وجهت الولايات المتحدة غاراتها الجوية وللمرة الأولى السبت صوب وسط مدينة الموصل الواقعة بشمال العراق التي يحتلها «الإرهابيون التابعون لتنظيم «داعش» المتطرف الأمر الذي يمثل نقلة استراتيجية في الحملة الجوية ضد التنظيم المتشدد.
وقال شهود عيان أمس السبت إن الغارات السابقة كانت تشن على مواقع وأوكار التنظيم داخل المنطقة المحيطة بالمدينة وضواحيها.
وذكر السكان المحليون أن غارات السبت شملت أحياء منطقة السكر والصديق والزهور بالساحل الأيسر من مدينة الموصل ومنطقة باب الطوب في مركز المدينة وأوقعت خسائر كبيرة، دون ذكر مزيد من التفاصيل. من جهة أخرى، صرح مسؤول محلي عراقي أمس السبت بأن 90 بالمائة من الأهالي فروا إلى كردستان بعد سيطر تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية) على مساحات واسعة من بلدة جلولاء التابعة لمدينة بعقوبة 57 كم شمال شرقي بغداد.
وقال أنور حسين مدير ناحية جلولاء في تصريح صحفي إن «90 في المائة من سكان ناحية جلولاء تركوا منازلهم ومناطق سكنهم بعد سيطرة المسلحين على مساحة واسعة من المدينة وأن أهالي الناحية هربوا في حالة من الهلع والخوف بسبب
الممارسات البشعة التي تمارسها تنظيمات الإرهابية إلى مناطق إقليم كوردستان مع استمرار قصف أوكار الإرهابيين من قبل قوات البيشمركة التي تسيطر على مدخل الناحية». وأضاف أن «النسبة القليلة التي بقيت في الناحية هم أشخاص متعصبين ولديهم انتماءات متطرفة إضافة إلى كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة وأن نزوح الأهالي بهذه النسبة الكبيرة لا يشكل خطرا عليها لكنه جاء نظرا لعدم قبول ورفض الأفكار المتطرفة التي يسعى المسلحون نشرها».
بموازاة ذلك، أطلقت الجماعات المسلحة قذائف الهاون على مركز أمني لقوات البيشمركة الكردية في حي التجنيد في جلولاء أدى إلى مقتل 6 من عناصر البيشمركة وإصابة ضابط وثلاثة عناصر آخرين.
وأضاف مصدر في قوات البيشمركة الكردية في تصريح صحفي أن «قوات البيشمركة تستعد لشن حملة أمنية لمطاردة الجماعات المسلحة في مناطق مختلفة من الناحية بغية تطهيرها من العصابات الإجرامية وأن تعزيزات كبيرة وصلت من قيادة عمليات دجلة إلى القوات الأمنية من الجيش ومتطوعي الحشد الشعبي المتمركزين بمحيط ناحية جلولاء».
وأوضح أن «أعداد كبيرة من أبناء العشائر في قضاء المقدادية شمال شرقي بعقوبة والقرى الجنوبية لناحية العظيم تطوعوا في صفوف القوات الأمنية للمشاركة في عملية تطهيرها المسلحين».