إن الإسلام دين له مبدأ وغاية وحكمٌ وهداية، المنتسب له يأخذ من مبادئه ويقتبس منه النور المبين والصراط المستقيم، لا منّة لنا عليه، وإنما هو فضلٌ من الله يؤتيه من يشاء.
ولذلك فإن ذوي الأخلاق الرفيعة، إنما هو عملٌ مقتبس من الإسلام لا ينتسب لصاحبه بشيء، غير أنه يعكس للغير بهاء العمل وجمال الخُلق.
وكذلك ذوو الأخلاق الرذيلة والتصرفات الفردية، إنما هي عملٌ من جراء وحي أفكاره، ليس للعامل بها أن ينسبها للإسلام، والإسلام بريء منها.
وعلى هذا السياق، فإن ما تداولته وسائل الإعلام، عن حادثة ضرب الرجل البريطاني مع زوجته، ليس بالأمر الغريب كتصرف فردي، بل الغريب أن يكون من رجال يُمثلون أجمل عبارة وأكبر مقصد في الإسلام وهي (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولأن هذه العبارة هي من مقاصد الشريعة والقاعدة الجوهرية في صلاح الأمم، لا نقوم بتمثيل أي عمل شاذ وأخلاقٌ فاذة لهذا الجهاز الذي لا يقبل مثل هذه التصرفات ولا يعترف بها.
ودائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دائرةٌ وسيعةُ النطاق وسيعةُ المفهوم والمقصد والغاية، أهدافها بآنية جلية، لا يليق أن نلتفت لما حدث بتسليط الضوء عليها، لأن اتهامها اتهامٌ للإسلام.