تتناول الدراسة التي قدمتها الباحثة الخلوقة الجوهرة بنت عبد العزيز السعدون لنيل درجة الدكتوراه في (جامعة الملك سعود كلية السياحة والآثار) فخار موقع الربذة الإسلامي وخزفه، وهذا الفخار والخزف بحسب الباحثة السعدون يعد نتاجا لمواسم التنقيبات الآثارية التي بدأت من الموسم الأول حتى الموسم العاشر (1399-1409هـ) (1979-1990).
و جاءت دراسة السعدون بهدف وضع هذه المعثورات الأثرية في أطر علمية تمكننا من التوصل إلى توصيفها وصفاً دقيقاً ومفصلاً, ومن ثم التعرض إلى الإطار التاريخي والفني لتلك القطع والكسر الفخارية الأثرية المستخرجة من موقع الربذة الإسلامي خلال العمل الميداني في المواسم المشار إليها.
ولما كانت هذه الدراسة تركز على منطقة معينة فكان لزاما على الباحثة تقديم بعض الدراسات التاريخية أوالآثارية, فقد تعرضت إلى جوانب وعوامل عدة ومختلفة لتصل إلى هدفها المنشود. ناقشت دراسة الجوهرة موضوع العناصر الزخرفية المتنوعة التي وردت على القطع والكسر الفخارية والخزفية كلًا على حدة, ووضعت كل عنصر مستقل في دراسة مقارنة للعناصر المشابهة والمختلفة على القطع موضوع الدراسة, وقد مثلت أبعاد دراسة هذه القطع الأثرية وتحليلها صورة من صور مولد الفن الإسلامي وبداية تكونه وفتوته من حيث استقلاليته أو باعتماده على فنون الحضارات الأخرى, فوجدت تأثيرات ذات أصول متباينة ذات هوية ساسانية أوبيزنطية, وهو مما شاع في الفنون الإسلامية خلال تلك الحقبة الزمنية من التاريخ الإسلامي.
وتتضمن هذه الدراسة قطعًا تنشرلأول مرة, لذلك فقد نوقشت هنا من خلال وضعها في إطار تاريخي محدد المعالم, من خلال تتبع تاريخ المنطقة الذي تناولته المصادر القديمة والمراجع الحديثة, حتى توصلنا إلى أن الخزف الذي عثر عليه في موقع الربذة الإسلامي مستورد من العراق, وأن الفخار غير المزجج يبدو أنه نتاج محلي, وربما كان من الصناعات الشعبية الشائعة في منطقة الربذة آنذاك, وقد بنينا هذا الرأي على أدلة موثقة بالدراسات الإحصائية لألوان وعناصركل نمط من أنماط الفخار والخزف كلاً على حدة ولمحاولة تقريب التأريخ إلى التاريخ الصحيح نسبياً ناقشت الدراسة في المرحلة الثانية مسألة مقارنة القطع الفخارية والخزفية في موقع الربذة (غير معلومة التاريخ) بقطع أخرى معلومة التاريخ, وكانت النتيجة العلمية وشبه الحاسمة تشير إلى إمكانية وضع القطع والكسر الفخارية موضوع الدراسة في إطار تأريخي واضح المعالم مبني على أدلة علمية ومؤكدة بقرائن متنوعة.
تشكلت لجنة للمناقشة مكونة من: أعضاء لجنة التحكيم:
الدكتور محمد عبدالرحمن الثنيان مقرراً، والدكتور طلال محمد الشعبان عضواً، والدكتور وائل منير الرشدان ممتحناً خارجياً، والدكتور عبدالله كامل موسى عضواً، والدكتور جمال عبدالرؤوف عبدالعزيز ممتحناً خارجياً. وكانت الرسالة محل التقدير العلمي الكبير من اللجنة،مع التوصية بالطباعة.