أكدت الأستاذة الدكتورة سلوى بنت عبد الله الهزاع عضو مجلس الشورى، أستاذ كلية الطب جامعة الفيصل رئيس واستشاري أمراض وجراحة العيون كبير العلماء واستشاري الأمراض الوراثية مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أنّ أربعة وثمانين عاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس، وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة.وقالت الهزاع: نحتفل باليوم الوطني هذا العام وسط تغيير واضح في ملامح المجتمع السعودي بشكل عام، وفي تطور ملموس لدور المرأة السعودية في كافة المجالات، فقد أصبحت أكثر قدرة على تفهُّم الدور المناط بها في بناء مجتمعها, وأكثر طموحاً للوصول إلى آفاق من التقدم والتطور, الأمر الذي من شأنه أن يعزز دورها الريادي الوطني الذي تمارسه اليوم باقتدار وسط المشكلات والأزمات التي تواجهها من دون التخلي عن تميزها في قيمها أو هويتها الشرعية.
إننا وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا والتي شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً في تشجيع الحكومة السعودية تجاه المرأة السعودية ككيان، يجب أن نقر أنه من الضروري أن نبدأ في تصحيح مفهوم دور المرأة وقضاياها ومشكلاتها، والنظر إليها من حيث الكيان والتفاعل. لقد أدركت حكومتنا الرشيدة أنّ دور المرأة لم يَعُد يقتصر على ملئها لوظائف واحتياجات التمريض والتدريس والوظائف الإدارية البسيطة فقط، مع احترامي الكامل لهذه الوظائف وضرورة شغلها, بل أصبح يتعدّى ذلك لتشارك في المهن التي كانت قصراً على الرجل فقط.
وقد بدأت المرأة تشعر أنها تأخذ حقها وتدخل في مجالات جديدة في الإطار العام للدولة من خلال إتاحة مناخات ملائمة لها ضمن خصوصيتها. إذ بدا واضحاً أنّ هناك اليوم جهوداً حثيثة لمشاركة نسائية أوسع في سوق العمل في شتى المجالات. فإضافة إلى القطاع التعليمي الذي يعتبر الركن الأساسي الذي يتلاءم مع طبيعة عمل المرأة. بدأت المرأة السعودية تشعر بجدية واهتمام الحكومة في السنوات الأخيرة, بتشجيعها وتحفيزها للعمل في شتى القطاعات, وذلك من خلال وضع إستراتيجية مستقبلية بهدف توفير الوظائف والمهن في مختلف القطاعات الأخرى مثل الطب والتمريض والصيدلة والشؤون الصحية المساعدة ودور رعاية المسنين والإدارة والاقتصاد والتجارة ومختلف القطاعات المساندة للأجهزة الحكومية، كما أكد - حفظه الله - على المساواة بين الرجل والمرأة المتساوية بينهما في مجالات عدة خاصة في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني, وفي برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي. ولا يخفى على الجميع ما أبداه خادم الحرمين الشريفين منذ كان ولياً للعهد ومن خلال توجيهاته السامية العديدة، اهتمامه الشديد في تمكين المرأة السعودية تولي مناصب حكومية بارزة، وذلك عندما تم تعيين نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات، وذلك تأكيداً على أهلية المرأة السعودية واعترافاً بقدراتها في شغل مثل هذه المناصب العليا في الدولة. ولاشك أنّ هذا التعيين يأتي كرسالة إلى الداخل والخارج بأنّ القيادة السعودية تحفظ وتصون حقوق المرأة السعودية لخدمة مجتمعها بمساحة أشمل في المشاركة، باتخاذ القرار في المجال التعليمي وفي مناصب أعلى في المستقبل إن شاء الله.
ولا شك أنّ حجم الإنجازات التي تحققت في عهده - حفظه الله -، والمتعلقة بالعلم والعلماء والتطورات العلمية التي شهدتها المملكة، كان غير مسبوق بحيث تجلّت في الكثير من المجالات والميادين، فقد قام منذ مبايعته قائداً لهذه البلاد بتتويج جهود والده وإخوانه من بعده في ميادين العلم بإنشاء العديد من المعاهد والكليات والجامعات في مختلف مناطق المملكة, ولعل أهمها على الإطلاق مدينة الملك عبد الله للعلوم والتقنية KAUST التي افتتحها مؤخراً بحضور عدد كبير من رجال وقادة العالم، والتي تمتد مساحة أكثر من 160 مليون متر وبتكلفة هائلة. وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لتصبح أكبر صرح نسائي في العالم، وجامعة الملك سعود وكراسي البحث، وإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وكل هذا إيماناً منه على تعدُّد مشارب التعليم والخيرات العالمية، وتشجيعاً لأبنائه الطلاب والطالبات لينهلوا من العلوم والمعارف المختلفة ويسهموا في بناء مجتمعهم، إلى كل هذا، فإنه حفظه الله لم يكن يدع مناسبة إلاّ وقام فيها بتكريم العلماء المبرزين في مجالات تخصصهم وعمل على تشجيعهم وتحفيزهم على مواصلة البذل والعطاء في كافة الميادين.
نستشهد بأكبر توسعه للحرمين الشريفين بدأها منذ توليه قيادة هذا الوطن.. ويكفينا أن نتحدث عن أرقام قياسية في الحقيبة الاقتصادية والمكانة التي وصلتها المملكة بين دول العالم، خاصة أنها أصبحت رقماً مؤثراً في مجموعة العشرين، لذا نحن نتحدث عن حقائق نفتخر بها قادها الملك عبد الله بحكمة. وأخيراً صدور أمره الملكي الكريم بدخول المرأة السعودية لمجلس الشورى السعودي عضواً كامل العضوية، ليكون للمرأة طرح واضح وصريح لما يختص بشؤونها وشؤون المجتمع والوطن. وأتيت الفرصة أمامها للمشاركة في المجالس البلدية ترشيحاً وانتخاباً، وهما قراران لقيا - في حينه - ترحيباً حاراً، إنني على ثقة تامة أنّ هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا ستكون محطة قومية هامة، نراجع فيها المكتسبات التي تحققت في الماضي والحاضر على كافة الأصعدة، بهدف التطلع إلى مستقبل مشرق لتعزيز هويتنا الوطنية، وإعادة تشكيل هويتنا الثقافية والاجتماعية، وتجاوز الصعاب للوصول إلى ما تستحقه بلادنا من موقع يتناسب ومكانه مملكتنا الحبيبة وقدرات شعبنا في هذا العالم المتسارع في كافة المجالات.