في كلِّ عام نعيش هذه الذكرى الخالدة في قلوبنا، ونحن في كنف قادتنا وفي رغدٍ وأمان، وها نحن نحتفل بالذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس هذه البلاد الطاهرة على يد الملك عبد العزيز -طيَّب الله ثراه- وفي كلِّ عام نشهد تقدمًا للمملكة على كافة الأصعدة، بفضل ما يوليه قائدنا الملك عبد الله من اهتمام لجميع القطاعات، حتَّى باتت المملكة نموذجًا يحتذى به في مجالات عدة، وأصبح يشار إلى أبنائه بالبنان، بفضل ما يمتلكونه من إمكانات، في الجانب الإعلامي والرياضي والطّبي والفني وشتَّى مجالات الحياة. وبفضل ما حبا الله المملكة من وجود الحرمين الشريفين وفرصة خدمة زوارهما من معتمرين وحجاج، حين تستضيف ملايين النفوس البشرية وخصوصًا في موسم الحج، فيختلط الكبير بالصَّغير، والذكر بالأنثى والعربي بالأعجمي، تحت سماءٍ واحدة وفي صعيدٍ واحد في مشهد لا تجد له مثيلاً، قلما تجد نبأ عن مشكلة صحيَّة أو أمنيَّة، بل تجد الثناء العطِر من الضيوف ذاتهم وتسمع دعواتهم بأن يحفظ الله هذا البلد وأبناءه، ولم تقتصر الإشادة على ذلك بل أتت من المنظمات العالميَّة، وعلى رأسها منظمة الصحة العالميَّة. وتميزت بلادنا بالنهج الذي قادته منذ الأزل حيث لم تكتف بتميُّزها داخليًّا، بل أمست رائدة في العمل الإنساني والخيري حين مدت يد العون لكل من يحتاج في العالم أجمع، وخصوصًا في تلك البلاد التي تحاصرها الصراعات والحروب، حيث لم تتوان في إرسال المساعدات الطّبية عينية كانت أو كوادر بشرية لإنقاذ الأرواح، ومداواة جراح المصابين، وساهمت في إنشاء مخيماتها الطّبية، مرفرفًا حولها علمنا الشامخ، مستجيبة لنداء الإسلام والإنسان وموجهة دعوة لسائر البلاد لسلوك ذات المنهج ودعم النَّفْس البشرية المحتاجة، أدام الله عز وطننا، وحفظه من شر الكائدين، وزاده تقدمًا ورِفعة بين سائر البلدان.