استأثرت تصريحات مشتركة للناطقين الرسميين لوزارتي الدفاع والداخلية حول الحصيلة النهائية للعمليات الأمنية والعسكرية الأخيرة ضد معاقل المجموعات المسلحة، باهتمام الرأي العام الذي ظل طيلة اليومين الماضيين منصباً على متابعة تداعيات قرار رئيس الحكومة المهدي جمعة عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة...ففيما أعلن محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم الداخلية أن الوحدات الأمنية والعسكرية تمكنت من إلقاء القبض على 26 إرهابياً خطيراً والقضاء على إرهابيين في أحد أرياف محافظة القصرين، أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع بأن تلك العناصر تتخذ من الجبال في مناطق الشمال الغربي والجنوب مقرات لها لاستهداف مقرات حساسة في المدن المحاذية لمحافظة سيدي بوزيد (300 كلم جنوب غرب العاصمة تونس).
وأكد محمد علي العروي أن القوات المشتركة بصدد ملاحقة 5 إرهابيين خطيرين. وشدد على أنه لم يعد هناك مكان آمن للعناصر المسلحة بالتراب التونسي. وعرضت الأجهزة المشتركة لوزارتي الدفاع والداخلية صور مجموعة من الإرهابيين من جنسيات مختلفة كانوا يخططون لاستهداف المسار الانتخابي في البلاد. سياسياً، وفي الوقت الذي تسعى فيه القيادات الحزبية إلى تجميع أكبر عدد من الأنصار إلى صفوفها وترتيب بيتها الداخلي مع الحرص على تنقية الأجواء بين إطاراتها وقواعدها الجهوية حفاظاً على وحدة صفوفها أسابيع قليلة قبل انطلاق الحملات الانتخابية، شهد مقر الهيئة المستقلة للانتخابات حضور أسماء بارزة لرجال السياسة والأعمال الذين تولوا تقديم ترشحاتهم للانتخبات الرئاسية ثلاثة أيام قبل إغلاق باب الترشح بصفة رسمية وفق ما ينص عليه القانون الانتخابي... من ذلك أن رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر سجل اسمه في قائمة الحالمين بقصر قرطاج حاملاً معه تزكيات نواب حزب التكتل (الحليف الأصغر للنهضة في الترويكا) الذي لا يزال يرأسه وأكثر من 15 ألف أمضاء لناخبين يساندونه. كما قام الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية المعارضة حمة الهمامي بتقديم ترشحه للهيئة معلنا عن جمعه أكثر من 20 ألف تزكية من الناخبين الموالين للجبهة. أما رجل الأعمال والرياضة سليم الرياحي فقد تخطى الجميع إلى حد اليوم بتحصله على أكثر من 25 ألف تزكية تمكن بفضلها من تقديم ترشحه بعد أن كان محافظ البنك المركزي الأسبق مصطفى كمال النابلي ترشح رسمياً بصفة مستقلة. من جهته قال رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر (أبرز حليف للنهضة في حكومتي الترويكا المستقيلتين) إنه سيتولى اليوم السبت تقديم ترشحه للرئاسية لدى الهيئة المستقلة للانتخابات، منتقداً في تصريح صحفي فكرة «الرئيس التوافقي» التي تطرحها النهضة، بالرغم من أنه كان «يطمع» في أن يكون هو المعني الرئيس بهذا المقترح الذي لم يجد دعماً من طرف الأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة المحلية. ولكنه استدرك قائلاً إن التوافق ضرورة في مرحلة ما باعتبار أنه ما كان بالإمكان كتابة دستور بطريقة انتخابوية تعطي الأولوية لأغلبية بنسبة 51%. ولم يتردد المرزوقي في القول إنه أكثر المترشحين حظوظاً في الرئاسية، موضحاً أن الوفاق مرحلي واستثنائي في حين أن المجتمع تعددي والديمقراطية هي النظام الوحيد الذي يتولى تنظيم هذه التعددية التي يفرضا وجود مصالح وآراء مختلفة.