أعلن معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية صباح الاثنين الموافق 20-11-1435هـ بكل فخر قبول خادم الحرمين الشريفين مقترحَ مجلس الجامعة بمنحه - حفظه الله - الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية وتعزيز قيم الأمن والسلام.
ويأتي منح خادم الحرمين الشريفين هذه الشهادة المستحقة عرفاناً من الجامعة ومنسوبيها بالدور الرائد الذي قام به خادم الحرمين الشريفين منذ أن تَسَلَّمَ قيادة هذه البلاد المباركة، بل مُنْذُ أن كان ولياً للعهد، في تعزيز وتوثيق العلاقات بين الدول والشعوب والحضارات المختلفة، والعمل على سيادة مبادئ العدالة والأمن والسلامة في أرجاء المعمورة. وعَمِلَ - حفظه الله - على تشجيع ودعم الحوار بين أتباع الديانات والحضارات المختلفة، وتَبَنّى لتحقيق ذلك العديد من المبادرات الخَيِّرة، كالمراكز المتخصصة، وكراسي البحث العلمي، والمؤتمرات الدولية، داخل المملكة وخارجها، تحقيقاً لهذه الغايات النبيلة.
واستمراراً لمنهج المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس - رحمه الله - فقد ركزت سياسات المملكة الخارجية خلال عهد خادم الحرمين الشريفين على نشر وتعزيز السلام والأمن العالميين، وإطفاء الحرائق والفتن والحروب في جميع أرجاء المعمورة، وبخاصة في العالم الإسلامي. وكان موقف خادم الحرمين مشهوداً في الحفاظ على أمن وسلام العديد من الدول، ومنعها من الانزلاق في أتون التفرقة والفتنة والتقسيم، ومن ذلك مواقفه المشهودة في أحداث مصر واليمن ولبنان، وغيرها من الدول.
من جانب آخر، فقد حَمَلَ خادم الحرمين الشريفين راية القيادة في التصدي للعنف والإرهاب العالمي بمختلف أصنافه وأنواعه، سواء على مستوى الدول أو الجماعات. وقد كان موقف خادم الحرمين مشهوداً في وجه الدولة الصهيونية في عدوانها الأخير على غزة، ووقف العدوان، وتقديم المساعدات المتنوعة للشعب الفلسطيني المنكوب.
أما الجانب الآخر من الإرهاب، وهو إرهاب الجامعات المتطرفة، كجماعات القاعدة وداعش والنصرة وحزب الله وغيرها، التي انتشرت جرائمها وخرابها اليوم بشكل مخيف في العديد من الدول والبلدان، وبخاصة البلدان العربية، فأخذت تعيثُ في الأرض فساداً من قتل الأنفس المعصومة والتنكيل بها والتباهي بهذه الأعمال المشينة، وكل ذلك باسم الإسلام، والإسلام منها براء، فقد كانت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين سَبّاقة في تزعم دول العالم في محاربة هذه الجماعات أمنياً وفكرياً حتى غدت تجربتها أنموذجاً يُحْتَذَى في محاربة الفكر الضال والجامعات المتطرفة.
وبناءً على ذلك، فإن تشرف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمنح الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين هو إشارة رمزية لحجم هذه الجهود المبذولة من خادم الحرمين الشريفين لتعزيز مبادئ الأمن والسلام الدوليين، خاصة أن هذه الشهادة مُنحت من جامعة عريقة مشهودٍ لها على المستويَيْن المحلي والعالمي بالعناية والتميز في علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية، ولها جهودها المشكورة في محاربة الفكر الضال والجماعات الإرهابية المتطرفة.
نسألُ الله سبحانه وتعالى أن يحفظَ خادمَ الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد من كل سوء ومكروه، وأن يمد في أعمارهم على طاعة الله، ويحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وحقد المفسدين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.