الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: تمر بالشعوب مناسبات ترتبط بأحداث مهمة في تاريخها وتختلف مظاهر احتفائها باختلاف معتقدات وثقافات تلك الشعوب.
وحينما نحتفي باليوم الوطني الرابع والثمانين فإن أبرز ما نسترجعه تلك الصفحات المضيئة من التضحية والمعاناة التي سطرها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجالاته في سبيل بناء هذا الوطن ووحدته.
ويأتي احتفاء التربويين في الإدارة العامة للتربية والتعليم على شرف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير المنطقة حفظهما الله امتداداً لاحتفاء الوطن بمختلف مؤسساته بيومه الوطني وتستشعر فيه الكثير من المعاني والمبادئ والقيم التي قامت عليها وحدته.
إن الاحتفاء بالوطن في يومه لايقتصر على قيامنا نحن التربويين بإبراز منجزاته، بل ينبغي أن يتتجاوز ذلك إلى الشروع بأعمال أساسها التخطيط ومدادها الإخلاص وديدن القائمين عليها استشعار المسؤولية ليكون قطاف ذلك المزيد من الخطوات الإيجابية التي تخطوها بعقولنا وبقلوبنا وبأيدينا في سبيل النهوض بالوطن.
علينا أن نحتفي بوطننا بمعالجة السلبيات التي تصطبغ بها بعض ممارساتنا التربوية داخل مؤسساتنا لتحل مكانها صور من المبادرات الإيجابية. توضع لها الخطط والبرامج وتوفر لها كل سبل النجاح ليفضي ذلك إلى أداء مجود تقدّم مخرجاته الكثير في سبيل بناء الوطن.
إن الحديث عن الوطن في يومه يلزمنا بأن نجعل الحفاظ على مكتسباته في مختلف الميادين محوراً من محاور عملنا تحدد له الأهداف وتسخر له الإمكانات المادية والبشرية للعمل على بناء الفرد ليصبح فرداً مقدراً لذاته ومتفاعلاً بإيجابية مع محيطه ولنحد بذلك من تلك المظاهر السلبية في سلوك الناشئة سعياً إلى إعداد جيل ملتزم بزيادة اللحمة بين أبناء مجتمعه ومشارك بفاعلية في بناء الوطن ومدافعاً عنه ضد كل المتربصين شعاره اعتزازه بدينه وولاؤه لمليكه وانتماؤه لوطنه.
حفظ الله بمنه وكرمه وطننا من كل مكروه وأسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة وسدد على دروب النصر والتأييد خطى رجالاته بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.