تعلمنا أن العلم نور وأن العلم بحر مكنون وكنوز هذا البحر تكمن في المعرفة وطلب العلم والسعي وراء التقدم والازدهار.
سعت حكومتنا الرشيدة منذ أمد على تقديم كامل الخدمات التي يحتاج إليها المواطن ليسمو بعلمه وفكره وعطائه لهذه الأرض المباركة، فإتاحة الفرص لطلبة العلم وسهلة جميع أمور التعليم، بل فاقت في تقديم يد العون للمواطن والمقيم أيضاً.
التربية والتعليم والكتب بالمجان.. وجامعات تضاهي أرقى وأعرق وأكبر جامعات العالم.. وإتاحة البرامج العلمية بشتى أنواعها كالابتعاث الداخلي والخارجي وإعطاء طالب العلم «مكافئ» تساعده على إتمام تعليمه والإتيان بشهادة يضاهي بها هذا الوطن الجميل.
كل هذا لأجل العلم والتعلم والتعليم.
فيحق الفخر بهذا المجد وهذا الوطن المعطاء.
ولكن السؤال الذي يخالج صدري.. ويئن قلبي منه!
لماذا مع كل هذه التقدميات والتضحيات التي تقدمها الحكومة لأجل شبابها.. مستقبل الأمة.. لماذا بعد أن يأتوا بشهاداتهم لا يجدون مكانا يليق بهم أو حتى مرحب بعلمهم وتضحياتهم طول تلك السنين!
لما لا تستحدث وظائف ومجالات تساعد على تكافؤ الفرص؟!
لقد أصبح المتخرج الآن يقف وينتظر مصيره المجهول وبيده ورقة كتب عليها (خريج مع وقف التنفيذ)!
فوزارة بحجم الخدمة المدنية.. أليس بإمكانها أن تقدم شيئا؟ أم أن عذر المالية يوقف كل شيء!
وأين ما تسمى بالاقتصاد والتخطيط؟!
هل خطط الأمر فيها!
أم أن المشكلة تقف عند التعليم العالي وطرق اختيار المجالات التي يحتاج إليها المجتمع والوطن!
وتكدس الخريجين بشتى الشهادات العليا منها والمتوسطة ودون ذلك.
من هي الجهة المعنية لحل تلك المشكلة؟!
فلقد احترنا في حل المشكلة!!!
فهناك أشياء كثيرة تحتاج لبعض التحسينات.
وزارات تحتاج لكفاءات ولرجال ذوي فكر ومعرفة ولأيادي وروح الشباب النشطة.. هل اكتفت بما لديها!!
هل توقف الاحتياج الوظيفي.. ألم يعد هنالك متقاعدون، أليس هنالك احتياج لزيادة الإنتاجية أم ماذا برب السماء.
فإن ضجر الشباب وأصبح لديهم شعور بعدم الرضا وأن تعبهم وعلمهم وشهاداتهم باتت لا تقدم لهم شيئا ولا تأخر.. فإنها لطامة كبرى!
فأين أنتم يا أولي الألباب؟
أبناؤكم وبناتكم يجتهدون ويجاهدون في التحصيل والعلم والتعليم وينتهي بهم المطاف.. عند عتبة الانتظار!