أبدى رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد فخره واعتزازه بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، مؤكداً أنه اليوم الذي يعيد للأذهان ذلكم الحدث التاريخي الذي سيظل
محفوراً في ذاكرة الجزيرة العربية ومنقوشاً في فكر المواطن السعودي ووجدانه.
ولفت النظر إلى أن المواطن حق له الفخر والاعتزاز بما تحقق لهذا الوطن - بفضل الله - من منجزات حضارية ومكتسبات تنموية، فهو اليوم الذي توحد فيه شتات هذا الكيان وانتقل من حال الفرقة والخوف والضعف إلى حال الوحدة والأمن والقوة، وستبقى تلك الصفحات مرسومةً بمداد صافٍ تقرأ فيه الأجيال ماضيًا مجيدًا وتستلهم من أنواره مستقبلاً مشرقًا.
وقال ابن سعيد في كلمة له بهذه المناسبة «في هذا اليوم استطاع الملك عبد العزيز بصحبة رجاله الأوفياء، بتوفيق الله أولاً ثم بما يتمتع به من حكمة وشجاعة أن يغير مجرى التاريخ وأن يخوض ملحمة البناء والتنمية على رمال الجزيرة العربية، مستمسكاً بعقيدته ثابتاً على دينه محافظًا على قيمه، ثم جاء من بعده أبناؤه الملوك فساروا مسيره وسلكوا طريقه واقتفوا أثره، فلنعم السيرُ ولنعم السالكون».
وعدَّ توحيد هذا الوطن بأرجائه المترامية الأطراف تجربةً متميزة في التاريخ المعاصر، ونموذجًا ناجحًا فريدًا لتأسيس الدول، وسيكون معدودًا ضمن النماذج الناجحة في تاريخ البشرية، مبيناً أن بلادنا المباركة دولة قوية يسودها النظام والأمن - بحمد الله - وتظللها سحابة من الوئام والأخوة، جمع الله قلوب أبنائها وقارب بين أفئدتهم، ودخل التعليم كل بيت وصار أبناؤنا يتسابقون في مختلف الميادين للحصول على أعلى الدرجات في أصقاع الدنيا.
وأشار إلى اهتمام المؤسس- طيب الله ثراه - المبكر بالقضاء والتعليم، ليقينه بأنهما ركيزتان لا تنهض أمة دونهما ولا تقوم دولة إلا بالعناية بهما، وتوخيه العدل في صغير القضايا وكبيرها، وكان يتأَلّف أعداءه، ويستصلحهم، ويستعين بذوي العلم والخبرة والتجربة من داخل البلاد وخارجها، وبعضهم ظل مستشارًا له طول حياته.
وأضاف «في هذا العهد الميمون الذي استلم الراية فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي تسنم من الخصال أسماها ومن الشمائل المحمودة أجلاها، فكثرت المشروعات وتعددت، وتتابعت الإنجازات وتنوعت، وما (المدن الاقتصادية) التي أمر بإنشائها في نواحي البلاد والجامعات التي وجه بتأسيسها, ومثل ذلك في القطاعات الصحية والاجتماعية والرياضية وغيرها، إلا شواهد صدقٍ على ما يتصف به هذا القائد الهمام، فضلاً عن حمله لواء الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد.
واستذكر رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد مبادراته - حفظه الله - كالتوسعة التاريخية التي يشهدها الحرمان الشريفان، زادهما الله تشريفاً وتكريماً، وتطوير مرفق القضاء وتطوير التعليم، وتعزيز المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، والاستثمار الزراعي في الخارج، وسقيا زمزم، والابتعاث الخارجي، والاتحاد الخليجي، ومبادرته للسلام على المستوى العربي، والحوار بين أتباع الأديان والحضارات، والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، وغيرها مما لم يتأتَّ إلا للقلائل من الزعماء الكرام أمثاله.
واستطرد بالقول: «وبمعيته عضده ولي عهده الأمين سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، ومن بعدهم أسرة حاكمة وحكومة راشدة وشعب وفيٌّ، وهذه الأركان هي مقومات بناء الدول، عاداً اليوم الوطني فرصة مناسبة لنغرس في نفوس أولادنا معاني الاحتفاء والوفاء لأولئك الذين زرعوا فحصدنا وبذلوا فجنينا ثمار صنيعهم».
وسأل الله المولى القدير أن يديم علينا الأمن والإيمان وأن يجنبنا جميعاً مواطن الزلل والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ قادتنا وأن يوفقهم لكل خير.