لاشك أنّ أهالي تمير الكرام ضربوا أروع المثل والقيم والغيرة على شبابهم ووطنهم، باستنكارهم بعض الأشخاص الذين حاولوا تسميم أفكار شبابهم لتجنيدهم في المنظمات الإرهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة، وهذا إنْ دلّ على شيء، فإنما يدل على مستوى المسؤولية والوعي الديني والثقافي للأهالي في تمير وغيرتهم على وطنهم، الذي بلا شك سيرتد سوء هؤلاء المجندين عليه فيما بعد. إنّ ثقافة الكشف والاستنكار التي بدأها أهالي تمير وأبلغوا السلطات الأمنية عنها، إنما هي تؤكد على أن الأمن في أساسه هو بإمساك المواطن لحباله الأولى وهو أول من يجابه بوادر زعزعة الأمن أو بذور الشرور والفتنة المغذية له . ولذا يستحق المواطن أن يطلق عليه رجل الأمن الأول وهذه عبارة صحيحة أول من أطلقها مهندس الأمن في بلادنا سيدي الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله . ولذا سبق أهل تمير تفعيل هذا المفهوم الأمني قبل غيرهم وهم بذلك يعطون للجميع المثل الرائع والصالح للمواطن المخلص الصالح لوطنه ومواطنيه، كما أنهم يدللون على أن المواطن هو عدسة وعين الوطن التي تراقب الأمن والاستقرار لتحمر النظرة في كل ما هو غريب يهدد أمنه وكيانه ويحاول زعزعة استقراره (سلمت هذه العين ودامت)، ما هو مأمول من كل أهلنا ومواطنينا في كل مدينة وقرية، أن تكون عيونهم وقلوبهم مع الوطن وأمنه كما هم أهل تمير، هذه المدينة الحالمة المنتعشة اجتماعياً واقتصادياً يحق لها أن تفخر بهذا الإنجاز للوطن . يجب أن ننمي ونحفّز ثقافة أمن الوطن وحماية مقدراته لدى النشء والصغير والكبير والرجل والمرأة . الجميع جنود لحماية الوطن يحرسونه في المنزل وفي الشارع وفي الصحراء وطن هكذا أهله لا يمكن أن يخترق أمنه في صحوتهم أو غفلتهم . أملنا في المواطن أن يكون عيناً واعية فيكشف زيف المغرضين والمتربصين وينكرهم ويفضح مخططاتهم ويجهضها ويعريها ويساعد الدولة وأجهزتها المختصة لحماية الوطن من شرور هؤلاء وإذا ما اجتمعت يد وعين المواطن وأجهزة الدولة الأمنية، فإن ذلك يحيط الوطن بسوار من المحبة وسور من الحماية الفولاذية التي لا يستطيع الأعداء اختراقها والنفوذ منها لتخريب وتهديد الأمن ويبقى الوطن حصناً حصيناً وينعم أهله بالخير، وتستمر التنمية والتطور فيه بلا عراقيل ولا مخاوف، فكن أخي المواطن عيناً لوطنك وحامياً له بعد الله .