إن توحيد هذه البلاد على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، أمر يستحق الاحتفاء ويستحق التذكر. إن جمع شتات أصقاع هذه الأرض تحت راية واحدة وتحت دولة واحدة مناسبة تستدعي الوقوف والتأمل.
إن إيجاد هذه البلاد وسط هذه الصحراء يعتبر واحدا من أهم الانجازات التي تمت في العصر الحديث، والتي كانت اللبنة الأولى والمنطلق الأساس لكل ما تلاه من انجازات وما تحقق من بناء وتطور ونماء. يحق لنا أن نحتفي ونحتفل بهذه المناسبة وان نستشعر انعكاساتها على حياتنا الحاضرة، بل وعلى حياة الأجيال القادمة.
كان التوحيد هو اللبنة الأولى لإيجاد دولة حديثة، أخذت شيئا فشيئا، ومنذ ذلك التاريخ، تأخذ مكانتها بين دول العالم، وقامت منذ تلك اللحظة، بوضع قدمها على خارطة التحديث والتطور في كافة مجالات التعليم والصحة والاقتصاد والصناعة وغيرها، وأصبحت عضوا فاعلا في الكثير من المنظمات والهيئات الدولية، بل صارت واحدة من اكبر عشرين اقتصادا في العالم، ومن أهم الدول تأثيرا في ذلك الاقتصاد ولله الحمد.
إن ما تحقق لهذه البلاد، محليا ودوليا، وبالتفاتة لما يعيشه العالم القريب منا والبعيد، يضع علينا جميعا عبئا كبيرا يتطلب منا الوقوف، كي نتجاوز الاحتفاء، الذي هو حق مشروع، إلى التفكير في البناء والأخذ بهذه البلاد إلى مراحل أكثر تقدما وازدهارا، وفاءً لأولئك الرجال المؤسسين الذين صنعوا لنا بلدا يستحق الافتخار والتزاما لأجيال قادمة تنتظر منا العطاء وتتوقع منا أن نضيف لما تحقق لهذه البلاد من نمو وبناء.
إن هذا يتطلب أن يكون اليوم الوطني فرصة للمراجعة والمحاسبة ومعالجة النواقص والأخطاء، وان يكون وقفة نلتزم فيها بمواصلة ذلك البناء كي نضيف لما هو قائم، ونستكمل ما هو ناقص.
ولهذا أتمنى أن يكون يومنا الوطني من كل عام محطة توقف لنقيس ما انجزناه بين عام وآخر، ونلتزم فيه أيضا بما نخطط لانجازه للعام الذي يليه، من أجل أن تتواصل المسيرة ويستمر العطاء من جيل لآخر.