طغت استعدادات الأحزاب السياسية للانتخابات الرئاسية على اهتمامها بالانتخابات التشريعية، على ضوء ازدياد قائمة الطامحين الى قصر قرطاج، وعودة وجوه النظام القديم الى الواجهة وخوضها غمار الرئاسية بكل جرأة بالرغم من نفور عامة التونسيين عن متابعة اخبارها..وكان وصول المنذر الزنايدي آخر وزير للصحة في عهد الرئيس ابن علي الى تونس عائدا من منفاه الاختياري بفرنسا الأحد، شكل الحدث الرئيسي بامتياز حيث كان آلاف التجمعيين في استقباله بالمطار، ممنين النفس بفوزه بمقعد الرئاسة ليكون خير خليفة للرئيس المنصف المرزوقي.
وفيما رأى محللون سياسيون ان الاستقبالات الشعبية غير المسبوقة التي حظي بها الزنايدي، تدل على «اشتياق التجمعيين الى العهد السابق»، اعتبر بعض الملاحظين ان سيناريو الاستقبال الشعبي تقف وراءه حركة النهضة التي ترمي الى محاربة الباجي قائد السبسي من خلال العمل على إعلاء مكانة الزنايدي لدى عامة التجمعيين والدساترة بما من شأنه أن يقلب الموازين ويجعل أسهم السبسي تتراجع في بورصة الرئاسية.
الا ان مهمة الزنايدي لن تكون سهلة بالمرة في وجود مترشحين آخرين لهم تقريبا نفس الحظوظ الى جانب السبسي، على غرار رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر عن حزب التكتل والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي ورئيس حزب المبادرة كمال مرجان آخر وزير خارجية لابن علي، إلى جانب احد وزراء النظام السابق عبدالرحيم الزواري عن التيار الدستوري) نسبة الى الحزب الدستوري الذي اسسه الزعيم الحبيب بورقيبة).
وبنفس الصعوبة، تواجه اربع نساء «اباطرة» الأحزاب المترشحة للرئاسية، حيث أكدن ان الصراع على كرسي الرئاسة سيكون شديدا في ظل وجود اسماء بارزة في الحقل السياسي تنافسهن على الرئاسية، فقد بينت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والامنية والعسكرية بدرة قعلول، إحدى المترشحات في السباق نحو قرطاج، أن هناك «ديناصورات» سيصعبون عليها وبقية المترشحات مهمة الترشح، وأوضحت بدرة أن هؤلاء الذين أسمتهم بـ»الديناصورات» هم من خدموا النظام السابق.
من جهتها عبّرت المترشحة الثانية آمنة منصور القروي رفضها القاطع لجمع التزكيات مقابل المال لأن ما يهمها هو اقتناع الناخبين بقيمتها السياسية وقدرتها على منافسة بقية الأسماء المترشحة، مشيرة إلى أنها «قد تتمكن من جمع عشرات آلاف التزكيات بمقابل لكن لا أحد سيصوت لها في النهاية.» أما القاضية كلثوم كنو والمترشحة الثالثة للانتخابات الرئاسية المنتظرة، فقد شددت بدورها على أن المال السياسي الفاسد يؤثر على مجرى الانتخابات، مؤكدة أن من سيفوز في هذا السباق سيسعى أول أول ما يسعى الى استعادة أمواله التي أنفقها هنا وهناك على حساب الشعب والدولة.