حُكي أن مطرف بن عبدالله الشخير نظر إلى المهلب بن أبي صفرة وعليه حلية يسحبها، ويمشي خيلاء، فقال: يا أبا عبدالله، ما هذه المشية التي يبغضها الله ورسوله؟ فقال المهلب: أما تعرفني؟ فقال: بلى أعرفك، أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وحشوك فيما بين ذلك بول وعذرة. فأخذ ابن عوف هذا الكلام فنظمه شعراً فقال:
عجبت من مُعجب بصورته
وكان بالأمس نطفة مذرة
وفي غدٍ بعد حسن صورته
يصير في اللحد جيفة قذرة
وهو على تيهه ونخوته
بين ثوبيه يحمل العذرة
الكِبْر خصلة ذميمة، من أقبح الخصال.
قال الشاعري:
لا تَسأَلِ المَرءَ عَن خَلائِقِهِ
في وَجهِهِ شاهِدٌ عَنِ الخَبَرِ
ونرى شرذمة من الناس قدمها في الماء وأنفها في السماء، تمشي مشية الخيلاء والعجب والكِبر والتكبر على عباد الله. قال تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّه لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (سورة لقمان الآية 18).
وقال تعالى: لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ... (سورة الحجرات الآية 11).