قال الأستاذ سعد بن محمد اليحيى مدير مستشفى الدوادمي العام عن ذكرى اليوم الوطني: «إنها لمناسبة وطنية تأريخية جديرة بالاحتفاء تربط الماضي بالحاضر, وتجسد ماضي الوطن التليد بحاضره المشرق, ويؤصّل الانتماء للوطن في عقول الأجيال, ويعطيهم صورة ناصعة عمّا كان عليه أجدادهم قيل ثمانية عقود زمنية ونيف من حالة معيشية وأمنية واجتماعية متدنية وقت ما كان وطنهم مرتعاً للجهل والفقر ومسرحاً للقتل والنهب, قبائل تصول وتجول تتشاجر وتتناحر دون ما سبب».
وأضاف اليحيى: «ولما أراد الله بهذا الوطن خيراً قيّض له من ينتشله من تلك الأحوال الحياتية المزرية التي لا تتناسب والحياة البشرية, حيث جاء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ومعه عدد من الرجال المخلصين, فكانت عدّة الحرب ووسائلة بدائية مقارنة باتساع رقعة الوطن, ولكن التسلّح بالعقيدة الصادقة والنيّة الصالحة, والشجاعة التي لا تعرف الانهزامية, والعزيمة التي تأنف التردد, والحنكة والحكمة وبعد النظر والصبر التي هي من صفات القائد المقدام وخوّلته للقضاء على تلك البدع والشركيات المستشرية في هذا الوطن, فوحّد أجزاءه ولملم شتاته, وجمع كلمة قبائله تحت راية واحدة هي كلمة التوحيد, فتوحّدت الصفوف على الألفة والحق والهدى, وساد الأمن والاستقرار في ربوعه, وأسس قواعد هذه الدولة الرشيدة على كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم, فعمّ الخير وبدأت الحياة البشرية السعيدة الهانئة في هذا الوطن بعد إزاحة أشباح الخوف المرعب, ودارت عجلة البناء والنماء والتطور في أرجاء الوطن, فمآثر الملك عبدالعزيز وإنجازاته تأريخ بحدّ ذاتها , ثم أكمل من بعده أبناؤه الملوك البررة الكرام -رحمهم الله- مراحل سياسته الحكيمة ونهجه الساطع المتوّج بالنوايا الصالحة لهذا الوطن الغالي وشعبه الوفي , وصولاً إلى وقتنا الحاضر, هذا العهد الزاهر بقيادة حبيب الشعب الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما شهده الوطن ويشهده من عطاء متدفق وتطوّر متلاحق يسابق الزمن». واستطرد اليحيى: «يجب علينا جميعاً أن نقدّر ما نحن فيه من النعم ومن أهمها نعمة الأمن والاستقرار, لنشكر المولى سبحانه عليها فبالشكر تدوم النعم, ولا يعرف قيمتها حقّ معرفتها إلاّ من افتقدها كما هو ما يجري حالياً في بعض البلدان نسأل الله أن يرفع عنهم الرزايا والبلايا التي حلّت بديارهم بسبب انفلات الأمن وانعدام الاستقرار, ونثني على الله سبحانه جلّ على امتنانه علينا بهذه الأسرة الكريمة التي كلها خير وبركة, فبتوفيق الله ثم جهودهم وصفاء سريرتهم, ومحبتهم الصادقة لشعبهم, سادت بيننا أواصر المحبة والإخاء والتراحم والتلاحم والتكاتف والتآلف, فيجب علينا الالتفاف حول قادتنا الأوفياء الذين يحرصون على تحقيق راحتنا ورفاهيتنا في جميع مناحي الحياة, وأن نقدّر نعمة الأمن الذي نعيشه ونتفيّأ ظلاله منذ عهد المؤسس وحتى وقتنا الحاضر وسيبقى - إن شاء الله- إلى قيام الساعة في ظل قياداتنا الأرار الأخيار».
ولفت اليحيى إلى النقلات التطويرية النوعية التنموية والخدمية التي يشهدها الوطن وشعبه في المدن والمراكز والقرى لا سيما الجانب الصحي وانتشار المستشفيات المتقدمة والعامة بشكل يصعب وصفه في هذه العجالة, كلّ ذلك وغيره من أجل خدمة المواطن وراحته, وقال: «أنعم بها من دولة رشيدة سديدة, وأكرم بهم من قادة أمناء مخلصين أدام الله وجودهم وعزّهم ومجدهم, وبارك في عقبهم إلى يوم الدين, وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين».