في هذا التوقيت.. أقلّب دفتر الأحزان.. واستعرض قائمة المغادرين عنّا..
لأجد اسمك مدوّناً مع المفقودين الأحبّة.. بل ومن أقربهم وأحبّهم إليّنا..
تمر الأيام.. ليوقظني هذا الصباح على ملامحك.. ومكانك الخالي إلاّ من الذكريات المفعمة بالحنين..
لقد استغرقنا أياماً لندرك عظمة فقدك..
صدقني يا سيدي الفاضل.. إن البيت غادرهُ الضوء.. غادرتهُ البشاشة التي كانت تستقبلنا بابتسامة ودودة.. وتحتفي بالزائرين والعابرين بوجه ٍمُحب وقلب خالٍ دائما من اللوم والعتب..
فمنذ نعومة أظفار الوعي.., عهدناك.. متواضعاً بسيطاً في عصر التكلف.. بحياة عامرة بالسلام.. تمنح روحك البيضاء الحب الخالص.. لوجه الحب غير المشروط لكل من حولك.. وهكذا بقيت حتى فاضت الروح إلى بارئها..
(تبسّمك في وجه أخيك صدقة)..
كم من الصدقات تجلّت حسنات.. حصدتها بابتسامتك الصادقة..
وفي حديث (يا رسول الله! أي المسلمين أفضل؟ فقال عليه الصلاة والسلام: من سلم المسلمون من لسانه ويده)..
الدين معاملة «الحلم عمن جهل عليه، والتجاوز عمن ظلم، والتواضع لمن هم دونه» وهذا بيان أفضل المسلمين..، ومن صفات البرّ.. «من حسنت معاملته وطابت عشرته وكف عن الناس شرّه» فكم من الأجر ما شاء الله حصل عليه من عبادة كف الأذى..
لقد قضيت حياتك في سكون.. ورحلت في سكينة..
لا نعلم والله كيف لنا أن نُجاهد لنخفي آهة الفقد.. ونحن في كل لقاء.., يتجدد فرح العيد بك..
يطول الحديث عنك أيها الأحب الراحل حينما لا ينتهي في قلوبنا أبدا..
فالسيرة العِطرة تعبق بك صفحاتها.. وستبقى خالداً فيها وفينا ماحيينا..
رحمك الله وحفّتك الملائكة وشملك العفو والمغفرة وجعل الجنة مثواك مع الصديقين والشهداء وجمعنا الله بك في الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى..