أي بشر هذا الذي ننثر له الورد ويزرع لنا الشوك.. نقف معه في الأزمات والشدائد وبعد ان نقضي حاجته ونفك أزمته بعد إرادة الله يقلب علينا ظهر المجن، ويكافئنا بنكران الجميل وبمعاداتنا وتأليب البشر علينا ..هل نعد من يفعل هذا الفعل بشرا سويا.. أبدا إنه ليس سويا وليس له مبدأ ولا خلق، ومما يؤكد ذلك من كتاب الله قوله تعالى {هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ} (الرحمن: 60) ومن الهدي النبوي الشريف عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوله، حتى تروا أنكم قد كافأتموه، فالمؤمن يكون كريماً يكافئ على المعروف ولا يجحده ولا ينكره، بل يكافئ عليه).
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صنع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء) وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا (لا يشكر الله من لا يشكر الناس)، إسناد صحيح رواه أحمد وأبو داود والترمذي أسأل الله العلي العظيم أن يكون قدوتنا سيد هذه الأمة وحبيبها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وألا نكون جاحدين لمن أسدى إلينا معروفا والاعتراف بالفضل من مكارم الأخلاق، بل هو من قمم مكارم الأخلاق التي أمرنا بها ديننا الحنيف، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والله من وراء القصد.