وقع المتمردون الحوثيون ليل الاحد اتفاقا سياسيا للسلام في اليمن برعاية الامم المتحدة ينص على تشكيل حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود ووقف إطلاق النار ورفع الاعتصامات. وجاء ذلك بعد يوم من الأحداث المتسارعة تمكن المتمردون خلاله من السيطرة على عدد كبير من المؤسسات السياسية والعسكرية في صنعاء في ظل عدم ممانعة من جهات حكومية.
وشهد اليوم الدراماتيكي الطويل في اليمن إعلان رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة استقالته وسط اتهامات وجهها للرئيس عبدربه منصور هادي بالتفرد بالسلطة، فيما طلب وزير الداخلية من أجهزة الامن عدم مواجهة الحوثيين. الا ان وكالة الانباء اليمنية افادت ان الشرطة العسكرية بدات في نهاية اليوم الطويل بتسلم المقار التي سيطر عليها «انصار الله»، وهو الاسم الذي يتخذه الحوثيون.
وذكرت الوكالة انه «جرى مساء اليوم ( امس الاحد) في دارالرئاسة وبحضور الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم +انصار الله+(الحوثيون) التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني».
ووقع عن الحوثيين مهدي المشاط، وهو مدير مكتب زعيم التمرد عبدالملك الحوثي وحسين العزي عضو المكتب السياسي لـ«انصار الله»، وهو الاسم الرسمي للحوثيين. وتم التوقيع بعد اجتماع استمر ساعتين بين ممثلي الحوثيين وهادي وابن عمر. وينص الاتفاق بحسب النص الذي قرأه ابن عمر وبثه التلفزيون اليمني الرسمي، على أن يجري الرئيس مشاورات تفضي الى تشكيل «حكومة كفاءات» في غضون شهر فيما تستمر الحكومة الحالية التي استقال رئيسها محمد سالم باسندوة في وقت سابق الاحد بتصريف الاعمال.
من جهته أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن اتفاق «السلم والشراكة الوطنية « الذي وقعته الأطراف السياسية مساء الاحد بصنعاء سيمكن بلاده من تجاوز الأزمة الكبيرة التي كادت أن تعصف بالبلاد.
وبارك الرئيس هادي هذا الاتفاق الذي وصفه بالتاريخي، مقدما شكره لجميع المساعي والجهود الحثيثة والمخلصة التي أخرجته إلى النور.
ودعا الرئيس اليمني الجميع إلى العمل معاً على تنفيذ ما ورد في الاتفاق الذي يمثل عبوراً نحو تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتجاوز العقبات والتحديات كافة» .
من جهتها بدأت الشرطة العسكرية اليمنية مساء الأحد بإجراءات استلام المباني الحكومية كافة التي وصل إليها وسيطر عليها المتمردون الحوثيون في العاصمة صنعاء.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية أن عملية الاستلام والتسليم بين الشرطة العسكرية والمتمردين تجري تحت إشراف ومتابعة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد وكان المتمردون الحوثيون الشيعة سيطروا الاحد بوتيرة صاعقة على مقر الحكومة والاذاعة ومقارعسكرية ووزارات مهمة في صنعاء في مشهد اظهر تراجعا كبيرا للسلطة بحسب ما أفادت مصادر رسمية واخرى من الحوثيين. وتتالت الانباء غير المؤكدة عن سقوط الوزارات والمؤسسات العامة في يد الحوثيين، من دون مقاومة في بعض الاحيان، بما في ذلك وزارة الدفاع والمصرف المركزي والبرلمان. وقال مصدررسمي لوكالة فرانس برس ان الحوثيين «سيطروا على مقر رئاسة الوزراء (الحكومة) وعلى الإذاعة اضافة الى مقر اللواء الرابع». وأشارت مصادر متطابقة الى ان الحوثيين سيطروا على وزارة الاعلام ووزارة الصحة، كما سيطروا على مقر الفرقة السادسة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حصول مواجهات بالاسلحة. وفي وقت لاحق، أعلن عبد السلام السيطرة على مقر الفرقة الاولى مدرع (سابقا)، اي مقر اللواء علي محسن الاحمر الذي يبدو انه تمكن من الفرار، مع العلم انه من الد اعداء الحوثيين. وقال ان «اللجان الشعبية اعلنت التطهير الكامل والكلي لمقر الفرقة الأولى مدرع المنحلة وتعلن أن علي محسن الأحمر مطلوب للعدالة».
** ** **
أبرز نقاط الاتفاقية
1- تشكيل «حكومة كفاءات»في غضون شهر.
2- تستمر الحكومة الحالية التي استقال رئيسها محمد سالم باسندوة في وقت سابق الاحد بتصريف الاعمال.
3- يعين الرئيس اليمني رئيسا للوزراء في غضون (ثلاثة ايام).
4- تعيين مستشارين سياسيين للرئيس من الحوثيين والحراك الجنوبي.
5- يفترض أن يكون رئيس الوزراء الجديد «شخصية محايدة ولا حزبية».
6- تقدم المكونات السياسية أسماء مرشحيها للحكومة الى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
7- يعين رئيس الجمهورية وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والمالية بعد إجراء المشاورات.
8- خفض سعر الوقود ليصبح 3000 ريال لصفيحة العشرين ليترا، ليكون بذلك قد تم خفض نحو نصف الزيادة السعرية التي طبقت على اسعار الوقود اعتبارا من نهاية تموز/يوليو.
9- في الجانب الامني، ينص الاتفاق على ان تتسلم الدولة المنشآت الحيوية وان تزال مخيمات الاحتجاجات من صنعاء ومحيطها.
10- وقف جميع أعمال العنف فورا في صنعاء.