ياوزير التربية هل (خذوه فغلوه) نهاية المطاف!؟

موضي الشيب

يامعالي الوزير في مجتمعنا المسلم الشفافية والمناصحة أحد أسس هذا الدين، وقد أكد عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ويؤكد في كل حين هذا المبدأ ألا وهو الشفافية داعيا كل مواطن إليها من هذا المنطلق أجدني مسارعة إلى الحديث معكم بكل تجرد وشفافية ووضوح بحاجاتنا التي تؤرقنا، وبالتالي تؤرق المجتمع بأسره لأننا ببساطة يا معالي الوزير القلب النابض لهذا الوطن نرعى أبناءه بالاهتمام نخرج جيلا تلو الجيل ليتسلموا قيادة الوطن بكل فخر وامتنان، من يقوم على تربية هذه الأجيال وصهرها بالعلم وجعلها أجيالا منفتحة على العلوم والمعارف دون النظر للون أو جنس، كل من يقوم بذلك شخص واحد لكل خمسين طالبا أو طالبة في الحد الأعلى وثلاثة وأربعين في الحد الأدنى، وهو عدد لايغالطني فيه إلا جاهل لأنني في الميدان بعيد عن الإحصائيات التي قد لا تتحرى الدقة والشواهد كثيرة.

هذا العدد من الطالبات أو الطلبة يحتاج في مدى خمس وأربعين دقيقة وهي زمن الحصة الدراسية كل حواسنا، فعلى سبيل المثال تحتاج كل طالبة أن تناقش وتحاور وتحلل، ومن ثم تريد في المقابل أن تكون معلمتها كلها آذانا صاغية وروحا ودودة وسعة صدر لا متناهية، وبعد أن تمتلئ معرفة يأتي دور التوجيه وتلمس جوانب القصور ومعالجتها، وهذا يشمل خمسين طالبة في الفصل الواحد،كل ذلك في خمس وأربعين دقيقة مضروبة في عدد الحصص لكل معلمة، وهي تتفاوت من تخصص لآخر ليصبح نصيب المعلمة من العدد الكلي لطالبات المدرسة مائة وخمسين طالبة، على افتراض أن نصاب المعلم أو المعلمة ثماني عشرة حصة في الأسبوع، وفي كل يوم دراسي تقوم بتعليمهن ومن ثم المتابعة إلى نهاية العام، وهكذا يستمر بنا الحال في كل يوم وكل شهر وكل سنة، وتمضي بنا السنون ليقف بنا منتصف الطريق، وقد جفت ينابيع العافية وتكالبت الأمراض الشرسة على المعلم والمعلمة دون رحمة لأنه أفرغ هذه الينابيع في خلق مواطن ومواطنة يحتاجهم الوطن للمحافظة على استمراريته. نعم هوجهد بمقابل ولكننا نحن من يقوم على عافيتهم سلم التعليم في المجتمع، فيا معالي الوزير لو دخل عليكم عشرة من المراجعين دفعة واحدة وكل منهم يتحدث في ذات الوقت، و يريدك بكل اهتمامك وحواسك مصغيا له قاضيا لحاجته فما أنتم فاعلون حينها ؟..

هذا حالنا مع الطلبة والطالبات بأعدادهم التي ذكرتها بعاليه ولأن الإنصاف والعدل ركن قامت عليه هذه الدولة، فنحن نطالب بما يجعلنا سواسية مع غيرنا من موظفي الدولة فها هو المستشفى العسكري ومستشفى قوى الأمن.. إلخ وكل هؤلاء ينعمون بالمقابل المادي لوظائفهم والتأمين الصحي وهم أقل منا جهدا.. نريد مستشفى يقام باسم المعلمين والمعلمات وهو شيء لايذكر أمام عطائهم وإشعار لهم بالعرفان ولو في حق من حقوقهم المشروعة، فميزانية وزارة التربية والتعليم تعادل ميزانية دولة وسنكون قانعين بمستشفى يتم بناؤه وتجهيزه بمبلغ متواضع من الميزانية ويدعمه أيضا نصيب من الأموال التي تصب في خزينة الوزارة من الحسميات التي تقع على المعلمات والمعلمين عند غيابهم دون عذر وعند أخذهم لإجازات استثنائية تجبرهم لها ظروفهم الأسرية أو الصحية، وهو مبلغ لا يستهان به لا نريد يامعالي الوزير أن تكون نهاية الخدمة (خذوه فغلوه) وتبدأ رحلته العلاجية مابين استجداء واسطة ليفتح ملفا في مستشفى حكومي أو مستشفيات أهلية تستولي على ماتبقى لديه من نهاية الخدمة وتتركه مستدينا أومقترضا نريد رعاية لعافية تجاهد ألا تستسلم، فهناك دول فقيرة أقامت لمعلميها مستشفى خاصا حيث أدركت أنها بهم تكون وبدونهم تصبح وصمة عار على وجه البسيطة وقد تغنى الشاعر بمكانة المعلم فقال:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

لانريد تعظيمنا كالرسل ولكن نريد نهاية كريمة.