للوطن في هذا اليوم التاريخي الهام أسئلة تتكرر في كل مناسبة وطنية غالية ويعاد طرحها على جميع المنتمين له، مهما اختلفت درجاتهم ومؤهلاتهم وطبقاتهم وتباينت منازلهم ومناطقهم ومهامهم الملقاة على عواتقهم، أهمها في نظري:
* هل حدّدت - بكل وضوح ومصداقية - ماهية علاقتك بهذا الوطن الذي تنتمي إليه «المملكة العربية السعودية» عقيدة وقيادة وثقافة وأرضاً وشعباً؟
* هل عرفت ما هي حقوق هذا الوطن عليك ، وما هي حقوقك أنت لديه.. فقمت بما هو ملقى على عاتقك ، وحصلت على ما هو لك؟ .
* هل أدركت بشكل كامل وبيّن ما هو خير لهذا الوطن.. وعرفت ما هو شرٌّ في حقه؟
* هل سعيت جاداً إلى فعل ما هو خير لهذا الكيان وقاطنيه أو على الأقل دعمت المشاريع الخيِّرة والخطوات المباركة داخلياً وخارجياً التي هي في النهاية تصب في مصلحة الوطن؟
* هل كنت في منأى عن كل ما فيه ولو نزر يسير من شر، من أجل الوطن وفي سبيله.. بل أكثر من ذلك هل سعيت جاداً وبكل ما أوتيت من قوة لحماية هذا الوطن من شر يحتمل أن يقع ولو بعد زمن ، أم أنك كنت محايداً في كل هذا وكأنّ الأمر لا يعنيك؟
* هل أنت ممن يقدّم المصلحة العامة على مصلحته الشخصية، أم أنك من أولئك الذين يوظّفون مصالح الوطن من أجل تحقيق مآربهم ورغباتهم الذاتية ويتغنّون بالوطنية ويطرحون رؤاهم الخاصة باسم الوطن ومن أجل تراب أرضنا الحبيبة؟
* هل تعرف التبعات الملقاة على عاتقك المترتبة على تسنمك منصب ما، والأمانة التي حملت بإرادتك من خلال وظيفتك في القطاع الحكومي كبرت أم صغرت هذه الوظيفة.. وهل سألت نفسك ما هو الجهد الذي تبذله من أجل الوفاء بما حُملت إخلاصاً ووفاءً؟
* هل تدرك حجم التحديات التي تواجه وطننا هذه الأيام.. وهل لديك دراية عن مدى أثر الانفتاح الثقافي على مفهوم المواطنة وأبعادها لدى الشاب السعودي.. وهل تعلم كيف يمكن لك أن تشارك بفاعلية من أجل تفعيل المواطنة الإيجابية لدى النشء؟.. وهل.. وهل..
** أسئلة كثيرة وهامة يطرحها هذا الكيان العزيز في يومنا الوطني .. فماذا عسانا أن نقول ؟؟!!.
* * *
والأسئلة هذه ، «الحوار بين الوطن والمواطن أعلاه « تحيلنا إلى الحديث عن القيم الوطنية ذات الأولوية والصدارة في الذهنية المجتمعية، والتي من الواجب علينا بلا استثناء أن نلتزم بها ونحافظ عليها، أهمها في نظري: الثقة المتبادلة، والطاعة لولي الأمر، والإيجابية، والفاعلية دون اتكال أو تواكل، والبعد عن الأنانية والفردية، وعدم توظيف المساحة الوطنية المتاحة لأي منا من أجل تحقيق مصلحة شخصية تتقازم أمام أمن الوطن وسلامته واستقراره مهما تصورناها كبيرة في موازيننا الخاصة ذات المدى القصير .. والطموح والتطلّع والأمل الذي ينشده كل مواطن مخلص من أهل داره وبني جلدته أن يبدع كلٌّ منا في سد الثغرة التي هو عليها « فالله الله أن يؤتى الوطن من قبلك».
* * *
* إنّ منا ومن بيننا وللأسف الشديد مواطن ولكن لا وطنية عنده، يعيش على هذه الأرض ولا يشعر بأنها منزله وسكنه، ولذا فقلبه خاوٍ من حبه لها ، همه الأساس وشغله الرئيس مصالحه الشخصية التي لا تتعدى أسوار منزله الصغير، ومثل هذا الإنسان غريب عن داره «الوطن» حتى ولو عاش معنا العمر كله.
* وهناك وطني ولكن لا مواطنة عنده، فهو يشعرك بحبه للوطن ويتغنى به ويحتفل بمناسباته ولكنه لم يقدم شيئاً له طوال عمره، مع أن بمقدوره أن يقدم الكثير ، أو أنه لم يكن في حياته صورة للمواطن الصالح الذي يفتخر الوطن به.
* والمطلوب منا جميعاً أن نكون «مواطنين وطنيين»، نرسم مشاعر الحب التي تختلج في ذواتنا لأرضنا الطاهرة صورة رائعة من العطاء والبذل والفداء حتى ندخل سجل المواطنة الصالحة والتي أبرز مواصفاتها العالمية اليوم: ( الحفاظ على الممتلكات العامة، ومحاربة الفساد فضلاً عن الولوغ فيه، والعطاء بلا حدود، وتقديم ما في الوسع من أجل غد أفضل لوطننا المعطاء).. فمد اليد لليد، وشد الساعد بالساعد عنوان العمل الجاد، من أجل مستقبل بنّاء ينعم به مواطن جديد في القادم من الأيام.. يحفّزنا لكلِّ ذلك تشريف الله لنا بانتمائنا لأرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، ووجود ولاة أمر انبروا بكلِّ تفانٍ وإخلاص لبناء وطن عزيز وتحقيق نهضة إنسان، وما السجل الحافل بالخير والعطاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وما التاريخ المسطّر بالبذل والوفاء لولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وما.. وما.. ما هذه وتلك إلاّ شاهد أكيد وبرهان واضح على أنّ في جبين الزمن وعلى أرض الوطن قادة يتقدمون المواطنين في رسم ملامح المواطنة الصالحة الفاعلة من أجل هذا الكيان العزيز، فلهم ولكل مخلص من أجل الوطن ورقيه وتقدمه وصلاحه وتطوره، تحية إجلال وتقدير، وباقة شكر وتبجيل، وللوطن تجديد عهد يزدان بالوفاء ويطرز بالإخلاص ويعنون بالمواطنة الصالحة،، ودمت عزيزاً يا وطني والسلام ،،،