إلى بلاد الأصالة، ومهد الشموخ.. إلى فخر انتمائي، وشرف هُوِيتي:
صَدَى حَنيني وإجْهاشي وإنشادي
فِداءُ طُهْرِكِ يا مكلوءةَ الهادي
أنتِ البداياتُ.. قبلَ البَدْءِ كنتِ هنا
فوّاحةً بأريجِ المسكِ والكادي
كنتِ المَنارَ لكلِّ العابرينَ ولم
تَزَلْ رسومُكِ تهدي الرائحَ الغادي
أَشْتَمُّ في تربكِ الزاكي عبيرَ دَمٍ
أَظنهُ فاحَ من أَجداثِ أَجدادي
وما الرياحُ التي تجتاحُ ذاكرتي
إلا صدىً غابرٌ غنى به الحادي
وذا النشيدُ الذي يختالُ في شفتي
بقيةٌ من بطولاتٍ وأمجادِ
بأيِّ قافيةٍ أُهديكِ أُغنيتي؟
وَيحَ القوافيَ هل تسطيعُ إسعادي؟
يا موطنَ الذكرياتِ البيضِ.. قافيتي
كسيْحَةٌ، ولساني غيرُ مُنقادِ
كلُّ الحروفِ التي جَمَّعْتها هَجَعَتْ
على ثراكِ ترَوِّي مَنْطقي الصادي
ففي يديَّ أزاهيرٌ، وفي لغتي
عشقٌ، وفي القلبِ نبضٌ غيرُ مُعتادِ
تلكَ النخيلُ التي فلتْ ذوائبَها
تقولُ: يا صَبوَةَ المشتاقِ فازدادي
أنا المعنى بتاريخي فيا كلفي
إذا تَقَعَّدَ لي مجدي بمرصادِ
وها هُنا في بلادي المجدُ ممتثلٌ
يَرْوي حكاياتِ أبطالٍ وآسادِ
قومٌ أَقاموا على الجوزاءِ صَرْحَهُمُ
وثبتوهُ بأطنابٍ وأوتادِ
تَراهُمُ في الوَغى فرسانَ ساحتها
وفي الظلامِ تَراهُمْ خيرَ عُبادِ
وإن دعاهُمْ إلى المعروفِ مُنْكَسِرٌ
تسابقوا بكريمِ المالِ والزادِ
ماذا أُعَدِّدُ أَيضاً مِنْ مآثرِهِمْ
ولَمْ يَزَلْ بَعضُها يُزري بتَعدادي؟!
ها هُمْ أُولاءِ الأُلَى جادوا لنا شَرَفاً
بإرثهمْ فغَدَونا خيرَ أحفادِ
حَباهُمُ اللهُ أرضاً من يُقِيمُ بها
تخصهُ بمروءاتٍ وإنجادِ
إلى بلادي يَتوْقُ المجدُ مُنتشياً
وكمْ لها من أَحِباءٍ وقصادِ
تخْبُو جميعُ النواحي وهْيَ ساطِعَةٌ
ككوكبٍ في فضاءِ الكونِ وَقادِ
فابقي لنا يا بِلادَ الخيرِ مُلتجأً
وكلنا لكِ مِنْ كَفِّ البلى فادي