لم الشمل وتوحيد الصف والكلمة ونشر تعاليم الإسلام وبسط الأمن في أنحاء المملكة والقضاء على السلب والنهب وتوفير سبل العيش الممكنة وإيجاد ما من شأنه إسعاد وراحة الشعب السعودي، وكان من أولويات الملك عبد العزيز رحمه الله إرساء الدين والعدل حتى أنه جعل الإسلام هو المنهج الرئيسي للبلاد حتى أنه أمر بنشر الدين والعلم في البلاد ومحاربة الجهل والعنصرية، إن الملك عبد العزيز بحنكته وذكائه استطاع أن يجعل المملكة دولة يشار لها بالبنان حتى أنها أصبحت عضواً في هيئة الأمم المتحدة وعضواً في جامعة الدول العربية، وكان لها دور رئيسي في حل القضايا العربية والدولية بل انه كان حريصاً على خلق أواصر المحبة وإرساء العلاقات الطيبة مع جيرانه وإخوانه العرب. ولقد كان حريصاً على قضية الشعب الفلسطيني ومن الذين ناشد بقوة باقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها القدس كما أنه لم يغفل عن تكوين علاقات جيدة مع الأصدقاء في الدول الأجنبية، ان الملك الموحد أفنى عمره في سبيل الإسلام وراحة شعبه وأمته العربية والاسلامية حتى توفاه الله في العام ألف وثلاثمائة وثلاثة وسبعين للهجرة الموافق للعام ألف وتسعمائة واثنين وخمسين للميلاد بعد أن صنع المعجزات والانجازات - رحمة الله عليه- وقد خلفه من بعده أبناؤه الكرام جلالة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمة الله عليهم جميعاً الذين واصلوا المسيرة المباركة لوالدهم وساروا على نهجه، وفي العام ألف وأربعمائة وستة وعشرين للهجرة الموافق للعام ألفين وستة للميلاد استلم دفة الحكم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- ليكمل مشوار والده وإخوانه البررة، ويبدأ عصر حديث وعهد جديد من البناء والتطور والتقدم والرقي في جميع المجالات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، بل لا يكاد يمر عام إلا والوطن يحظى بمكرمة جديدة تعم فائدتها على الجميع، إن من أهداف الملك عبد الله رعاه الله تحقيق الرفاهية والأمن والعيش الكريم لأبنائه المواطنين والمقيمين على تراب هذا البلد الطاهر. كما أنه وفقه الله حريص جداً على جمع كلمة المسلمين ومساعدتهم وحل مشاكلهم ورأب صدعهم ومناصرتهم في شتى بقاع الأرض، إن مواقف الملك عبد الله لا تعد ولا تحصى على الصعيد المحلي أو العربي والدولي فهو رجل السلام والانسانية.
إن اليوم الوطني يوم أغر ومناسبة عظيمة يجب أن نتذكر فيها والدنا المؤسس جلالة الملك عبد العزيز رحمة الله عليه بكل فخر واعتزاز ، وما بذله من كفاح وإنجاز، وأن نوضح ذلك لأبنائنا وما يمثله هذا اليوم من أهمية بالغة في نفوسنا وان نغرس فيهم حب الوطن وتجديد الولاء والطاعة لله ثم لقادتنا والحفاظ على أمن واستقرار وطننا الغالي.
أسأل الله أن يحفظ هذا البلد ويديم عزه وأمنه تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وعضده الأيمن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وولي ولي العهد سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وأن يحفظ الشعب السعودي الوفي ويعيد علينا هذه المناسبة الطيبة وقادتنا وبلادنا تنعم بالخير والأمن والسعادة وكل عام والجميع بخير.