18-09-2014

شيء ما.. غير صحيح

في حياتنا اليومية نجد أمامنا كثيراً من المواقف والمظاهر التي لا يمكن أن تكون طبيعية، ولا يقبلها عقل ولا منطق، ومهما حاولنا أن نختلق لتلك المواقف أعذاراً فإن محاولاتنا تبوء بالفشل، وتلك المواقف لا تحتاج إلى دراسة أو تحليل ولا تحتاج إلى أبحاث أو تشكيل لجان أو فرق عمل

أو غيرها من الهيئات، فهي واضحة وضوح الشمس ومع ذلك لا تجد أي ردة فعل مقابلها، فلا تملك إلا أن تقبل ما تراه على مضض.

ترى في كثير من الأحيان موظفين في مستويات وظيفية عادية وتعرف حق المعرفة أن دخل تلك الوظيفة لا يكاد يغطي المصروفات اليومية، كما تعلم أن ذلك الموظف ليس لديه إلا تلك الوظيفة فهو لم يرث ثروة وليس لديه أعمال خاصة، مع ذلك فإنك تراه يقود سيارة فارهة تصل قيمتها إلى مئات الآلاف من الريالات وتسمع بأن لديه عدداً من العقارات وقطعاً من الأراضي، وأن هذا الموظف يملك الملايين في حسابه البنكي، ومع ذلك كله تجده متمسكاً بتلك الوظيفة أشد التمسك، عندها تشعر بأن هناك شيئاً ما غير صحيح.

عندما تقوم أكبر الشركات في مجالات خدمة اتصالات بالإعلان في الوقت نفسه واليوم نفسه عن أنها الأولى في تقديم خدمة جديدة، وكل منها يؤكد من خلال إعلانات متعددة بأنهما أول شركة أطلقت تلك الخدمة، وأنت كمستهلك تقرأ ذلك الإعلان وترى كل شركة تقدم في إعلانها أحد أفراد المجتمع بأنه هو أول من استخدم تلك الخدمة، تشعر من خلال هذا الأمر أن هناك شيئاً ما غير صحيح.

في الوقت الذي تدشن فيه المشروعات بمليارات الريالات ويوضع لكل منها حجر الأساس ويعلن عن المدة الزمنية لإنهاء تلك المشروعات، ويفرح بها الناس، تجد أن بعضها قد توقف فجأة ودون سابق إنذار ودون توضيح أسباب التوقف وقد تطول فترة التوقف أو تقصر، وقد يستأنف العمل وقد لا يستأنف وقد يكمل المشروع أو يلغى وكل ذلك يتم أمام مرأى ومسمع أفراد المجتمع والجميع لا يعرف ما الذي يحدث، عندها تشعر أن هناك شيئاً ما غير صحيح.

عندما ترى كبرى الدول الأوروبية تدعم الثوار في ليبيا وترسل القوات والطائرات لدحر قوات القذافي، ويتسابق رؤساؤها لزيارة العاصمة الليبية والاحتفال مع الثوار بانتصارهم والتأكيد على مواصلة دعمهم لهم، وفي المقابل تجد أن هناك تجاهلاً واضحاً عما يحدث في سورية من قتل يومي وحصار للمدن واعتقالات وإرهاب لأفراد المجتمع من قبل النظام الحاكم تشعر أن هناك شيئاً ما غير صحيح.

في الوقت الذي تسير في طريق رئيسي بسيارتك وتجد أن هناك زحاماً هائلاً تقضي فيه الساعات، فتعتقد أن هناك حادثاً مرورياً كبيراً أو عطلاً مفاجئاً في إشارة مرورية، لكن عندما تصل إلى نهاية الطريق تجد أن الطريق قد تم إغلاقه وتغيير مساره دون وضع أي لوحة مسبقة لهذا الأمر، وأن عليك أن تأخذ مخرجاً بجوار ذلك الطريق المغلق يعيدك إلى حيث أتيت لكي تبحث عن طريق بديل، فتعود أدراجك وأنت تشعر بأن هناك شيئاً ما غير صحيح في هذا الوضع.

المواقف كثيرة ومتعددة غير أن العامل المشترك في تلك المواقف هو شعور الفرد بأن هناك أخطاء موجودة، وأن بعض الأمور تسير بشكل غير صحيح وتحتاج إلى حلول فورية يجب أن تطبق، ولا يحتاج الإنسان لهذا الأمر أن يضع الأدلة والبراهين ويقيم الحجج على وجود تلك الأخطاء فهي واضحة، لكن ما نحتاجه هو التدخل السريع والمباشر للمعالجة فهذا مجتمعنا وهذا وطننا وهذا واجبنا.

أو غيرها من الهيئات، فهي واضحة وضوح الشمس ومع ذلك لا تجد أي ردة فعل مقابلها، فلا تملك إلا أن تقبل ما تراه على مضض.

ترى في كثير من الأحيان موظفين في مستويات وظيفية عادية وتعرف حق المعرفة أن دخل تلك الوظيفة لا يكاد يغطي المصروفات اليومية، كما تعلم أن ذلك الموظف ليس لديه إلا تلك الوظيفة فهو لم يرث ثروة وليس لديه أعمال خاصة، مع ذلك فإنك تراه يقود سيارة فارهة تصل قيمتها إلى مئات الآلاف من الريالات وتسمع بأن لديه عدداً من العقارات وقطعاً من الأراضي، وأن هذا الموظف يملك الملايين في حسابه البنكي، ومع ذلك كله تجده متمسكاً بتلك الوظيفة أشد التمسك، عندها تشعر بأن هناك شيئاً ما غير صحيح.

عندما تقوم أكبر الشركات في مجالات خدمة اتصالات بالإعلان في الوقت نفسه واليوم نفسه عن أنها الأولى في تقديم خدمة جديدة، وكل منها يؤكد من خلال إعلانات متعددة بأنهما أول شركة أطلقت تلك الخدمة، وأنت كمستهلك تقرأ ذلك الإعلان وترى كل شركة تقدم في إعلانها أحد أفراد المجتمع بأنه هو أول من استخدم تلك الخدمة، تشعر من خلال هذا الأمر أن هناك شيئاً ما غير صحيح.

في الوقت الذي تدشن فيه المشروعات بمليارات الريالات ويوضع لكل منها حجر الأساس ويعلن عن المدة الزمنية لإنهاء تلك المشروعات، ويفرح بها الناس، تجد أن بعضها قد توقف فجأة ودون سابق إنذار ودون توضيح أسباب التوقف وقد تطول فترة التوقف أو تقصر، وقد يستأنف العمل وقد لا يستأنف وقد يكمل المشروع أو يلغى وكل ذلك يتم أمام مرأى ومسمع أفراد المجتمع والجميع لا يعرف ما الذي يحدث، عندها تشعر أن هناك شيئاً ما غير صحيح.

عندما ترى كبرى الدول الأوروبية تدعم الثوار في ليبيا وترسل القوات والطائرات لدحر قوات القذافي، ويتسابق رؤساؤها لزيارة العاصمة الليبية والاحتفال مع الثوار بانتصارهم والتأكيد على مواصلة دعمهم لهم، وفي المقابل تجد أن هناك تجاهلاً واضحاً عما يحدث في سورية من قتل يومي وحصار للمدن واعتقالات وإرهاب لأفراد المجتمع من قبل النظام الحاكم تشعر أن هناك شيئاً ما غير صحيح.

في الوقت الذي تسير في طريق رئيسي بسيارتك وتجد أن هناك زحاماً هائلاً تقضي فيه الساعات، فتعتقد أن هناك حادثاً مرورياً كبيراً أو عطلاً مفاجئاً في إشارة مرورية، لكن عندما تصل إلى نهاية الطريق تجد أن الطريق قد تم إغلاقه وتغيير مساره دون وضع أي لوحة مسبقة لهذا الأمر، وأن عليك أن تأخذ مخرجاً بجوار ذلك الطريق المغلق يعيدك إلى حيث أتيت لكي تبحث عن طريق بديل، فتعود أدراجك وأنت تشعر بأن هناك شيئاً ما غير صحيح في هذا الوضع.

المواقف كثيرة ومتعددة غير أن العامل المشترك في تلك المواقف هو شعور الفرد بأن هناك أخطاء موجودة، وأن بعض الأمور تسير بشكل غير صحيح وتحتاج إلى حلول فورية يجب أن تطبق، ولا يحتاج الإنسان لهذا الأمر أن يضع الأدلة والبراهين ويقيم الحجج على وجود تلك الأخطاء فهي واضحة، لكن ما نحتاجه هو التدخل السريع والمباشر للمعالجة فهذا مجتمعنا وهذا وطننا وهذا واجبنا.

مقالات أخرى للكاتب