القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - ياسين عبد العليم - صافيناز صقر:
أكَّد مفتي الديار المصريَّة وعلماء دين مصريون، على الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربيَّة السعوديَّة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- من جهود كبيرة على كافة المستويات المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة لمواجهة خطر الإرهاب الذي يُهدِّد العالم بشكل عام والمنطقة العربيَّة بوجه خاص، مشددين على أن المملكة وقيادتها الحكيمة حريصون دائمًا على استقرار الأمن والسلام في العالم كلّّه ولا أدل على ذلك من مبادرات خادم الحرمين لمكافحة الإرهاب ودعوته لإنشاء مركز دولي لمواجهة الإرهاب ودعمه له بـ 100 مليون دولار.
وطالب مفتي مصر وعلماء الدين في تصريحات خاصة لـ»الجزيرة» جميع قادة وحكومات وشعوب العالم والمنظمات الدوليَّة والمؤسسات الفكرية والدينيَّة بأن تكون على قدر المسؤولية في مواجهة خطر الإرهاب الذي لا يستثني أحدًا؛ لأنّه لا يعرف دينًا أو وطنًا، مطالبين كذلك بتلبية النداءات والاستجابة لمبادرات خادم الحرمين الشريفين والاصطفاف معه من أجل اجتثاث خطر الإرهاب والقضاء على التطرف والغلو والتشدد، مشيرين إلى أن مواقف المملكة ومليكها -حفظه الله- تؤكد براءة الإسلام من الجماعات الإرهابيَّة والإجرامية التي ترفع شعارات دينية وهي بعيدة كل البعد عن سماحة ووسطية الإسلام الذي جاء هداية للعالمين.
وأشادوا بما جاء في اجتماع جدة الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا بمشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلن وزراء الخارجيَّة التزامهم المشترك للوقوف في وجه التهديدات التي يجسِّدها الإرهاب بكافة أشكاله للمنطقة وللعالم بما في ذلك ما يدعى تنظيم الدَّولة الإسلاميَّة في العراق «داعش».
وثمنوا قرار وزراء خارجية التحالف الذي يتشكّل لمواجهة الإرهاب بوضع إستراتيجية للقضاء على تنظيم «داعش» في كلِّ مكان سواء في العراق أو في سوريا وذلك مع الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «2170» وقرار جامعة الدول العربيَّة رقم «7804» الصادر في 7 سبتمبر الجاري، كما اتفق وزراء الخارجيَّة على أن تسهم كل دولة في الإستراتيجية الشاملة لمواجهة تنظيم داعش في العراق من خلال منع تدفق المقاتلين الأجانب من دول الجوار ووقف تدفق الأموال لهذا التنظيم والجماعات المتطرفة الأخرى ورفض أيديولوجيات الكراهية لدى تلك الجماعات الإرهابيَّة ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع ووضع نهاية لتهربهم من القانون والمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانيَّة وكذلك مساعدة المناطق السكانية التي تعرَّضت لفظائع «داعش» من خلال إعادة الإعمار والتأهيل.
في البداية أشاد الدكتور شوقي علام - مفتي الديار المصريَّة - بدور المملكة العربيَّة السعوديَّة وقيادتها الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز وجهودها الكبيرة على كافة المستويات المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة لمواجهة خطر الإرهاب الذي يُهدِّد العالم والمنطقة العربيَّة، وقال: إن المملكة وحكومتها لا تألو جهدًا في مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والتشدد والغلو عبر العديد من الوسائل منها التصدى للجماعات الإرهابيَّة وكذلك مواجهة المتطرفين والمتشددين بالفكر لتوضيح صورة الإسلام الصحيحة والسمحة.
وثمن علام الدعوات والنداءات والمبادرات التي أطلقها الملك عبد الله من أجل إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ودعوته كذلك لجميع علماء الدين في الوطن العربي والعالم الإسلامي وقادة الفكر والرأي في أن يضطلعوا بدورهم في محاربة التطرف والتشدد والعمل على نشر الإسلامي الوسطي وتوضيح صورة الإسلام السمحة لجميع شعوب العالم.
وأكَّد المفتي أن الإسلام بريء مما تقوم به الجماعات الإرهابيَّة التي يتصدرها تنظيم «داعش»، من أفعال ترهب الناس، بعيدة كل البعد عن صحيح الدين الإسلامي، ، مشيرًا إلى أن مثل تلك التنظيمات لا تعمل تحت راية الإسلام، لافتًا إلى أن الإسلام رايته واحدة تحترم الإنسان والبناء والإعمار ولا تدعو للتخريب أو التهجير أو القتل، وأوضح أن الإرهاب لم يعد قاصرًا على مكان بعينه، وإنما يمتد عبر جميع البلدان لأنّه لا يعرف دينا ولا دولة، ولذلك فهو يطالب جميع دول العالم بالتوحد من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يُهدِّد أمن واستقرار البشرية.
وأكَّد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن دور المملكة وقيادتها الحكيمة في مكافحة الإرهاب والتصدي لجميع أشكاله لا تخطئه عين ولا ينكره إلا جاحد، لأن الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين يقوم منذ فترة تجاوزت عشر سنوات بأدوار كبيرة جدًا وجهود دءوبة في التصدي لهذا الخطر الداهم عبر عقد العديد من المؤتمرات لمكافحة الإرهاب وحوار الأديان ومبادرته لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ونداءاته لجميع دول العالم وقادته وشعوبه بأن يتحدوا جميعًا لمكافحة الإرهاب، مشددًا على أنّه لو أن جميع دول وقادة العالم استجابوا لمبادرات ونداءات خادم الحرمين الشريفين لمواجهة الإرهاب الذي لا يعرف حدودًا وسيكتوي الجميع بناره لاختلف الأمر تمامًا الآن.
وأشاد وزير الأوقاف بدور المملكة في مواجهة تنظيم «داعش» الذي يعد من التتار الجدد وتحرك عناصره أياد صهيونية، مشيرًا إلى اجتماع جدة الذي عقد الأسبوع الماضي من أجل تشكيل تحالف دولي كبير للقضاء على هذا الخطر الذي يُهدِّد المنطقة العربيَّة وفي حال عدم مواجهته والقضاء عليه سيمتد إلى العالم كلّّه.
وأشار إلى أن ما يقوم به تنظيم «داعش» ومن يسير على نهجه من الفتك بالخصوم وذبحهم بطريقة توحي بوحشية الذابحين أو القيام بالتمثيل بالجثث والتنكيل المنهي عنه شرعًا، كقطع الرقاب وإلقاء الجثث إلى جانب الرؤوس، مخطط بعناية وخلفه أيادٍ صهيونية اختارت ضحاياها من الإرهابيين بعناية شديدة، وطالب بتضافر جهود مؤسسات عديدة على رأسها المؤسسات الدينيَّة والعلميَّة والفكرية والثقافية والاجتماعيَّة، لكشف أبعاد هذا الخطر الداهم وكشف من يقف وراءه ومن يدعمه ومن يموله، ومن يوفر له غطاءً أدبيًّا أو معنويًا.
من جانبه ثمن الدكتور محمد الشحات الجندي - أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة بمصر - الدور السعودي الرائد في الحرب على الإرهاب ومكافحة جميع أشكال التطرف والغلو، مشددًا على أهمية دور وجهود المملكة في التصدى لهذا الخطر الداهم الذي تكتوي المنطقة العربيَّة بناره لأنَّه عبر وجود مخططات خارجية وممارسات من قبل جماعات وفصائل لا تريد سوى السلطة والنفوذ ومدخرات البلدان العربيَّة وبالتالي هنا يتبدى دور المملكة العربيَّة السعوديَّة في الحفاظ على تماسك الجبهة العربيَّة في مواجهة الفكر المأزوم الموجود في هذه الجماعات التي توظف سياسيًّا للسيطرة على السلطة والأموال، مشيدًا بمبادرة المملكة لاستضافة أول اجتماع للتحالف الدولي لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي تقوم عناصره بتشويه صورة الإسلام في العالم عبر ارتكابهم أفعالاً وفظائع لا تمَّت للإسلام بأي صلة. وقال الجندي: إن العالم في حاجة ماسَّة لتفعيل مبادرات ودعوات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمكافحة الإرهاب وسرعة الاستجابة لتفعيل إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، مؤكِّدًا أن المملكة وشركاءها من الدول العربيَّة والإسلاميَّة والدوليَّة قادرون على سحق الإرهاب، وفرض الأمن والاستقرار والقضاء على تلك الجماعات الإرهابيَّة الممولة من أعداء الأمة وعلى رأسها تنظيم «داعش»، وأضاف الجندي أن خادم الحرمين عهدنا فيه دائمًا أن ما يتخذ هو خطوات وقرارات بناءة لخدمة الإسلام وتأكيد مفاهيمه السمحة وأنه يسعى دائمًا ليكون الإسلام فعلاً لا قولاً، من خلال منهج التطوير والاجتهاد الذي يتبناه خادم الحرمين.
بدوره ثمن الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، دور المملكة ومليكها جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- في مكافحة الإرهاب ومواجهة جماعات التطرف التي تستخدم الدين ستارًا في تحقيق أهدافها وأغراضها المريضة وتقوم بتشويه صورة الإسلام الوسطي السمح عبر ارتكاب فظائع لا يعرفها الإسلام ولا أخلاق المسلمين الذين نشروا الأمن والأمان والسماحة والخير للبشرية كلّّها.
وأشار شومان إلى مبادرات خادم الحرمين الشريفين ودعواته ونداءاته لمكافحة الإرهاب بكافة سبله وأشكاله، وطالب قادة العالم كلّّه بتفعيل المبادرات التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين، وأن يَتمَّ التعاون بين الدول والمراكز البحثية والمؤسسات الدينيَّة على كافة الأصعدة لوضع رؤية عالميَّة لدحر الإرهاب لأن الإرهاب هو العدو الأول للبشر في مختلف أنحاء العالم، والقضاء عليه واستئصال جذوره لن يتم إلا بالتعاون الجاد والفاعل بين الدول جميعًا، وقال شومان: إن كل مسلم وعربى مطالب بشكر المملكة وقائدها العروبى الأصيل خادم الحرمين الشريفين على مواقفه الإسلاميَّة والعربيَّة التي يعرفها الجميع من خلال نشر صحيح الإسلام الذي جاء هداية للعالمين.
أما الدكتور محمد عبد الشافي - رئيس جامعة الأزهر - فأكَّد أن المملكة العربيَّة السعوديَّة ومليكها قائد العرب الحكيم لهم دور كبير وواضح لجميع شعوب العالم وقادته في مكافحة الإرهاب ومحاربته بكلِّ الطرق المتاحة وفي مقدمتها العمل الدءوب والجاد على نشر الإسلام الوسطي الذي يحض على التسامح والتعايش مع الآخر ونشر الخير للناس كافة ومواجهة التطرف والغلو.
وأشار عبد الشافي إلى مبادرات ونداءات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في مكافحة الإرهاب ودعمه الكريم بـ 100 مليون دولار لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، لافتًا إلى دور الملك عبد الله في نشر خدمة الإسلام وقضايا الأمتين العربيَّة والإسلاميَّة وهو ما جعل جامعة الأزهر الشريف تمنح جلالته شهادة «العالميَّة» الدكتوراه الفخرية تقديرًا من الأزهر الشريف لدور المليك في خدمة الإسلام والمسلمين، مؤكِّدًا أن الملك عبد الله بـ»حكيم العرب» بلا منازع فقد نذر نفسه لخدمة العالم الإسلامي وتجاوزت خدماته حدود المكان والزمان.
من جهته أشاد الدكتور علي السمان، رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان، بدور المملكة العربيَّة السعوديَّة في مكافحة الإرهاب على كافة الأصعدة داخليًّا بالتصدي للجماعات المتطرفة والمتشددة داخل المملكة وعلى الصعيد الإقليمي والعربي من خلال مساندة الدول التي تكتوي بنار الإرهاب وفي مقدمتها مصر ولبنان والعراق وكذلك على مستوى العالم من خلال مبادرات ونداءات الملك عبد الله لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ومركز لحوار الأديان والتقارب بين ثقافات وشعوب العالم. وفي هذا الشأن عقدت العديد من المؤتمرات كما قام الملك عبد الله بمبادرة دعم بـ100 مليون دولار لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وهو ما يضع العالم أمام مسؤولياته في هذا الأمر المهم والخطير.
وثمن السمان دور المملكة في استضافة اجتماع جدة لتدسين تحالف دولي لمواجهة خطر تنظيم «داعش» الذي ينشر الخراب والدمار والقتل والترويع في سوريا والعراق ويتخذ من الدين الإسلامي ستارًا له والدين منه براء، وأشار إلى أن الجماعات الإرهابيَّة بالرغم مما يبدو من اختلاف ظاهري في مدي تطرفها وأهدافها في كلِّ بلد إلا أنها تشكّل شبكة واحدة من المصالح وتدعم بعضها البعض في التطرف والتشدد لنشر الخراب والدمار، مؤكِّدًا أن انتشار الجماعات الإرهابيَّة بالشرق الأوسط بصفة عامة أصبح خطرًا ملحًّا يُهدِّد حاضر ومستقبل دول وشعوب المنطقة ويمثِّل تهديدًا كبيرًا للأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي ولذلك يتطلب من الجميع التكاتف لمواجهة هذا الخطر الداهم.