التصريح أو الترخيص في الاقتصاد والقانون هو السماح لشخص بعمل أو إدخال الشيء أو امتلاكه ، وفي رواية أخرى يقال انه الإذن الذي تمنحه جهة رسمية لشخص لمزاولة مشروع معين، وبدونه لن يتم ما خططت له سواء تأسيس شركة أو فتح مطعم أو قيادة سيارة أو دفن جثتك..!، ومعظم الدول تعمل على هذه الآلية لتحقيق النظام ، بغض النظر عن طبيعة إجراءاتها، لكن من المؤكد أنه بلا هذا التصريح لن يتم شيء على الأغلب، أي أنه الخيط الأبيض من فجر كل بداية.
لكن هناك تصاريح مهمة جداً غير معترف بها ! تصاريح لم تدرج إلا في نظام واحد أطلق عليه اسم (أنت)، ثق تماماً بأن معظم الأمور الجميلة التي لم تحدث لك كان سببها تأخر ذلك التصريح، وكأن ذاتك محاطة بأنظمة بيروقراطية حكومية مبدؤها التأجيل لعدم وجود أي محاسبة على التقصير.
قال الله تعالى :{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} وهذه دعوة صريحة من الله بأن يكون لك آثار سعي قد يتقفى خلفها الكثير وتفيدهم.
ما المشكلة في أن يكون لك حلم؟ ما المشكلة في أن تعمل عليه ؟
ليست المعضلة في التشاؤم، بل إن المعضلة الحقيقية هي عدم إعطاء نفسك حقها في أن تبدأ ، إن إعطاء التصريح لنفسك يعني مشروعيتها الحقيقية في أن تكون شيئا ما، تصريحك يجعلك تنصب من إنجازاتك تمثالاً يقف عنده الكثير فيبهرهم فنه وقسمات الجمال فيه، تصريح بمثابة شيء آخر غير التنفس يبقيك حياً، فحب الحياة يجعل الأحلام أكثر واقعية.
تصريحك لنفسك لا يعني انتظار الفرص كي تظهر أمام الناس بأبهى حلة ، بل هو أن تحيك من أحلامك لباساً يكسيك عن آرائهم.
لن أتكلم عن صدى كلمات الناس على الفرد ومقدمة في العقل الجمعي، نعم لها أثر ولكن ليست بالأمر الحتمي ، لأن الأمر الحتمي والحاسم هو الفرد، فهو وحده المقرر على تشغيل السيارة والمضي في الطريق أو إطفائها ثم انتظار الآخرين ليدفعوها إلى الأمام.. وقد لا يأتون أبداً!
كل شخص يحب نفسه ولكن ليس دائماً كما يجب، هناك أنواع للحب تعادل كفة الحقد خاصة عندما لا تخلف نفعاً يذكر، أنت لك كل الحق في تعطيل نفسك، ولكن ليس لك الحق في التذمر من كونك لا شيء!
لتأخذها مني:
أعظم معروف تقدمه لنفسك.. هو أن لا تحرمها من التقدم.